أعاد الإعلان عن قرب انطلاق فعاليات معرض الكتاب الدولي بجدة إلى ذاكرة القارئ والمثقف ملامح انطلاقه في نسخته الأولى وما أضاف للمشهد الثقافي المحلي والعربي من حراك ونجاح بمشاركة عدد كبير من المؤسسات الحكومية والخاصة ودور النشر العربية والعاملين في صناعة الكتاب والتأليف والكتابة ونخبة من الكتاب، والأدباء. «الجسر الثقافي» التقي ببعض المثقفين ليتقصى تطلعاتهم للمعرض الذي سيفتتح قريبا في نسخته الثانية فكانت هذه الآراء: الفعل الثقافي القاص خالد صالح الغامدي يؤكد ان معرض الكتاب تحريك للركود الثقافي ويفتح نافذة نحو كسر النمطية. حقيقة كان خبر عودة المعرض لمدينة جدة مبهجا للجميع وقد رأينا في نسخته الماضية وهجا يتنامى متأملين في مستقبل يدعم فعل القراءة لكافة اطياف المجتمع وليس قصرا على نخبة معينة تتعاطى مع الفعل الثقافي. لا يخفى على الجميع ان حضور الكتاب في ثقافة المجتمع اي مجتمع يفعل ما لا تفعله الثقافة السمعية والتي هي المهيمنة. ويتابع الغامدي: «الكتاب مصباح في نفق مظلم وقد قيل ان نمو العقل يتوقف عند آخر كتاب يقرأ.. حضور معرض الكتاب يحرك الراكد ويفتح نافذة نحو كسر النمط اعتقد انه يستطيع حلحلة الكثير من المفاهيم في المجتمع خصوصا حين يكون من اهم اهدافه ان يعرف كيف يجذب الجميع للقراءة بداية بالطفل وصولا الى مجتمع تكون القراءة جزءا مهما من فعله اليومي اما بخصوص البرنامج الثقافي فأتمنى ان يكون للناشئة حضور مهم ضمن خططه الموضوعة لتفعيل حضور الكتاب في حياتهم كفعل مهم». جدول الفعاليات فيما يؤكد الروائي مقبول موسى العلوي أن مقياس نجاح الفاعليات المصاحبة للمعرض مرتبط بالإعداد الجيد من قبل المنظمين والمشاركين قائلا: «معارض الكتاب من اهم المناسبات التي ينتظرها القراء والكتاب على السواء فتجد الكثير منهم يحرص على التزود من المعارض لتكون زاده ربما لأشهر قادمة إذ هو مناسبة منتظرة، واعتقد ان له دورا في تنشيط الحراك الثقافي عبر الندوات المصاحبة له. هذه الفعاليات ينتظرها الكثيرون لأنها فرصة للكاتب والقارئ على السواء، حيث يكون اللقاء مباشرا والنقاش فاعلا على شرط أن تكون هذه الفعاليات المنتظرة معدة إعدادا جيدا من قبل المنظمين والمشاركين لتحقق الفائدة المرجوة منها، اطلعت على جدول الفعاليات عندما نشر في الصحف، ووجدت انه اهتم بفئة الكتاب والكاتبات الشباب، وهذا يحسب في نظري لمن صاغوا جدول الفعاليات الثقافي فبجانب الكتاب المكرسين نجد معهم كتابا وكاتبات ما زالوا في بداية الطريق هذا يؤدي الى نوع من التلاقح الفكري واستفادة الكتاب والكاتبات الشباب ممن سبقوهم في محال الإبداع. لو نفذ هذا لكانت الفائدة اكبر واشمل وأبدي ثقة كبرى في المنظمين بأنهم لن يألوا جهدا في سبيل إنجاح المعرض وفعالياته». خارطة ثقافة ويصف الشاعر عبدالعزيز الشريف المعرض ومدى رسمه خارطة جديدة للثقافة في هذا الوطن قائلا: «بلا شك معرض الكتاب في مدينة جدة سجل في العام الماضي نجاحات كبيرة أشاد بها الجميع ونتمنى أن تتواصل النجاحات وأن يحقق هذا المعرض نقلة نوعية وفكرية للأفضل في التناول من حيث الفعاليات المصاحبة من ندوات وأمسيات وورش عمل، وأن يرى الزائر فيه ونرى فيه كزائرين ما نتطلع إليه ابتداء بالإعداد وانتهاء بالكتاب الجيد الذي يكون في متناول الجميع، واتمنى من القائمين على المهرجان ان يقدموا ما تأمل منهم جدة فهي على موعد ان تسجل حضورها الثقافي والفكري من خلال مؤلفات ومخرجات الثقافة في الداخل وان نرى المعرض وقد رسم خارطة جديدة للثقافة في هذا الوطن من خلال حراكه المعرفي». دور ثقافي فيما يرى الكاتب شتيوي الغيثي في انطلاق معرض الكتاب محاولة فاعلة لتحريك الجانب الثقافي والاقتصادي قائلا: «تعتبر انطلاقة معرض جدة الدولي للكتاب في سنته الثانية فرصة ثمينة لتفعيل الحراك الثقافي السعودي، خاصة أن جدة تعتبر واحدة من أهم المدن السعودية، إضافة لأنها تحظى بكثافة سكانية إلى جوار كونها في منطقة الحجاز ما يجعلها تحظى بمركزية ثقافية عالية، ومن هنا كان انطلاق معرض الكتاب فيها تأكيدا لهذه المركزية الثقافية ومحاولة فاعلة في تحريك الجانب الثقافي والاقتصادي فيها، وتتأكد أهمية الجانب الثقافي لمعرض جدة للكتاب في أن المنطقة بعمومها منطقة ثقافية بامتياز وذات عمق ثقافي وحضاري متين يمتد إلى أكثر من ثمانين عاما إذا أردنا قصرها على الثقافة السعودية، ويمتد لأبعد من ذلك قرونا طويلة إذا وسعنا المدة الزمنية للجانب الحضاري في الحجاز عامة كما يتأكد الجانب الاقتصادي؛ لكون جدة ميناء السعودية إلى جانب أهميتها الاقتصادية وتفعيل الدور الثقافي داخل الدور الاقتصادي تفعيل يقود إلى ما يمكن تسميته تبادل الأدوار، إذ يفضي الدور الاقتصادي لجدة إلى الدور الثقافي كما يفضي الدور الثقافي في معرض الكتاب إلى الدور الاقتصادي؛ ليتكامل الدوران في تأكيد حضور جدة من كلا الجانبين».