أجمع مثقفون على ريادة جدة في إقامة وصناعة المعارض عموما، والمعارض الثقافية بصفة خاصة، مؤملين من خلال «عكاظ» أن يتحول «معرض جدة الدولي للكتاب» إلى «كرنفال» ثقافي منوع يضم تحت مظلته الفنون بتكاملية وانسجام وبعد عن النشاز. ورأى رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الحيدري، أن القائمين على المعرض وفقوا في اختيار توقيته، كونه يجيء في وقت مناسب يسبق معرض الرياض بنحو ثلاثة أشهر، مضيفا أن مقومات النجاح له متوافرة جدا. فيما طالب الشاعر عبدالرحمن موكلي أن يتحول المعرض إلى «كرنفال» ثقافي، بحيث تكون عروض للمسرح والموسيقى، ودعوة أصحاب التجارب الأولى في بيع الكتب والمكتبات لتقديم تجاربهم، ووضع جوائز لتسويق الكتب، مع الاهتمام بثقافة الطفل بعيدا عن التسويق الإلكتروني الاستهلاكي، متمنيا نقل المحاضرات خارج نطاق جدة ليستفاد منها في المدن الأخرى. أما الشاعر أحمد الملا، فتمنى أن نجد في المعرض المحفز القوي لتحريك ما استقر وهدأ في معرض الرياض، كون الأخير اطمأن إلى القوة الشرائية والإقبال الكثيف بديلا عن التطوير الإداري لمحتوى المعرض كتظاهرة ثقافية شاملة، وتطلع إلى أن تعقد منصات تنافسية لدور النشر للتعاقد مع المؤلفين والكتاب، وأن يتم تقنين الأسعار، وأن يقتصر معرض جدة على الكتب الصادرة حديثا، وأن يكون البرنامج الثقافي لافتا وجاذبا للحضور. وقال القاص أحمد صالح الشهري: «أنتظر من المعرض أن يكون تظاهرة ثقافية فكرية كبرى، لا مجرد معرض للكتاب وأن يقدم الثقافة السعودية بشكل مختلف عن المعتاد، بل أن يقدمها كجزء من الحياة السعودية ذاتها»، وأضاف «أريده أن يبرز من خلال ندوات مصاحبة تقوم على فكرة علاقة الإنسان السعودي بالثقافة كحاجة وليس كترف». وطالب الشاعر زايد حاشد بتوسيع هامش المشاركة لدور النشر، وكذلك الحال بالنسبة للكتب، وأن تكون الفعاليات المصاحبة للمعرض فعاليات فنية موسيقى وفن تشكيلي إضافة إلى الندوات والأمسيات الشعرية المعتادة ويرى أن الموسيقى هي من سيصنع الفارق. وتوقع الشاعر حسن الصلهبي أن يضيف معرض جدة الدولي للكتاب للإنجازات التي حققها معرض الرياض كونه يستمد الخصوصية من طبيعة المكان وما تستند عليه منطقة الحجاز وجدة على الخصوص من إرث ثقافي وحضاري كبير ويؤمل إدراج فعاليات مسرحية وسينمائية ضمن برنامج المعرض ما سيحقق جزءا مهما من هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة والجديدة. فيما قال المسرحي محمد ربيع الغامدي أنتظر من معرض جدة للكتاب أن يكون رافدا لنهر المعرفة لا يقل حجما عن معرض الرياض وأن يكون مفخرة أخرى للحراك الثقافي في بلادنا وأن تكون فعالياته المصاحبة أكثر حداثة من فعاليات معرض الرياض، ويتطلع الروائي طاهر الزهراني إلى أن يكون المعرض كرنفالا يغري جميع الناس بالحضور، وليس القراء فقط. وقال الناقد محمد العباس: «هناك فرق بين ما أنتظره وما أتوقعه وما أتمناه. فالتفكير الواقعي يحتم عدم انتظار ما يتجاوز السقف المأمول معرفيا ورقابيا. بمعنى أننا سنكون قبالة سوبر ماركت للكتب. لا تختلف كميته وجودته عما عرض في معرض الرياض. لأن المعارض العربية اليوم كلها تتشابه من حيث ارتباطها بآلية إنتاج الكتاب وتسويقه. ولا يبدو أن القائمين على معرض جدة للكتاب يحملون من الوعود ما يغاير حالة السوق. وأتمنى أن يباغتونا ببرنامج ثقافي أكثر رصانة. هذا إن كان ضمن خطة المعرض. وأن تكون الحالة الاحتفالية ذات طابع ثقافي بحيث تتراجع حالات الاستعراض وحفلات التوقيع المجانية. وعليه فإني أنتظر أن يتحقق في المعرض شعار (جدة غير) من الوجهة الثقافية.