يوما بعد يوم تزداد حيرة جماهير الهلال في فريقهم. مباراة بعد أخرى تتضاعف آلام جماهير الهلال على هيبة فريقهم. ووجود الهلال حتى الآن منافسا قويا على جميع البطولات بل ووجوده في ساحتها لا يعني أن الفريق في وضع جيد. الأمر المألوف ان يكون الهلال منافسا على البطولات وحاصدا لها حتى في أسوأ حالاته. لا يمكن أن تقنع بطولة قصيرة النفس جماهير الهلال بأن حالة فريقهم جيدة ومقنعة. ما يحدث في الهلال أمر يحتاج لبحث عميق من كبار الهلاليين. ويجب أن يكون البحث والتنقيب على مراحل. علاج الزعيم وعودته لسابق عهده يجب أن تتم على المحاور الكروية الثلاثة المعروفة. محور اللاعبين وهو الأهم والمحور التدريبي والمحور الإداري. على مستوى العناصر الهلالية ومن خلال الأسماء فقط يمتلك أفضل العناصر باستثناء البعض منهم. وما يؤكد صحة مصطلح (الأسماء فقط) أن ما نراه داخل الملعب يخالف في الشكل والمضمون معنى النجومية فالنجومية ليست اسماء فقط إذ لابد أن يتواكب مع الاسم عمل وما يظهره الكثير من لاعبي الهلال خلال المباريات ومنذ مطلع مباريات هذا الموسم على وجه التحديد لا يؤكد أن في الهلال نجوم (قول وفعل). الأغلبية من لاعبي الهلال يعانون حالات برود وثقل حركة وعدم حماس وعدم روح قتالية. الغالبية العظمى من لاعبي الهلال يعانون شحنا نفسيا سلبيا له علاقة وثيقة وقوية بإنتاجيتهم الفنية. الكثير من لاعبي الهلال يفتقدون لعدم الاحساس بحرقة جماهيرهم عندما يكسبون مباريات أمام فرق متوسطة وضعيفة بطريقة الولادة المتعسرة. كل هذه العوامل وغيرها لها حلول خاصة وأنها باتت مستفحلة في الفريق. العلاج المناسب لها التدخل الإداري العاجل والفاعل من جانب إدارة النادي وإدارة كرة القدم. اللاعبون يحتاجون أن يفهموا جميعا أنهم يلعبون في أشهر الفرق المحلية والآسيوية وأكثرها بطولات وإنجازات. لابد أن يفهم اللاعبون أن القميص الأزرق منتهى طموح أي لاعب كرة قدم. لابد أن يفهم لاعبو الهلال أن فرصة البقاء مع الفريق لن تطول كثيرا ولابد أن يأتي اليوم الذي تهتف جماهير الهلال ضد بعض لاعبيها. لابد أن تتعامل إدارة الهلال وإدارة كرة القدم في الهلال مع اللاعبين بنوع من الصرامة والقوة فزمن الاحتراف يختلف تماما عن زمن الهواة. اللاعب المحترف يجب أن يعطي بروح وقتالية بقدر ما يأخذ من عقود فلكية. ومع ذلك كله جماهير الهلال مازالت تجهل لماذا لا يقدم اللاعبون مستويات مقنعة لماذا الروح القتالية غائبة. هل يعاني الفريق مؤثرات أخرى داخلية أو خارجية. إن كان الأمر كذلك فلابد من وجود حلول لتلك المؤثرات. أما على المستوى التدريبي فالهلال جلب مجموعة كبيرة من المدربين وخاصة من قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية. ولم يتغير حال الفريق والسؤال الذي يطرح نفسه الآن. هل العيب في جميع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق. أم أن هناك أمرا خفيا غير معلن وعجز المسئولون في النادي عن حله. قبل الوداع.. سوف ترتاح الجماهير الهلالية كثيرا لو كشفت أسباب عدم وجود الروح القتالية المصاحبة لأداء اللاعبين والرغبة الأكيدة في عدم التلاعب بأعصابهم. الأمر يحتاج إلى البحث والتقصي والجرأة في كشف الحقيقة كاملة. خاطرة الوداع.. إن استمرت الأوضاع على ما هي عليه فإن الأفراح المعتادة ستغيب عنك طويلا.