في ظل هذه الظروف الصعبة والحالكة لا تنتظر معظم الجماهير الهلالية من فريقها تحقيق ما هو أكثر من التأهل للمرحلة الثانية من بطولة دوري أبطال آسيا والوصول للدور ربع النهائي من البطولة الحالية والتأهل للبطولة اللاحقة في الموسم القادم. أما الأولى فإن كل الدلائل تشير إلى تأهل الهلال بحول الله لدور الستة عشر ومن ثم تجاوز هذا الدور للدور ربع النهائي قبل أن تدخل مرحلة الصيف القادمة والتي سيعلن فيها الهلاليون حالة الاستنفار القصوى لتعديل أوضاع فريقهم من النواحي الثلاث المحورية وهي الأوضاع الإدارية والأوضاع التدريبية الفنية وأخيرا الأوضاع العناصرية. تتعدل الأوضاع الإدارية بسرعة اختيار رئيس مجلس إدارة جديد يضم إلى جانبه نخبة من الإداريين ويجب أن تتوفر في المجلس القادم عناصر مهمة أبرزها القوة والإقدام والحسم في اتخاذ القرار دون مثالية أو تردد. وتتعدل الأوضاع التدريبية الفنية باختيار مدرب يوازي طموحات الفريق وإنجازاته وتاريخه وسمعته وجماهيره ويقدر المواهب ويصنعها وصاحب فكر وفطنة. يجيد تسخير إمكانيات اللاعبين لمصلحة الفريق. قادر على ردع كل لاعب يرى في نفسه أنه أكبر من الكيان. يلعب دور المدرب والإداري في نفس الوقت. وتتعدل الأوضاع العناصرية بتشكيل فريق عمل فني يدرس ملف أي لاعب محلي أو أجنبي سيتم اختياره للزعيم ومن كافة الجوانب. المستوى الفني وقابلية التطور والخلق والتعامل والروح القتالية والمركز الذي يحتاجه الفريق ومثل تلك المواصفات لا يمكن لإدارة النادي تحديدها أو معرفتها دون الاستشارة الفنية. هناك من يعتقد أن الهلال وصل مرحلة الانهيار مستشهدا بسوء النتائج. هذا ما يراه غير الهلاليين أما الهلاليون فيرون أن فريقهم ما زال صامدا شامخا ويستطيع تجاوز هذه المرحلة على الأقل وفي تلك الفترة الحرجة والسؤال المطروح كيف يتجاوز الهلال هذه المرحلة؟؟ اللاعبون. نعم اللاعبون هم محور العملية في تلك المرحلة. اللاعبون متى ما وجدت بداخلهم الروح القتالية والمجهود المضاعف والإصرار على تحقيق النتائج الإيجابية عاد الفريق. الهلال يتغلب على تلك المشكلة لو استثمر اللاعبون الصاعدون البدلاء الفرصة الذهبية التي وجدوها والتي قد لا تعود لهم مستقبلا في حالة استمرار العطاء السلبي. الهلال يتغلب على مشاكله لو دخل في ذهن اللاعبين الأجانب بأنهم ينتمون لزعيم قارة آسيا وأن بقاءهم في الفريق لن يطول وأن عملية استبدالهم في الفترة القادمة سهلة ويسيرة. لن أتحدث عن الأوضاع الإدارية والتدريبية لأنها مؤقتة وكل يعمل في مكانه ولكن خارج الملعب وهذا هو سهم الموت المسموم. المهم داخل الملعب وهذا بيد اللاعبين ثم اللاعبين ثم اللاعبين. قبل الوداع .. ليست المشكلة في خسارة الهلال لبعض المباريات في تلك الفترة الضيقة المشكلة في أن مستويات الكثير من لاعبي الهلال ليست كما كان من قبل ومع غياب الروح القتالية زادت الأوضاع سوءا. إذا الحل المؤقت الآن بيد اللاعبين. خاطرة الوداع .. رفع الله مراتبك في الآخرة كما رفعها في الدنيا.. ألف مبروك..