وصلت قناعة الهلاليين بعدم جدوى استمرار مدربهم الفرنسي كومبواريه مع فريقهم الأول متأخرة جدا ولو قدر لكومبواريه الاستمرار لفترة أطول لربما دفع الفريق الهلالي الثمن غاليا فالمدرب المذكور تمادى كثيرا في نظريته الفنية الخاطئة والخاطئة جدا بأن الكرة الحديثة لا تحتاج لوجود صانع ألعاب في صفوف الفريق . لقد دفع فريق الهلال ثمن نظرية كومبواريه الخاطئة الخروج من الآسيوية وخسارة فريقه لأكثر من مباراة وضعته في مركز الوصيف ولو ساير الهلاليون مدربهم في نظريته لأوصلهم لحالة الغرق . وبخلاف الخروج من الآسيوية وخسارته لنتائج العديد من المباريات السهلة التي كانت في متناول يديه فقد الفريق الهلالي روعة العروض وحلاوة الأداء التي كانت تتوارثها الأجيال الهلالية جيلا بعد جيل ويطرب بها القاصي والداني بغض النظر عن النتائج . إن كومبواريه بعناده وإصراره على نظريته المخترعة حاول إقناع مسئوليه بهذه النظرية المفلسة مستندا على دلائل بعيدة كل البعد عن الواقعية والإقناع ولو أردنا ببساطة أن نعرف أهمية وجود صانع اللعب في أي فريق في العالم فعلينا أن نقارن بين نتائجه وعروضه الفنية بوجود صناع اللعب وبغيابهم وعندما استشهد كومبواريه بفريق برشلونة بأنه يلعب بدون صناع لعب فالفريق الإسباني فريد من نوعه ويخيل لمن يتابع مبارياته أنه يتابع فريقا من كوكب آخر بسبب وجود أكثر من صانع لعب في صفوفه . ومن حسن حظ الجماهير الهلالية أن صناع القرار في ناديهم فضوا الارتباط بالمدرب كومبواريه وأملهم ما زال قائما في الكثير من البطولات فالدوري ما زال في متناول ايديهم وكأس ولي العهد على بعد خطوة (إن كانوا بالأمس تجاوزوا الفيصلي) وكأس الملك للأبطال لم تبدأ وأمامهم الأهم من ذلك كله البطولة الآسيوية والفريق الهلالي عندما يشارك في بطولة لا يقتنع عشاقه بمركز الوصيف فإما البطولة وإلا فلا وتلك هي ثقافة الهلاليين في البطولات وبوجود كومبواريه كانت ستكون مهمتهم صعبة جدا إن لم تكن مستحيلة فالبوادر مع كومبواريه وبغياب صناع اللعب لا تعطي أي مؤشرات إيجابية بأن الفريق الهلالي سيتوج بالبطولات . وبما أن كومبواريه رحل عن الفريق فعلى لاعبي الهلال الاستفادة من هذا الدرس إذ ليس من الواقعي أن يتحمل كومبواريه مسئولية الخروج من الآسيوية وخسارة بعض المباريات حتى وإن كان المدرب قص أجنحة فريقه وكسر مجاديفه فاللاعب هو محور العملية وإن استمرت الروح التي يلعب بها نجوم الهلال على ما هي عليه فلن تتحسن النتائج ولن يعود توهج الفريق حتى لو قاد الفريق فطاحلة التدريب في العالم . اللاعب الهلالي يجب أن يكون لديه إصرار على تحقيق الفوز وهذا هو ديدن الأجيال الهلالية المتلاحقة التي سبقت هذا الجيل . والإصرار على الفوز لا يتحقق إلا بالروح العالية والقتالية على الكرة في الشقين الدفاعي والهجومي ولكي نتأكد من أن علة الفريق الهلالي الماضية كان سببها المدرب وبنسبة كبيرة يجب على لاعبي الهلال اثبات ذلك بالعطاء المتدفق والروح العالية والإصرار على الفوز .. قبل الوداع .. بعيدا عن العواطف أتحسر وأنا أشاهد نجما كبيرا جدا وواحدا من أساطير كرة القدم السعودية بحجم محمد الشلهوب على مقاعد البدلاء بحجة عدم أهمية تواجد صانع اللعب في صفوف الفريق . لقد غاب محمد الشلهوب عن الخارطة الهلالية كلاعب أساسي وعندما حضر الداهية جيريتس عاد الشلهوب ليس صانعا للألعاب فقط بل هدافا للدوري فهل يعيد زالاتكو الكرواتي توهج الشلهوب .. نحن بالانتظار .. خاطرة الوداع .. اقترب موعد اللقاء يا سيدي .. [email protected]