دأب المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- بعد أن قام بتأسيس كيان المملكة الشامخ وإعلان قيامه، وبعد أن استتبت له الأمور- على تطبيق سياسة التفقد المباشر لسائر أجزاء المملكة، وهي سياسة أدت الى ظهور أروع صور التلاحم بين الحاكم والمحكوم، ولا شك أنها سياسة صائبة وسليمة حيث يتلمس الحاكم مباشرة من أفواه المواطنين طلباتهم وطموحاتهم ليصار الى تحقيقها على أرض الواقع. تلك السياسة الحكيمة امتدت بعد عهد المؤسس الى عهود أبنائه الميامين من بعده حتى العهد الحاضر، عهد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– فها هو يترسم خطوات المؤسس بتطبيق سياسة التفقد المباشر لرعيته لتجسيد عمق التلاحم المعهود بين القيادة والشعب، فزيارته الميمونة للمنطقة الشرقية تعد ترجمة لأبعاد تلك السياسة الحكيمة. استمرارية هذه السياسة السديدة لا تجسد صورة رائعة من صور التلاحم بين الحاكم والمحكوم فحسب ولكنها تجسد أيضا اهتمام القيادة الرشيدة بكل الخطوات المتخذة من أجل تنفيذ المشروعات الكبرى التي تصب كلها في مصالح الثروة البشرية لهذا الوطن، حيث تمثل هذه الثروة في عرف القيادة أهم ثروات المملكة وأغلاها وإليها توجه سائر المشروعات ذات الخدمات المباشرة لكل مواطن. زيارة القيادة الرشيدة للمنطقة الشرقية تمثل أسمى صور المحبة القائمة بين قائد هذه الأمة والمواطنين، وهي صورة تعمق أبعاد التلاحم الكبير بين الحاكم والمحكوم، وهو تلاحم ما زال يؤدي أغراضه المنشودة من أجل تقدم المملكة ورقيها ونهضتها وتنميتها في مختلف المجالات والميادين، فاللقاء المباشر بين القيادة وأبناء الشعب الأوفياء يمثل محورا هاما من المحاور المؤدية الى تحقيق طموحات المواطنين وتطلعاتهم وآمالهم. وزيارة قائد هذه الأمة للمنطقة الشرقية استمرارية لزيارات متوالية يقوم بها– يحفظه الله– لسائر مناطق ومحافظات ومدن المملكة، وتمثل في حد ذاتها الاهتمام الواضح من قبله برعاية مصالح الوطن والمواطنين، فهذه المنطقة تعد واحدة من مناطق المملكة التي توليها القيادة الرشيدة جل اهتمامها ورعايتها مثل بقية مناطق المملكة، ويهم المليك المفدى الاطلاع مباشرة في هذه المنطقة على مجريات المشروعات فيها وتدشين مشروعات جديدة. هذا الاهتمام الكبير بهذه المنطقة هو امتداد لكل اهتمامات القيادة الرشيدة بسائر أجزاء المملكة، ويتطلع كل مواطن بالمنطقة الشرقية الى تشريف خادم الحرمين الشريفين بهذه الزيارة الميمونة حيث ينظر المواطنون لها نظرة خاصة تشكل بشرى خير للمنطقة وسكانها، وهي امتداد طبيعي لسائر الزيارات التي يقوم بها- يحفظه الله- لسائر أجزاء المملكة لتفقد أحوال الرعية من جانب، وللاطلاع مباشرة على سير المشروعات فيها من جانب آخر. ويقوم قائد هذه الأمة باذن الله خلال الزيارة الميمونة للمنطقة بتدشين سلسلة من المشروعات الضخمة التي تصب كلها في قنوات مصالح المواطنين ومصالح الوطن العليا، وتلك مشروعات حيوية سوف تؤدي الى تحقيق مهماتها الكبرى لتحقيق أعلى ما يمكن تحقيقه من نسب الرخاء والرفاهية للمواطنين فافتتاحه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي يمثل أحد المشروعات الحيوية لدعم التنوع الثقافي والمعرفي وترسيخ أبعاده في نفوس وقلوب وعقول أبناء المنطقة.