أعرب رئيس فرع منظمة «أطباء بلا حدود» في ألمانيا عن استيائه من «التردي الشديد للوضع الإنساني» في مدينة حلب المحاصرة حاليا، وقال: «سواء بالنسبة للهدنة وكذلك بالنسبة لفكرة ممر إنساني، ليس هناك أمل حاليا». وهو ما يأتي تزامنا مع ادانة منظمة التعاون الإسلامي، قصف النظام وحلفاءه المتواصل على المدنيين في المدينة، ما أدى لمقتل وجرح المئات من السكان، وفاقم من تردي الأوضاع الإنسانية والصحية. في وقت لا تزال عمليات القصف متواصلة من قبل الطائرات المروحية وقوات النظام على أحياء بالقسم الشرقي من المدينة، ما أسفر عن سقوط مزيد من الخسائر البشرية. من جهته، قال فولكر فسترباركي رئيس فرع منظمة «أطباء بلا حدود» بألمانيا في تصريحات خاصة لموقع «هوفينجتون بوست» الإخباري: «لم يعد هناك مستشفيات قابلة للتشغيل في مدينة حلب حاليا، موضحا أن الأطباء هناك مضطرون للاعتماد على أنفسهم إلى حد كبير». وأضاف «إنه لا يمكن رؤية احتمالية لتحسن الوضع حاليا» . على ذات الصعيد، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، المجتمع الدولي للتدخل السريع لوقف عمليات القتل والمجازر التي تتعرض لها المناطق السكنية، مشددا على أن استمرار القصف على المدارس والمستشفيات يتنافى مع أبسط قيم القانون الدولي والإنساني. كما دعا معاليه إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإقرار الهدنة الإنسانية لتمكين قوافل الإغاثة الإنسانية من إيصال المواد المعيشية والأدوية للسكان في المناطق المحاصرة في حلب وغيرها من المدن والقرى. فيما تشهد المدينة قصفا متواصلا من قبل الطائرات المروحية وقوات النظام على أحياء القسم الشرقي، ما أسفر عن مزيد من الخسائر البشرية، ليرتفع عدد الشهداء إلى 15 على الأقل ممن قضوا حتى صباح أمس، إثر الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياء السكري والفردوس والصاخور والشعار وجسر الحج، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة. يأتي ذلك مع سيطرة قوات «درع الفرات»، المؤلفة من المعارضة السورية المدعومة من تركيا، على بلدة الشيخ ناصر بريف المدينة الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيا «قسد» الكردية، المدعومة من الولاياتالمتحدة. وفيما يسعى الطرفان إلى استعادة مدينة الباب السورية من «داعش»، تمكنت «درع الفرات» من السيطرة على البلدة وأسر ثلاثة عناصر من ميليشيا «سوريا الديمقراطية»، بحسب مصادر في المعارضة. من جهتها قالت وكالة الأناضول للأنباء: إن السلطات التركية أصدرت أمر اعتقال لزعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم الثلاثاء، بالإضافة إلى 47 شخصا آخرين فيما يتصل بتفجير وقع في فبراير واستهدف حافلة عسكرية في أنقرة. في سياق آخر، ارتفع عدد شهداء حمص إلى 4 في حي الوعر بالمدينة، حيث استشهد 3 أشخاص بينهم طفلة جراء قصف من قبل النظام استهدف الحي، بينما قضى مقاتل من المعارضة متأثراً بجراح أصيب بها جراء استهدافه من قبل قناص قوات النظام في الوعر منذ أيام.