طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة، الجامعة العربية والأممالمتحدة بإدانة واضحة لاستعراض ميليشيا حسن نصر الله اللبنانية المعروفة بحزب الله بالقصير. مشيرا إلى أن كل الأحياء المحاصرة في حلب استهدفت دون أي تنديد دولي، بالرغم من وجود هدنة برعاية أممية. إلى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 23 شخصاً بينهم 3 أطفال و8 إناث جراء قصف الطائرات الحربية بلدة باتبو في ريف حلب الغربي الخميس، في تلك الأثناء، اتهم مندوب فرنسابالأممالمتحدة «الأسد وحلفاءه بانتهاك القانون الدولي والإنساني، وتذكية الإرهاب في سوريا»، يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي من حاملة الطائرات المرابطة في البحر المتوسط، جاهزيتها لإطلاق عملية برية واسعة شرق المدينة. وأوضح رئيس ائتلاف المعارضة في مؤتمر صحفي من اسطنبول، الخميس، أن توحيد الصف العسكري والسياسي ضروري لإنقاذ الثورة، وإنه لا خيار أمام الثورة سوى الاستمرار على كافة الجبهات، مبينا أن الحل السياسي معلق حتى إشعار آخر. وأضاف: إن موسكو وإيران والنظام يعطلون المفاوضات في سعي واضح لحسم عسكري، ودعا لمنطقة حظر طيران أو منطقة خالية من القصف، وقال العبدة: إن الرئيس الأمريكي المتخب دونالد ترامب استمع لوجهة نظر روسيا فقط لما يحدث في سوريا. من جانبه، اتهم السفير فرنسا لدي الأممالمتحدة فرانسوا ديلاتر «نظام الأسد وحلفاءه بانتهاك أبسط قواعد القانون الدولي والإنساني في حلب، وتذكية الإرهاب في سوريا». وتعهد بمواصلة بلاده الضغط السياسي على النظام وحلفائه حتى يتوقف القصف العشوائي على المدنيين. وعقب انتهاء اجتماع لمجلس الأمن الدولي، فجر الخميس، قال ديلاتر للصحفيين، بمقر المنظمة الدولية بنيويورك «إن قصف حلب وسكانها ليس حرباً ضد الإرهاب، كما يدعي نظام الأسد، فهو وحلفاؤه يقومون بتغذية الإرهاب في الواقع، ويؤججون التطرف ومن ثم الإرهاب، وفرنسا تعرف ما تتحدث عنه هنا». وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد الشهداء مرشح للارتفاع، لوجود عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة، وسط تردي الوضع الصحي والطبي في أحياء المدينةالشرقية، وانعدام بعض الأدوية ونقص في بعضها الآخر، إضافة لعدم وجود مختصين في بعض المجالات الطبية، كما أسفر القصف عن دمار كبير في عشرات المنازل والمحال التجارية في المدينة وريفها. وقتل أكثر من 84 شخصاً في الغارات و القصف المكثف الذي شنه الأسد بدعم من الطيران الروسي على الأحياء المحاصرة شرق المدينة و ريفها. إلى ذلك ووفق رصد المرصد، ارتفع عدد الشهداء إلى 59 على الأقل بينهم 10 أطفال و10 إناث و5 مجهولي الهوية، خلال يومين؛ تزامنا مع تصعيد القصف الجوي من الطائرات الحربية والمروحية والقصف الصاروخي والمدفعي من قبل قوات وميليشيات النظام، أحياء السكري والشعار وكرم البيك والانصاري والصاخور ومناطق أخرى في القسم الشرقي شهدت استشهاد 24 منهم 6 أطفال، بينما وثق المرصد استشهاد 21 شخصاً بينهم 3 أطفال في المجزرة التي نفذها الأسد ببلدة باتبو ريف حلب الغربي أمس، إضافة لاستشهاد شخصين في قرية السمرية وعنجارة بالريف الجنوبي والغربي، أيضاً وثق المرصد أمس الأول، استشهاد 11 شخصاً بينهم طفل بقصف جوي ومدفعي على أحياء الفردوس والأحمدية وقاضي عسكر ومساكن هنانو بالقسم الشرقي للمدينة، إضافة لاستشهاد رجل وزوجته في غارات على بلدة كفرناها بالريف الغربي واستشهاد رجل في قصف على خان العسل بالريف ذاته. وتنفرد طائرات الأسد بقصف الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب، بينما تركز المقاتلات الروسية على استهداف مناطق أخرى في إدلب وحمص. وكان مسؤولون روس قد صرحوا لصحيفة «إيزفيستيا» الروسية، عن احتمال انطلاق معركة حلب خلال الأيام المقبلة، أو ربما في الساعات الأربع والعشرين القادمة. في المقابل، استهدفت قوات النظام بنيران قناصاتها مناطق بحلب القديمة، كما قصف النظام أحياء مساكن هنانو والصاخور والحيدرية وبستان باشا والميسر وأقيول ومناطق أخرى في الأحياء الشرقية للمدينة، كما قصف حي باب النيرب، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجراح، كما سقطت عدة صواريخ في بلدات كفرناها والمنصورة وكفرداعل بريف حلب الغربي، وقصف النظام بلدتي حور وعنجارة بالريف الغربي، بينما قصف الطيران الحربي بلدة حريتان بالريف الشمالي. إلى ذلك، أعلن المتحدث العسكري الأمريكي في العراقوسوريا، جون دوريان، أن التحالف الدولي لا يدعم العملية الحالية التي تقودها القوات التركية مع قوات المعارضة، على التنظيم في مدينة الباب شمالا، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية على وشك السيطرة على الباب. ولفت المتحدث باسم التحالف إلى أن الولاياتالمتحدة سحبت عناصر قواتها الخاصة، الذين كانت نشرتهم من أجل تقديم الدعم للقوات التركية وحلفائها في حربهم ضد داعش شمال سوريا، مما أثار توترات شديدة بين تركيا وشركائها حول طريقة طرد التنظيم من المناطق التي لا يزال يسيطر عليها. في ذات السياق، تمكنت قوات المعارضة ضمن عملية درع الفرات، من السيطرة على قريتي عرب بوران ومزارع الشويحة جنوب الغندورة بريف حلب الشمالي، عقب اشتباكات مع الميليشيا الكردية، كذلك تواصلت اشتباكات الجيش الحر المدعوم بالطائرات والقوات التركية ضد داعش في عدة محاور، حيث تجددت الاشتباكات بين الطرفين في محيط بلدة قباسين وقرية العجيل قرب مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، وسط تقدم «الحر» ومعلومات عن سيطرته على القرية،فيما استشهد 6 أشخاص بينهم 4 أطفال ومواطنة جراء انفجار ألغام بهم في منطقة حاج كوسا بريف الباب الشمالي وفي سياق ثان، قال قائد عسكري في الجيش الحر لوكالة الأبناء الألمانية: إن «داعش استغل الجو الغائم والماطر فجر الخميس وشن هجوماً خاطفاً على بلدة قباسين ريف حلب الشرقي مستخدماً عدة سيارات مفخخة واستطاع بعد معارك عنيفة مع الثوار الدخول الى البلدة».