بحسب تطور التقنية الحديثة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، برع ضعاف النفوس، في الاستفادة منها بانتحال أسماء معروفة لأهداف دنيئة، وغالبا ما يكون هدف مرتكب هذه الجريمة هو استغلال الثقة والسمعة الحسنة للشخصية المنتحلة، لبث الطمأنينة في نفوس الآخرين الذين يرغب في الإطاحة بهم. لقد اسُتغلت أسماء بعض أفراد الأسر الحاكمة في دول الخليج، من أجل النصب على الناس، بأساليب مبتكرة، بأن الشخصية الاعتبارية، تقوم برعاية أسر منكوبة أو فقيرة في سوريا أو الأردن، إلا أنه متواجد في إحدى الدول الغربية، ولا يستطيع التحويل لتلك الأسر أثناء وجوده خارج وطنه، ويطلب من الأشخاص المستهدفين بالنصب، تحويل مبالغ لتلك الأسر المحتاجة، ويؤكد لهم أنه سوف يعوّضهم عن تلك المبالغ عند عودته الى بلاده بمبالغ أكبر. لقد تفاجأت بإحداهن تتواصل معي، على أنها (الشيخة مهرة بنت محمد بن راشد المكتوم) تطلب مني ان اساعدها في ارسال مبلغ (7500) دولار لأسرة محتاجة في الأردن، كمساعدة لهم، كونها لا تستطيع إرسال المبلغ لأنه توجد صعوبة للحوالات من امريكا، وهي في رحلة علاجية، وعند عودتها ستعيد لي المبلغ مضاعفا. كذلك إحداهن انتحلت شخصية (الشيخة الزين الصباح وكيلة وزارة الدولة لشؤون الشباب الكويتية) وأنها خارج الكويت، وتوجد لديها أسرة سورية، تقوم برعايتها وأحد أبنائها يحتاج الى إجراء عملية جراحية مستعجلة، وترغب مني تحويل (5000) دولار، وعند عودتها للكويت تعيد المبلغ لي مضاعفا. إلا أن مثل هذه الطلبات من شخصيات مشهورة ومعروفة، لا يمكن ان تصدق، مما جعلني أبحث حول هذه الظاهرة، لأتفاجأ بوجود عصابات متخصصة، امتهنت مهنة انتحال الشخصيات المشهورة، للنصب على عباد الله الراغبين في مساعدة المحتاجين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه توجد حسابات كثيرة مزورة بأسماء الشخصيات المعروفة. فانتحال شخصية مشهورة ما هو إلا للظهور أمام الغير بمظهر الشخص المنتحل، بحيث يكسب ثقة وتعاطف المنصوب عليه، ليؤكد له التعامل المباشر مع ذلك الإنسان المهم صاحب المكانة الاجتماعية. ناهيك عن طرق الابتزاز، عن طريق الصداقة للحصول على معلومات سرية أو صور في أوضاع تخدش الحياء، يتم بعدها مساومته بدفع مبالغ طائلة، أو ابتزازه جنسيًا مقابل عدم نشرها. لذلك يجب تحذير الناس من هذه العصابات المتخصصة، للنصب على السذج، بأخذ الحيطة والحذر بعدم الثقة في أي شخص لا تعرفه.