على رغم تمسك كثير من الأسر بالعادات التقليدية في الزواج، إلا أن عدداً من «الخطّابات» اتجهن إلى الاستفادة من التقنية الإلكترونية في عملهن، للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع، ما منحهن لقب «خطابة إلكترونية». واستخدمت «خطّابات» في السعودية هواتف «البلاكبيري»، و«الأيفون»، ومواقع التواصل الإلكتروني «فيسبوك»، و«تويتر»، في الجمع بين رأسين بالحلال، عن طريق رسائل بريدية، و«برودكاست» لعشرات الأشخاص، بهدف التعريف بنفسها، والتعامل معها في اختيار شريك وشريكة الحياة. ولجوء الخطابات إلى «التقنية» الحديثة أصبحت موجودة منذ أن اشتهرت مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لا تخلو تلك المواقع من أسماء الخطّابات، وكذلك الإعلانات عنهن في برامج «الأيفون»، و«البلاكبيري»، ما جعل فكرة التواصل الإلكتروني لاختيار شريكة الحياة، طريقةً سهلة لعدد من الشبان. الخطّابة «أم العنود» استطاعت أن تجلب عدداً من الشباب والفتيات الراغبين في المعلومات الشخصية والشروط التي وضعتها والوعود بالسرية التامة، والاتفاق على أقل الأسعار التي تضعها «الخطّابات» في العادة. وتقول ل «الحياة»: «عملت على إنشاء صفحة خاصة بي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» قبل أشهر عدة، وأرسلت رسائل على هواتف «البلاكبيري»، إذ وجدت إقبالاً من الشبان والفتيات، ونجحت في الجمع بالحلال بين عدد منهم»، مشيرةً إلى أنها لا تريد سوى معلومات عن الفتيات كالعمر والمستوى التعليمي، إضافة إلى المعلومات الرئيسة عن الشاب، التي تحتاج معرفتها الفتاة كالمهنة والمرتب، ومن ثم أعرضها على الطرف الآخر. والنجاح الذي حققته «أم العنود»، لم تفلح الخطابة «فوزية» من تحقيق هدفها من خلال التقنية الحديثة، كونها تتعرض لمضايقات من شبان غير معترفين بوجودها في «الفيسبوك»، وقالت: «هناك أشخاص يخولهم التفكير السلبي في انتحال شخصيات الخطابة، ما دعاهم إلى التخوف من الرسائل التي أقوم بإرسالها لمستخدمي المواقع الالكترونية والهواتف». الأضرار الناجمة عن وجود الخطّابة الإلكترونية، لحقت بسارة الموسى، التي عانت كثيراً من منتحلي شخصيات الخطابة وتعرضها للإزعاج من قبلهم. وذكرت الموسى أنه وصلتها رسالة على صفحتها الخاصة في «فيسبوك» من شخص تحت مسمى «خطابة صادقة» يعرض فيها رغبته في إيجاد شريك لحياتها، ويطلب منها بعض المعلومات عن شخصيتي وأرقام للاتصال في حال موافقتها، «وبحسن نية مني ورغبتي في الاستقرار أعطيه جميع المعلومات التي يريدها ورقم هاتف المنزل، إلا أنه عاود الإرسال وطلب رقم الهاتف النقال، وفعلت كما يريد، ومن ثم ظهر على حقيقته ليقوم باتصالات متكررة، وتهديدي، ما أجبرني على إخبار أسرتي لوضع حد لتلك المشكلة». وأكد وليد الفوزان أنه تعرض لعملية خداع من «خطّابة» تعرّف عليها عبر موقع إلكتروني، إذ طلبت منه نصف المبلغ، ومن ثم تبحث له عن فتاة يتزوجها. وأضاف: «عرضت على إحدى الفتيات المنتحلة لشخصية «خطابة مسيار» رغبتي في زواج المسيار، وأعطيتها جميع معلوماتي، ولم أجد منها سوى الترحيب والاتصال في اليوم الثاني ليكون الاتفاق بيني وبينها أن يكون في المقام الأول تحويل نصف المبلغ الذي سيكون قيمة حصولي على زوجة «4000 ريال»، وبالفعل بعثت لها «2000 ريال»، وتفاجأت منها بعدم الرد مرة أخرى على اتصالاتي».