يتعرض الكثير من المشاهير لانتحال أسمائهم وشخصياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة احترافية تُقنع متابعي الحساب المزيف بأنهم فعلاً يتعاملون مع المالك الحقيقي له، بل لا يخلو الأمر أحياناً من تعمد الإساءة وافتعال الخلافات والمشكلات لتلك الشخصيات. ويزداد الخطر في حال تم انتحال شخصية لها قيمتها في المجتمع، إذ نسمع كثيراً أو نقرأ بيانات لشخصيات معروفة تنفي فيها كلاماً قيل على لسانها، أو تصريحات نسبت لها على مواقع التواصل الاجتماعي. وما يزيد المشكلة هو تحول الانتحال إلى الإساءة لهذه الشخصيات والنيل منها والتقول عليها بكلام وآراء، وخلق صراعات لهم مع شخصيات أخرى وأحياناً مع المجتمع عموماً. وخوفاً من تلك الظاهرة وما ينتج منها من مشكلات، فضّل الكثير من المشاهير توثيق حساباتهم، كي لا يتم استغلال أسمائهم وشخصياتهم. ولعل أهم المفارقات في هذا الموضوع ما واجهه الفنان ناصر القصبي، إذ إن المنتحل لشخصيته استطاع أن يسحب منه بساط النجومية في «تويتر»، فحسابه الموثق لا يتابعه سوى 82 ألف تقريباً، بينما الحساب المزيف يتابعه ما يزيد على 330 ألف متابع. وحاول القصبي في وقت سابق مواجهة الحسابات المزيفة التي تنتحل شخصيته بالانسحاب من «تويتر»، إلا أن الأمر ازداد سوءاً، بحسب ما قال في أول تغريدتين له بحسابه الموثق: «أصبحنا وأصبح الملك لله هذه أول تغريدة بعد انقطاع دام سنتين»، ثم أضاف: «منذ أشهر ألغيت حسابي من تويتر بسبب الحسابات المزورة. واكتشفت أن الإلغاء لم يحل المشكلة بل زادها ولهذا أعود.. والعود أحمد». وبعد أقل من أسبوع على عودته إلى «تويتر»، كتب تغريدة يشتكي فيها من زيادة عدد المتابعين لدى من ينتحل شخصيته، ومن قلة المتابعين لديه، قائلاً: «هالحين أنا راعي الحلال وحسابي فيه 6845 متابع والمزورين لحسابي طقوا مئات الألوف حسبي الله عليك يا تويتر.. مافيك لحية محشومه». فيما يواجه البعض مشكلة من نوع آخر، تتمثل في تعدد الحسابات التي تحمل أسماءهم، في حين أنهم لا يمتلكون من الأساس حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى رغم تأكيد الشيخ صالح المغامسي في أكثر من مناسبة أنه لا يمتلك حساباً شخصياً على «تويتر»، إلا أن هناك أكثر من حساب مزيف يستغل اسمه. وبلغ عدد متابعي أحد هذه الحسابات ما يزيد على 255 ألف متابع، في حين يتابع الثاني أكثر من 165 ألف، بينما الحساب الذي يديره موقعه «الراسخون في العلم»، يتابعه أكثر من مليوني متابع. ويرى أستاذ الإعلام في جامعة أم القرى الدكتور أسامة حريري أن الدافع وراء انتحال الشخصيات يعود إلى أسباب عدة، إما كون المنتحل مريضاً، واصفاً إياه ب«النبات المتسلق»، أو كونه لا يثق في قدراته، ما يجعله يستغل أسماء المشاهير لحصد المتابعين، مشيراً إلى أن الشخص السوي يختار العدد القليل ممن تابعوه بشخصيته الحقيقة عن عدد كثير تابعوه ظناً منهم بأنه شخص آخر. الحكمي ل«الحياة»: انتحال الشخصيات في مواقع التواصل لا يجوز