لا تختلف العمليات الارهابية في استهداف رجال أمن والاختباء في أوكار الجريمة عن استهداف الحوثيين مكةالمكرمة، فكلاهما انشقاق عن الدين والانسانية وغوغائية إجرامية، الفرق الوحيد أن دواعش استهداف رجال الأمن سنة وشيعة يحملون هوية وطنية. ومن خلالكم لا نلوم هؤلاء فقط لكننا نلوم كل من علم بأمرهم وتستر عليهم قبل وبعد تنفيذ جريمتهم، ونلوم كل من له يد مدهم بالمعونة أو السلاح، وكل من عرف بأمرهم ولم يبلغ عنهم ليكفي المجتمع ونفسه ورجال الأمن الذين يقفون على حمى الجميع شرهم وخبثهم. ومع تكرر هذه الجريمة الشنيعة في استهداف رجال الأمن والمواطنين الآمنين في القطيف وغيرها من محافظات المملكة، فلا بد لهيئة كبار العلماء من استحداث تشريع جديد بالتنظيم مع وزارة العدل لإيقاف هذه العبثية ومعاقبة كل من يعينهم بمثل عقوبتهم. ولو علم هؤلاء المجرمون بعظم حرمة دم المسلم لما اقدموا على سوء صنيعهم، فقد روى النسائي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: (يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل تشخب أوداجه دماً فيقول: أي رب سَلْ هذا فيم قتلني؟) وعند ابن ماجه والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده، وأوداجه تشخب دماً فيقول: يا رب سَلْ هذا فيم قتلني؟ حتى يدنيه من العرش). أما نحن كمواطنين فلا ينبغي لنا التعامل مع استمرار استهداف رجال الأمن بدم بارد، وان نطالع تزايد الوفيات والاصابات كأرقام، لا سيما وأن كل رجل منهم هو رب لأسرة واصابتهم هي اصابة للمجتمع كله بمقتل، ولا بد للجميع من التعاون مع وزارة الداخلية في التبليغ عن أي شكوك. استهداف الحوثيين مكة هو تطور خطير ينبغي توثيقه ورفعه لكل المنظمات الدولية المعنية لاسيما أن هو تجاوز بحق كل مسلمي العالم وليس السعوديين فقط، كما أنه اثبات أن اجندتهم الاجرامية لا حرمات بها، فمن باع وطنه بحفنة مال مستعد لبيع كل شييء بلا ثمن، استهدافها هو خروج على الأعراف والقوانين الدولية في عدم استهداف المدنيين اثناء الحرب. ولو فاضلنا بين الدواعش والحوثيين وان تشابهت نواياهم، واشتركوا في دوافعهم، وارتبطوا بمصدر ارهابي واحد يستعبدهم ويوجههم كأدوات يتم الاستغناء عنها بزر تفجير، أو قنبلة رديئة الصنع، فكلهم ارهابيون وجانحون على العدالة، لكن الدواعش من ابناء هذا الوطن شيعة وسنة أسوأ بكثير من الحوثيين بدليل أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم قد تنبأ بهذا الحال كما في حديث عبد الله بن عمر قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك! ما أعظمك وأعظم حرمتك! والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وإن نظن به إلا خيرًا» [رواه ابن ماجه]، ومعناه أن قتل رجال الأمن واستهدافهم هو من الإفساد في الأرض.