يستند دور المرأة الاجتماعي والثقافي على البيئة التي يعيش فيها الطفل في السنوات الأولى من عمره، وعلى نموه وتطوره مستقبلا، فالمرأة تلعب دور ا رئيسا في تنمية الموارد البشرية الصغيرة، فالأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى لتربية الطفل وتنشئته، واكسابه القيم والعادات وتنشئته على المبادئ الاسلامية. وتنمي المرأة قدرات أبنائها ومهاراتهم عن طريق إشراكهم في ممارسة الرياضة، وتنمية ميولهم ومواهبهم، وكذلك تنمية الوعي الفكري والثقافي لديهم وتعزيزه وتوعيتهم وتثقيفهم دينيا وسياسيا واجتماعيا حتى يكونوا مواطنين صالحين في مجتمعهم وهذه التنمية والتربية تقوم على أساس المساواة في المعاملة بين الذكور والإناث، فكل ما يتلقاه الطفل من اهتمام ورعاية وتنمية في السنوات الأولى من عمره يشكل أقصى حد سيكون عليه عند بلوغه. ودور المرأة لا ينحصر في ذلك فقط، بل يتعداه إلى ما تقوم به من أعمال أخرى والخاصة بترتيب المنزل وتنظيفه، وتصنيع الغذاء، وتدريس الابناء والتركيز على مبدأ الحوار الهادف معهم والمؤثر ايجابا في تنمية شخصيتهم ودعم سلوكياتهم. وكذلك تقوم المرأة بتوزيع دخل الأسرة على بنود الإنفاق المنزلي، كما أنها في بعض الأحيان تتحمل المسؤولية كاملة في حالة غياب الزوج أو وفاته، بالإضافة إلى عملها خارج المنزل وما تقوم به من مسؤوليات أخرى تجاه مجتمعها. وتعتمد درجة إنجازات المرأة الاجتماعية والثقافية على مدى الخدمات المقدمة لها من المجتمع التي تساعدها وتساندها في القيام بهذه الأدوار، وتتمثل في منشآت ومؤسسات الخدمات الاجتماعية كالوحدات الاجتماعية، ودور الحضانة، ومراكز التدريب والتكوين المهني، ومكاتب التوجيه والاستشارات الأسرية، ومراكز الخدمات الصحية المتمثلة في مراكز رعاية الطفولة والأمومة، ومراكز تنظيم الأسرة، والمراكز الثقافية التي تعتني بالنشء ووسائل الإعلام بكل أنواعه والمكتبات، والأندية الرياضية والاجتماعية. كل أولئك اذا وجهوا للمرأة العناية اللازمة والمتطلبات الضرورية، نضمن الارتقاء بالمجتمع. مجمل القول: ننوه بأن المرأة المسلمة واسعة الثقافة والمعرفة وهي التي تسعى إلى إحداث التغيرات بحكم خبراتها العالية ومهاراتها اللا محدودة كما هو ملاحظ مؤخرا بعد تزايد مشاركة المرأة في مختلف ميادين الحياة، بالإضافة إلى ارتفاع مستوييها الاجتماعي والثقافي وبروزها في عالم الأعمال ومساهمتها في الانشطة الاقتصادية وهو ما يشكل أبرز وأهم القوى العاملة في إحداث التنمية والتطور في المجتمع. سناء بنت عبداللطيف الحمام عضو المجلس البلدي بمحافطة الأحساء