أعلم أن أغلب الجماهير الاتفاقية الحالية لم يشاهدوا اتفاق الامتاع الماضي على الطبيعة، ولا يعلمون ماذا قدم الجيل الذهبي القديم للكيان الاتفاقي من إخلاص وتفان وروح عالية، بعيدا عن البطولات التي -بلا شك- كانوا الأكثر حرصا على تحقيقها، والدليل الأولويات التي تميز بها هذا الجيل، والتي ما زالت مسجلة باسم الاتفاق وإلى الأبد. في زمن هؤلاء النجوم القدامى، كانت كرة القدم تلعب للمتعة ومن أجل إسعاد الجماهير، فكان الولاء للنادي كبيرا وكان حب اللاعبين لناديهم بمثابة الحرص على تحقيق الإنجازات والبطولات، فكانت المصلحة العامة هي الأهم بالنسبة لهم. فريق الاتفاق الان يحقق نتائج تعتبر جيدة بصفته فريقا صاعدا للتو الى دوري جميل اثبت تميزه بلاعبين شباب، لكنهم يحتاجون للكثير من العمل لتهيئة الأجواء التي يحتاجون إليها وهم يمثلون فريقا صال وجال وحقق العديد من البطولات، فاللاعب الذي يطمح الى البطولات عليه أن يساهم في تحقيقها ولا ينتظر من الآخرين مساعدته لتحقيق مبتغاه. مباراة الوحدة الماضية لم يظهر الفريق بمستواه، خصوصا في الشوط الثاني ولم تظهر الجدية المصحوبة بالروح القتالية العالية والاصرار على تفادي الهزيمة، ولم يكن بإمكان الفريق تحقيق التعادل، بل انه تفادى تلقى هزيمة ثقيلة على أرضه ووسط جمهوره بسبب اضاعة الوحدة لعدة فرص محققة. المدرب التونسي جميل قاسم لديه من الطموح ما يجعله يقود الاتفاق لتحقيق الانجازات، وتتوافر لديه العناصر والأدوات، لكن لا بد أن تملك تلك العناصر نفس الطموح بأن تكون قادرة على ترجمة افكار المدرب على ارض الواقع وصنع المعجزات لإعادة مجد فريقهم الغائب لفترة طويلة. وعلى المدرب كذلك تدارك بعض اخطائه وايجاد حل لطريقته التي اصبحت محفوظة امام جميع الاندية. الفريق يحتاج للكثير من العمل لاكتشاف الكثير من الامور، التي قد تساعد على تحسين وضعه ونتائجه والوقت ما زال طويلاً وبإمكان الاتفاق العودة الى مكانه الطبيعي بين فرق الصدارة. الاتفاق اصبح في دوري المحترفين الصعب؛ لأن التنافس على اشده هذا الموسم وكشر عن انيابه في بداية الموسم، وفاز على النصروالهلال بعد السقوط أمام الأهلي، ويعتبر من الفرق المرشحة للفوز، لذا كل الفرق التي سيواجهها ستعمل له ألف حساب وسيجد الاتفاق صعوبة كبيرة لتجاوز كل فريق، لأنها ستتعامل معه بطريقة مختلفة. الاتفاق لن يعاني فنيا، بل سيعاني معنويا، لأنه بحاجة للدعم الكبير، خصوصا من جماهيره التي عليها ان تقف خلف فريقها، لكن دخول مباريات الاتفاق أصبح يمثل عبئا على جماهيره، حيث يصل سعر التذكرة الى 40 ريالاً وهو رقم كبير اذا نظرنا للمباريات غير الجماهيرية، لأن الأمر سيكون مكلفا اذا أراد أحد الجماهير حضور المباريات مع أبنائه، لذا على ادارة النادي اعادة النظر في اسعار التذاكر حتى تكون مناسبة للجميع. الان مطلوب تكاتف جميع (الاتفاقيين) وألا يفكر البعض ان حب الاتفاق لهم هم فقط فهناك اتفاقيون يعشقون النادي اكثر منهم، لكن ظهر لنا من سلب هذا الحب لنفسه؛ بسبب الاختلاف مع الآخر في بعض الأمور الشخصية لكن مع الوقت أتمنى أن يتحد جميع محبي الفارس مع فريقهم؛ من أجل عودة الاتفاق إلى صنع الإنجازات من جديد؛ لأن المرحلة القادمة تتطلب (اتفاق الجميع)..!!