أعلم أن أغلب الجماهير الاتفاقية الحالية لم يشاهدوا اتفاق الامتاع الماضي على الطبيعة، ولا يعلمون ماذا قدم هذا الجيل الذهبي القديم للكيان الاتفاقي من إخلاص وتفان وروح عالية، بعيدا عن البطولات التي -بلا شك- كانوا الأكثر حرصا على تحقيقها، والدليل الأولويات التي تميز بها هذا الجيل، والتي ما زالت مسجلة باسم الاتفاق وإلى الأبد. في زمن هؤلاء النجوم القدامى، كانت كرة القدم تلعب للمتعة ومن أجل إسعاد الجماهير، فكان الولاء للنادي كبيرا وكان حب اللاعبين لناديهم بمثابة الحرص على تحقيق الإنجازات والبطولات، فكانت المصلحة العامة هي الأهم بالنسبة لهم. وأقصد من هذه الكلمات، الاستفادة من خبرة هؤلاء، الذين -بلا شك- لن يبخلوا على اتفاقهم بأي شيء، بل تجدهم يحترقون مع كل مباراة يلعبها فريقهم، فهم يتمنون له المزيد من الانتصارات والنجاحات التي تؤدي لإسعاد الجماهير واسعادهم شخصيا. فهم نجوم من ذهب، وأسماؤهم رنانة، وما زال الحديث معهم أو حتى الجلوس والاستماع لهم فخرا لكل اتفاقي عاش تلك الأيام الجميلة، التي لن تعود إلا بعودة اتفاق زمان، وهذا يتطلب الإخلاص والقتالية وحب الشعار وتقديم كل الامكانيات الفنية، لأن وراء هذا الفارس جمهورا ينتظر منه الكثير. أما الآن، فإن كرة القدم تلعب من أجل المادة، فمنذ أن دخل عالم الاحتراف إلى ملاعبنا وأصبح الولاء للمادة وهذه هي طبيعة الحال في جميع أنحاء المعمورة، ولكن لا بد من الاستفادة من هذا الجيل، وهو ما يسمى بالجيل الذهبي للنادي من خلال الاهتمام به وأيضا من حيث القيم والمبادئ التي يمتلكونها وبذل أقصى جهد من أجل الارتقاء بالنادي الى مكانته الطبيعية، ومن اجل أيضا الجماهير الاتفاقية العاشقة. العمل للموسم المقبل يتطلب الكثير من قبل إدارة النادي والتي عليها التجهيز من الآن؛ لإنهاء الكثير من الملفات المطلوبة، ودراسة الاستعدادا للموسم المقبل بالتعاقدات والمعسكرات وغيرها كما أن استمرار المدرب التونسي جميل القاسم موسما آخر قرار جيد؛ من اجل الاستقرار وهو يعلم احتياجات الفريق لدوري جميل ومتطلبات المرحلة المقبلة. من الضروري أن يبدأ معسكر الفريق قبل الفرق كلها، والتي لم ينته الموسم لديها حتى الآن ليتمكن المدرب من رفع المعدل اللياقي للاعبين، وأيضا تدريبهم على خططه الفنية التي سينتهجها في الفترة المقبلة، ويكون الفريق مستعدا فنيا وبدنيا لخوض معترك الموسم المقبل، وامام مسؤولي الاتفاق الوقت الكافي للترتيب للمعسكر والعمل على خوض الفريق عددا من المباريات الودية لتجهيزه بالشكل المطلوب. فريق يضم لاعبين شبابا متميزين، لكنهم يحتاجون للكثير من العمل لتهيئة الأجواء التي يحتاجونها وهم يمثلون فريقا صال وجال وحقق العديد من البطولات، فاللاعب الذي يطمح الى البطولات عليه أن يساهم في تحقيقها ولا ينتظر من الآخرين مساعدته لتحقيق مبتغاه..!! لكن قبل هذا كله، مطلوب تكاتف جميع (الاتفاقيين) وألا يفكر البعض ان حب الاتفاق لهم هم فقط فهناك اتفاقيون يعشقون النادي اكثر منهم لكن ظهر لنا من سلب هذا الحب لنفسه؛ بسبب الاختلاف مع الآخر في بعض الأمور الشخصية، وما حدث بعد نهاية مباراة الطائي دليل على ذلك، لكن مع الوقت أتمنى أن يتحد جميع محبي الفارس مع فريقهم؛ من أجل عودة الاتفاق إلى صنع الإنجازات من جديد؛ لأن المرحلة القادمة تتطلب (اتفاق الجميع)..!!