كانت أمسية انفردت بفاعليتها عن سائر الليالي وامتزج فيها العلم بالابتكار لتظهر لنا صورة الإبداع متمثلا في نبتة زرعناها وأثمرت لنا عالمة موهوبة شقت عنان السماء لتقارع المبدعين بعلمها واختراعها وإبداعها لتحفظ لها مكان الصدارة في عالم الابتكار وتتبوأ زمام المبادرة في صفحة علماء من بلادي إنها العالمة الدكتورة حياة بنت سليمان سندي كأول امراةعربية وسعودية حاصلة على شهادة الدكتوراة في مجال التقنية الحيوية من أعرق الجامعات البريطانية (جامعة كامبرج العالمية) وتعمل حاليا باحثة في تقنية النانو بجامعة هارفارد وقد استضافتها ديوانية الأطباء والتي أسسها الشيخ/ عبدالعزيزالتركي وكانت الندوة بعنوان (التعايش مع الإبداع) وقد سعدت بحضورها مع ثلة من رؤساء الأجهزه الصحية بالمنطقة الشرقية. وقد استهلت الدكتورة حياة الندوة حيث قالت إن خلاصة أبحاثها وتجاربها من خلال عملها في مجال الأدوية وتفاعلاتها داخل جسم الإنسان ومن خلال العمل في مشاريع بحثية لحماية البيئة وقياس الغازات السامة وعملها على دراسة شريحة الجينات والحمض النووي DNA والأمراض الوراثية وجدت من كل ذلك أن المجسات المتوافرة إما أنها معقدة للغاية وضخمة أو أنها تفتقد للدقة فمثلا المجسات الخاصة بالحمض النووي عند استخدامها لمعرفة ما إذا كانت الحالة التي تؤهلها جيناتها للإصابة بمرض السكري لا تتجاوز نسبة دقتها 25% وعملت على اختراع مجس آخر لرفع هذه النسبة الى 10 ،99 % وسمته MARS وهو عبارة عن شريحة صغيرة بحجم طابع البريد الهدف منها مساعدة العلماء والأطباء على فهم كيمياء الجسم البشري من خلال مجسات فيها تكتشف الأمراض بمعنى آخر هي آلة تشخيصية صغيرة قادرة على تحليل سوائل الجسم بتكلفة مادية بسيطة تساعد على فهم ومعالجة الأمراض الوراثية وتسهم في تشخيص الأمراض السرطانية والأورام المختلفة. وكذلك ساهمت في اختراع مجس للموجات الصوتية والمغناطيسية يمكنه تحديد الدواء المطلوب لجسم الإنسان. وفي عام 1996 كانت تعمل على ابتكار جهاز لقياس أثر نوع من أنواع المبيدات الحشرية على الدماغ وحققت نتائج مبهرة دفعتها لتقديم بحث لمؤتمر جوردن للبحوث في بوستن والذي يتناول الموجات الصوتية. ولهذا تعتبر الدكتورة حياة سندي نموذجا لما يمكن ان تحققه المرأة العربية من نجاح فقد اختيرت ضمن قائمة أربيان بيزنس لأقوى 100 امرأة عربية لعامي 2012 و2013 كما اختارتها مجلة نيوزويك ضمن 150 امرأة هزت العالم في عام 2012. كما دعتها جامعة بركلي بمدينة كاليفورنيا الأمريكية لتكون واحدة ضمن أبرز ثلاث عالمات وأيضا أعلنت منظمة «بوب تك» الأمريكية العلمية البارزة عن انضمامها كأول امرأة عربية تدخلها من بين 15 باحثا وعالما لعام 2009 وقالت عنها المنظمه إن سندي من قادة التغييرفي العالم. وبعد هذا الشرح المفصل تركت المجال للمداخلات وتوالت الردود عليها برحابة صدر وبإجابات مستفيضة وبعدها قام الشيخ/ عبدالعزيز التركي بتسليم الضيفة درع التكريم ودشن معها موقع ديوانية الأطباء لتسهيل عملية التواصل مع الأطباء والمختصين وهي المبادرة الاولى في مجال الأطباء برعاية الشيخ عبدالعزيز وكذلك درع التكريم لمدير عام مجمع الراشد لمساهمتهم في الخدمة الاجتماعية وفي الختام تقدم مشرف الندوة ليؤكد حقيقة انها كانت أمسية للعلم والابتكار وأثنى على الديوانية والقائمين عليها وشكر جميع الحضور على قبول الدعوة وطلب منهم التوجه لتناول العشاء.