سجل الفتح ثاني أسوأ انطلاقة له في دوري المحترفين السعودي منذ صعوده لدوري الأضواء والشهرة قبل ثمانية مواسم، حيث فشل الفريق الملقب ب «النموذجي» الذي توج بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه عام 2013 في تحقيق أي حالة فوز في الجولات الأربع الأولى مكررا سيناريو العام قبل الماضي، الذي خسر خلاله أول أربع مباريات بقيادة مدربه الإسباني خوان ماكيدا الذي أقيل بعد الجولة السادسة في ذلك الوقت. وفي هذا الموسم جاءت البداية متواضعة رغم الاستعداد المثالي، حيث أخفق الفريق بقيادة مدربه البرتغالي ريكاردو سابينتو في تحقيق أي انتصار بعد تعادله في مباراة واحدة كانت أمام الفيصلي مقابل ثلاث هزائم أمام النصر والأهلي والرائد ليحتل المركز الأخير بنقطة يتيمة، وهو الأمر الذي دفع إدارة النادي إلى إقالة المدرب وإسناد المهمة مؤقتا لمدرب الفريق الأولمبي المصري ياسر عبدالعليم لحين التعاقد مع مدرب جديد قبل أن يسقط الفريق أمام جاره هجر «درجة أولى» في مسابقة كأس ولي العهد ويودع البطولة من الدور ثمن النهائي. المدرب العربي هو الأنسب وقد أثبتت مستويات ونتائج الفريق طوال السنوات الماضية أن المدرب العربي هو الأنسب لقيادته، فمع المدرب التونسي فتحي الجبال صعد الفريق لدوري المحترفين ونجح في ترسيخ أقدامه بين الكبار قبل أن يتوج بلقب الدوري ومن ثم بطولة السوبر، بينما مع مواطنه ناصيف البياوي قدم مستويات جيدة ونتائج إيجابية في الوقت الذي لم يحقق فيه مع المدرب الأوروبي أي نجاح يذكر، حيث خاض الفريق في الموسم قبل الماضي 6 مباريات تحت قيادة المدرب ماكيدا وفي هذا الموسم أشرف عليه المدرب سابينتو في 4 مباريات ولم يسجل خلال تلك المباريات العشر سوى انتصار يتيم وتعادل وحيد مقابل الخسارة في 8 مباريات دورية. سالومو وجوزيه سبب التراجع!! ورغم وجود عناصر جيدة في الفريق في مختلف الخطوط كالحارس عبدالله العويشير ومحمد الفهيد وحمدان الحمدان وعبدالله الدوسري وحمد الجهيم إلا أنه تأثر كثيرا بالفراغ الذي تركه اللاعبان المهاجم الكونغولي دوريس سالومو وصانع الألعاب البرازيلي إلتون جوزيه، خصوصا أن البديل الذي تم استقطابه لم يواكب الطموحات ولم يقدم نصف المستويات التي قدمها الثنائي السابق الذي كان يشكل قوة ضاربة ومصدر خطورة أمام المنافسين. فالمهاجم دوريس سالومو الذي قررت إدارة النادي عدم تجديد عقده نهاية الموسم قبل الماضي بعد خمسة مواسم قضاها مع الفريق، استطاع خلال تلك الفترة أن يكون الهداف التاريخي لفريقه بعد أن سجل 56 هدفا في دوري المحترفين. أما العقل المدبر وصاحب الحلول الفردية إلتون جوزيه الذي تمرد على ناديه بداية هذا الموسم وقرر عدم الاستمرار معه دون أسباب مقنعة، فقد استطاع خلال ستة مواسم تسجيل 48 هدفا وصنع 32 هدفا آخر. الصفقات الجديدة لم تقدم الإضافة ومع أن الإدارة أبرمت ثماني صفقات مطلع هذا الموسم تمثلت في الرباعي المحلي محمد أبو سبعان وماجد المرشدي ومحمد السعيد وعبدالله العمار، والرباعي الأجنبي البرازيلي جواو غيليرمي ومواطنه ناثان جونيور والبرتغالي أندريه فيليب «أوكرا» والساوتومي لويس ليال إلا أن هذه الصفقات لم تقدم الإضافة المنتظرة لا سيما على مستوى الأجانب الذين لم يصنعوا الفارق وهو ما يعني أن فترة الانتقالات الشتوية، التي ستنطلق يوم 4 يناير المقبل قد تشهد رحيل جلهم ما لم تتطور مستوياتهم في المباريات المقبلة. وهذه النتائج والمستويات التي لا تليق بفريق بحجم الفتح فتحت باب التساؤلات في الوسط الرياضي، هل سينهض الفتح من كبوته أم سيواصل التراجع على طريقة «كرة الثلج»؟