من نافلة القول: إن «للحج» مكانة عظيمة في صرح الإسلام شأنه في ذلك شأن الفرائض والعبادات والواجبات والأركان الأخرى، وعلى المسلم أن يتفقه في الدين تفقها واسعا وهذا ما قامت به مدارسنا منذ المرحلة الابتدائية حتى الجامعة. فتعرفنا على الكثير الكثير -ولله الحمد- عن مكانة وقيمة فريضة الحج السامية كي يستطيع الواحد منا بعد هذا أن يعبد الله -تعالى- حق عبادته ويقوم بواجبه كمسلم وبصورة مثالية.. وهاهي بلادنا -وكعادتها كل عام- تسخر كافة جهودها وإمكاناتها من أجل خدمة ضيوف الرحمن الذين شدوا الرحال الى بيت الله الحرام متحملين متاعب السفر ومشقته تداعب نفوسهم مشاعر الشوق واللهفة وهم يرددون التكبير.. والدعاء، وإذ بهم ينعمون بالوصول وسط ترحيب ابناء الوطن بداية من لحظة وصولهم للمطارات او الموانىء او حتى مدن الحجاج فمنهم من لا يخفي مشاعره المشبعة بفرحه وبهجته فيترك لعواطفه العنان ليبكي سعادة واغتباطا. وقد نقلت لنا وسائل الإعلام صورا ولا اروع لمثل هذه المشاهد وتلك المواقف الانسانية التي يقوم بها ابناء الوطن من موظفين ورجال وحتى شباب الكشافة والمتطوعين لخدمة ضيوف الرحمن وعلى الاخص الذين يؤدون الفريضة لأول مرة تجدهم مبهورين بما يشاهدونه من إنجاز كبير في المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة. أما الذي كرر أداء الفريضة أكثر من مرة اكان قادما من الخارج او من الداخل فهو يلاحظ كيف باتت المدينتان أكثر تألقا وسحرا ومرة اخرى تعم البهجة كل افئدة عشاقهما بفضاءاتهما واتساع مساحاتهما لكل تطور في مجالات التوسعة والتعمير. من أجل ان ينعم كل حاج من ضيوف الرحمن بتأدية فريضته بيسر وسهولة رغم وجود غيره من الملايين من الحجاج المسلمين الذين قدموا جميعا وفي وقت واحد امتثالا لأمرالله عزوجل: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) الحج. فما اروع أن يجد كل هؤلاء الملايين من الحجاج وحتى المعتمرين والزائرين كل الرعاية والاهتمام. فالوطن. وطن الخير والحب والسلام، جند الآلاف لخدمتهم وسخر كل طاقاته من اجلهم، ومنذ لحظة وصولهم تقدم لهم كافة الخدمات التي تتيح لهم أداء مناسك الحج والعمرة في راحة وطمأنينة وسلام. ولا يمكن ان ننسى الجهود المكثفة التي تقوم بها مختلف القطاعات والأجهزة المختلفة مدنية وأمنية. جهود تذكر فتشكر هذه القطاعات الحكومية وحتى الخاصة التي تشكل جميعها منظومة واحدة تصب في بوتقة خدمة ضيوف الرحمن والسنة حالهم تكاد تقول: نحن في خدمتكم. ويعلم الله كمواطن وقبل ان اكون إعلاميا أو كاتبا لهذه الزاوية، يغمرني الفخر الممزوج بالفرح وأنا اشاهد ما تقوم به بلادنا من خدمات لضيوف الرحمن، ومنذ تأسس هذا الكيان، هذا الفرح يسحبني الى أن اقول وباعتزاز: أهلا بضيوف الرحمن. تغريدة: الرسالة العظيمة التي تقوم بها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن، رسالة واضحة، بل تتجسد في مختلف المشاريع العملاقة التي نفذتها في توسعة الحرمين الشريفين أو في المشاعر المقدسة.