السعودية لا تُتاجر بموسم الحج إطلاقاً، رغم أنه (مؤتمر سنوي) يُغرِي أي دولة للاستفادة من هذه المكانة، ولكن المملكة تبذل قصارى جهدها ليتفرغ المسلمون خلاله للعبادة، وأداء النُسك براحة وطمأنينة، ولا أدل على ذلك من إشراف خادم الحرمين الشريفين شخصياً على راحة الحجيج، ووصولاً لمشاركة واستنفار جميع أجهزة الدولة لخدمة ضيوف الرحمن!. لا مُزايدة على الدور السعودي العظيم والثابت في خدمة المقدسات مُنذ عهد المؤسس وحتى اليوم، فالقناعة السعودية الراسخة بأن تلك أمانة، شرُفت بها هذه الدولة المُباركة، فتحملت مسؤولياتها الجليلة بكل اقتدار، وسخرت كل إمكاناتها لخدمة الحرمين الشريفين وزوارهما!. الصورة لا تكذب إطلاقاً، فكل قنوات الدنيا نقلت خلال (اليومين الماضيين) أروع الصور، والمَشاهد للحجاج وهم يتنقلون بين المشاعر بكل أمن وطمأنينة، يكملون نُسكهم، ويؤدون فريضتهم، مُستفيدين من تلك المشاريع الضخمة في المشاعر المُقدسة، ولعل منهم من يستذكر سنوات مضت عندما كان الزحام (لرمي الجمرات) مثلاً، بمثابة الموت (شبه المُحقق) للعاجز وكبير السن، بينما تنقلهم (المشاريع العملاقة) اليوم إلى حج سهل ومُيسر!. في كل عام هناك تحديات جديدة ومُتغيرة، مُناخية، وأمنية، وصحية.. إلخ، ولكن الثبات السعودي على المنهج الصحيح، بالنأي بهذا الشعيرة، والعبادة، عن أي شعارات، أو هتافات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وضمان (سلامة الحجيج) من الإصابة بالفيروسات، أو الأمراض، أو المشاكل الصحية، يجعل الحج في كل عام يحقق نجاحات مُتتالية!. قراءة نجاح موسم الحج، يمكن ملاحظتها مُبكراً في (أعين الحجاج) ومدى رضاهم عن ما قُدم لهم من تسهيلات وخدمات؟!. في كل عام نُغفل مثل هذه (الشهادات) التي يمكن أن يُبديها، ويسجلها الحجاج في نهاية الموسم، ونقصرها على نقل المشاعر فقط، وهو دور رجال الإعلام والصحافة، (لاقتناص) وسبر أغوار العديد من القصص التي يمكن من خلالها أن يروي الحاج الكثير والكثير عن هذه الرحلة، بعيداً عن المُقابلات التقليدية، ونقل التحايا، والسلامات!. تحويل عبارات الشكر الارتجالية، والدعاء من الحاج، والذي نُشاهده كل عام على معظم قنواتنا التلفزيونية، إلى (قصص مُلهمة) مُكتملة، يُمكن أن يكشف مشاعر، وأحاسيس أكبر، وتقدير أبلغ، يحمله (الحاج للمملكة) قيادة وشعباً؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.