يحاول حكام طهران كعادتهم في موسم كل حج - عبر أجهزتهم الإعلامية مقروءة ومرئية ومسموعة - بث كذبتهم الباطلة بأن المملكة تمنع الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج، وما هذا الادعاء الباطل الا لرغبة أولئك الحكام في تسييس الفريضة من خلال رفع الشعارات وتنظيم المظاهرات التي لا علاقة لها بأداء الفريضة، ومن شأنها العبث بأمن ضيوف الرحمن وسلامتهم وطمأنينتهم. تحذر المملكة دائما كافة الحجاج، ومنهم الإيرانيون من المساس بحرمة الحج وقدسيته، من خلال تصرفات لا علاقة لها على الاطلاق بشعائر الحج، وهي خارجة تماما عن أصول هذه الفريضة كما يجب أن تؤدى حفاظا على أرواح ضيوف الرحمن، وسعيا من حكومة خادم الحرمين الشريفين الى بذل قصارى جهدها لتأمين سلامتهم منذ وصولهم الى الأراضي المقدسة حتى عودتهم الى ديارهم غانمين سالمين بإذن الله. خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وتوفير كافة متطلباتهم هي رسالة عظيمة تضطلع بها حكومة خادم الحرمين الشريفين، كما أكد علي ذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد الذي اشار الى أن بعثة الحج الإيرانية تقدمت بمطالبات تخالف مقاصد الحج وتعرض الحجاج للخطر، مبينا أن الأماكن المقدسة ليست مسرحا لرفع الشعارات السياسية وتنظيم المظاهرات والمسيرات، ونحوها من التصرفات الخارجة تماما عن شعائر الحج التي يجب أن تؤدى في أجواء روحانية يتصل بها المسلمون بخالقهم بكل طمأنينة وسهولة وأمن. كل الامكانات متوافرة لضيوف الرحمن لتسهيل أداء فريضتهم بأمان ويسر، والرسالة العظمى التي اضطلعت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين في هذا الموسم تتمحور في بذل مختلف الجهود لتمكين الحجاج من أداء فريضتهم الإيمانية، بمن فيهم الحجاج الإيرانيون، الذين قدموا بكثافة من دول عديدة فلا فارق بين جنسية وأخرى لأداء هذه الفريضة، فالجميع سواسية في أهمية الشعور بالطمأنينة والأمن وهم يؤدون فريضة حجهم. الدعاوى المغرضة التي يبثها حكام طهران لا أساس لها من الصحة، فالحكومة الرشيدة حريصة كل الحرص على تمكين ضيوف الرحمن من أداء فريضتهم بكل سهولة ويسر، وأمن الحج في عرفها فوق كل اعتبار، ولن تسمح بأي شكل من الأشكال بتسييس الحج وتحويله الى شعارات سياسية مرفوعة، لا تؤدي في واقع الحال الا الى بث الفتنة بين المسلمين وإشغالهم عن أداء فريضتهم وصرفهم عنها. قدسية المكان تحول دون سياسة حكام طهران بتحويل موسم الحج الى شعارات وهتافات ومظاهرات، سوف تؤدي الى بث الفرقة بين ضيوف الرحمن والعبث بأمنهم في موسم يجب أن تتوافر فيه عوامل الأمن والطمأنينة والراحة بين الحجاج. فالمكان له حرمته ولابد أن تتوافر فيه عوامل السلامة التي تؤدي لنجاح مواسم الحج في كل عام، ولن تتهاون حكومة خادم الحرمين الشريفين مع أي شخص يحول دون اتمام ضيوف الرحمن أداء فريضتهم. تشرفت المملكة وحكامها بوضع كل الامكانات لخدمة ضيوف الرحمن والعمل على راحتهم وطمأنينتهم وأمنهم، ولابد أن يدرك حكام طهران أن المملكة لن تسمح بتحويل موسم الحج الى تسييس يخرج في كل قوالبه وأشكاله وأهدافه الشريرة عن مضمون موسم الحج وأهدافه وغاياته النبيلة، وسوف يؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان دون منغصات وعراقيل، ودون أي عائق يحول دون تمكنهم من أداء فريضتهم بكل يسر وسهولة وأمان.