تستمر المملكة في تسخير إمكاناتها كافة لخدمة ورعاية حجاج بيت الله الحرام، دون تفريق بين جنسية وأخرى، ولكنها في نفس الوقت لن تسمح لأي جهة بتعكير صفو الحج والعبث بأمن ضيوف الرحمن ومحاولة شق الصف الإسلامي، في إطار مسؤوليتها التي شرفها الله بها لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار، ومن هذا المنطلق كان الرفض القاطع لمحاولات النظام الإيراني لتسييس الحج وإخراجه عن إطاره الديني، وإثارة الفوضى، ونشر الجهل بين الحجاج وجعلهم شيعا وأحزابا. وتبذل السعودية قصارى جهدها، وتوظف إمكاناتها المادية والبشرية، بدأب متواصل لخدمة ضيوف الرحمن، ومن واجبها أمام الله وأمام المسلمين جميعا أن تعمل على سلامتهم، والحيلولة دون أي عمل يكدر صفوهم، ويهدد أمنهم، وترفض أي تسييس للحج، وإخراجه عن إطاره الديني. وأكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ - في تصريح سابق -، أن «أي سياسة تريد تحويل الحج عن مجراه الصحيح هي سياسة إجرامية مرفوضة في الإسلام». وثبت للجميع أن الإيرانيين لا يراعون حرمة البيت والبلد الحرام والفريضة العظيمة، وسبق أن قتلوا الحجاج، وعملوا على إثارة النعرات الطائفية في الحج، بهدف تمزيق وحدة الأمة الإسلامية، إلا أن الجميع يدرك السياسة البغيضة للنظام الإيراني للزج بالسياسة في الفريضة، وكان يجب على ملالي طهران أن يدركوا أن الحج ركن عظيم شرع لإقامة ذكر الله وتوحيده. وتظل الدولة السعودية مؤتمنة على البيت الحرام، وتضع التنظيمات التي تحفظ أمن الحجاج، وتيسر أداء العبادة، وتؤكد في الوقت نفسه على أن الفريضة متاحة لكل حاج، وفق تنظيمات وترتيبات معروفة للأمة، أما من شذ ورفض الترتيبات فلا مكان له، وكفى الله الأمة شره. ووفق الأمين العام للهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي الدكتور سعد بن علي الشهراني، إن نظام إيران برفضه للشؤون التنظيمية للحج، يؤكد إصراره على تسييس الفريضة، والنأي بأدائها عن أجوائها الإيمانية الصحيحة المرسومة لها، ما يتنافى مع الأمر الإلهي بتعظيم وتقديس الحج الذي من أجل مقاصده تعظيم حرمات الله، وتحقيق التوحيد لقوله: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقآئمين والركع السجود)، وليس من تعظيم الفريضة الإحداث فيه بما لم يأذن به الله في كتابه ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وتظل كل الهيئات الإسلامية العالمية ترفض وتستنكر، ما تمارسه إيران وأتباعها من إساءة للمسلمين بتفريق صفهم، وإثارة الحروب، والنزاع في بعض البلدان الإسلامية. وترى هيئة كبار العلماء في السعودية أن إيران تسيء للمسلمين بتفريق صفهم وإثارة الحروب والنزاعات في بعض البلدان الإسلامية. وشدد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، على أن دعوات إيران فيما يتعلق بالحج مرفوضة، لافتا إلى «أهمية تعاون الجميع؛ ليؤدي الناس الحج في أمن وأمان وطمأنينة». وحمل علماء في باكستان، النظام الإيراني مسؤولية إثارة القلاقل والعراقيل خلال مواسم الحج منذ ال30 عاما الماضية، من خلال تأجيج المظاهرات والمسيرات وإطلاق النعرات السياسية لترويع الآمنين في المشاعر المقدسة. وأكد رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي، أن النظام الإيراني ارتكب العديد من الحوادث في الحرم على مر السنين، وتسبب في الكثير من القضايا التي تهدد أمن الحجاج وزوار بيت الله الحرام، مطالبا النظام الإيراني بالكف عن عرقلة ترتيبات الحج، وعدم السعي إلى تسييس فريضة الحج، واحترام الأنظمة والقوانين في المملكة العربية السعودية.