منذ تأسيس المملكة العربيَّة السعوديَّة، وهي تعمل جاهدةً لخدمة ضيوف الرحمن، سواء على مستوى أداء العمرة، أو الحجِّ، كما تسعى باستمرار لخدمة الحرمين الشريفين، وتعمل منذ عشرات السنين على توسعتها، لتوفير المزيد من الراحة والطمأنينة لقاصديهم بما يحقق الغاية من أداء هذه المشاعر بكل سهولة وأمان، فهؤلاء الحجَّاج الكرام هم ضيوف الرحمن، وتفتخر المملكة، وتتشرَّف بخدمتهم سنويًّا، كما ترحِّب بقدومهم للمشاعر، وتضع في سبيل خدمتهم كافة الإمكانات والتسهيلات في سبيل أدائهم لهذا الركن العظيم بكل يسر وسهولة، وأمن وأمان، وليعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين. على الرغم من قدسيَّة هذا النسك، وعلى الرغم من أنَّه أحد الأركان الخمسة للإسلام، فإنَّ البعض يصرُّ -وفي كل عام- على أن يستغلَّ هذا النسك لتحقيق أهدافٍ سياسيَّةٍ، والقيام بمخالفات لتعكير صفو الحجِّ، وتجاوز حرمة المكان والزمان، والعمل على إفشال الجهود الضخمة التي تقوم بها المملكة لراحة ضيوف الرحمن، وتأتي إيران في مقدمة تلك الجهات التي تعمل على تسييس الحجِّ، واستغلاله لخدمة أهدافها الرئيسة، من زرع للفتنة والخلاف، ونشر الفوضى، ولذلك فقد أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليَّة في تصريح صحافي أوَّل من أمس، في ختام رعايته حفل استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامَّة لموسم الحج، في اشارة إلى ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانيَّة، وبعض المسؤولين الإيرانيين من إلقاء اللائمة على المملكة في عدم تمكين الحجَّاج الإيرانيين من أداء الحجِّ لهذا العام، بأنَّه أمر لا يستند إلى المصداقيَّة والموضوعيَّة، وهم يعلمون قبل غيرهم أن المملكة قدَّمت للحجَّاج الإيرانيين كبقية حجاج بيت الله الحرام كل التسهيلات، إلاَّ أنَّه في حج هذا العام تقدَّمت بعثة الحجِّ الإيرانيَّة بمطالبات تخالف مقاصد الحجِّ، وما تلتزم به بقية بعثات الحجِّ الأخرى، وتعرَّض أمن الحجِّ والحجَّاج -بمن فيهم الحجَّاجُ الإيرانيون- للخطر، وتخالف كذلك قدسيَّة المكان والزمان، وهذا ما لا تسمح به المملكة بأيِّ حال من الأحوال، فالمملكة لا تقبل بما يعكِّر الأمن، ويؤثِّر على حياة الحجَّاج وسلامتهم، سواء من قبل إيران، أو غير إيران، كما أشار سموه أنَّ الجهات الإيرانيَّة تسعى لتسييس الحجِّ، وتحويله إلى شعارات تخالف تعاليم الإسلام، وتخلّ بأمن الحجِّ والحجيج، وهو أمر لا نقبله، ولا نرضى بوقوعه، ونقف بحزم وقوة ضد مَن يعمل على الإخلال بالأمن في الحج. في كل موسم للحج يكون الهاجس الأمني هو الهاجس الأول للمسؤولين، ويكون مصدر التهديد الأول هو الجهات الإيرانيَّة، ولذلك علينا جميعًا أن نقف بكل حزم وعزم ضد كل ما يعكر صفو هذا النسك، أو يمس أمن وسلامة ضيوف الرحمن، أو يحول دون بلوغ غاياتهم، وتحقيق أمنياتهم لأداء الحجِّ بكل يسر وأمن وطمأنينة. [email protected]