كما أكد مجلس الوزراء الموقر في جلسته المعتادة يوم أمس الأول فان تسييس مواسم الحج أمر مرفوض، فالمملكة انطلاقا من مسؤولياتها وواجباتها الإسلامية التي اضطلعت بها خدمة للإسلام والمسلمين وخدمة لضيوف الرحمن لم تمنع أي مسلم من دخول أراضيها لقضاء فريضة الحج، غير أنها انطلاقا من ذات المسؤوليات والواجبات ترفض أن يتحول الحج الى شعارات ومسيرات لا علاقة لها بالفريضة وذات إساءة لها. المملكة لم تمنع أي قادم لأداء فريضته الإيمانية سواء من جنسيات ايرانية أو غير إيرانية، غير أنها في الوقت الذي تتشرف فيه بخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وأمنهم وطمأنينتهم، فإنها ترفض تخريب مواسم الحج أو الإساءة لأمن ضيوف الرحمن برفع الشعارات والمظاهرات وتنظيم المسيرات التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بإقامة شعائر الحج. وقرار منع المواطنين الإيرانيين من القدوم للحج هو قرار تعود مسؤوليته لحكام ايران أنفسهم، فالمملكة لم تمنع أي حاج من أداء فريضة الحج، غير أنها مسؤولة أمام الله وأمام المسلمين أجمعين على تحمل خدمة ضيوف الرحمن وعدم الإساءة للحجاج، وحكام إيران يريدون وضع العراقيل والعقبات أمام مواطنيهم لمنعهم من أداء الحج رغبة منهم في تسييس فريضة الحج واستغلالها للإساءة للمملكة والإساءة الى خدماتها المزجاة لضيوف الرحمن. وقد سبق لإيران في أحد مواسم الحجيج أن حاولت الإقدام على رفع الشعارات وتسييس الفريضة فتصدت لها القوات الأمنية وحالت دون نواياها المبيتة ضد المملكة وضد ضيوف الرحمن، وكما يعلم المسلمون جميعا في مشارق الأرض ومغاربها وفقا لشهاداتهم المعلنة فان المملكة تبذل قصارى جهدها لخدمة ضيوف الرحمن وتجند في سبيل ذلك كل امكانياتها لخدمتهم والسهر على راحتهم. وإزاء ذلك فان المملكة ماضية في تحمل مسؤولياتها الإسلامية التي شرفها بها رب العزة والجلال وشرف قادتها بتحملها خدمة ضيوف الرحمن، والحرص على أداء شعائرهم الدينية بكل يسر وسهولة، والاطمئنان على راحتهم وأمنهم منذ دخولهم المملكة بقصد أداء هذه الفريضة الإيمانية وحتى مغادرتهم سالمين غانمين الى ديارهم، وهذه مسؤولية تعرفها دول العالم كلها وتعيها تماما. ولم يحدث في أي موسم من مواسم الحج أن رفضت المملكة دخول المسلمين إلى ديارها لأداء فريضة حجهم بل إنها ترحب بهم وتسهر على راحتهم وتقدم لهم كل التسهيلات التي تعينهم على أداء فريضتهم بسهولة ويسر، وعرقلة مواسم الحج برفع الشعارات وإعلان البراءة وتنظيم المظاهرات هي أعمال لا علاقة لها بالحج، وممارستها بأي شكل من الأشكال تزعج ضيوف الرحمن وتمنعهم من أداء فريضتهم. حكام طهران مسؤولون أمام الله وأمام شعبهم وأمام العالم بأسره، وهم يتشدقون بأكاذيبهم المفضوحة المتمحورة حول ادعاءاتهم الجوفاء بأن المملكة منعت المواطنين الإيرانيين من أداء فريضة الحج، والمحاولات الإيرانية المكشوفة لوضع العراقيل منعا للإيرانيين من أداء الحج بهدف تسييس الفريضة أضحت معروفة للمسلمين الإيرانيين ولكل سائر الدول. ستبقى المملكة متمسكة بمنهجها الواضح حيال هذا الأمر، أي عدم استغلال فريضة الحج للتسييس إساءة لها وإساءة لضيوف الرحمن، مع تمسكها الوثيق بتسخير كل إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة الحجاج والمعتمرين وضمان أمنهم وسلامتهم وطمأنينتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة، وتتعهد بتذليل كافة الصعوبات التي قد تعترضهم منذ دخولهم الى أراضيها وحتى مغادرتهم إياها.