قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الأحد: إن واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في الحرب المدمرة في سوريا، مؤكدا ان الجانبين يعملان على مدار الساعة. في وقت تمكنت في قوات نظام الأسد من محاصرة الأحياء الشرقية في حلب مجددا أمس الأحد، إثر استعادتها ثلاث أكاديميات عسكرية كانت سقطت بأيدي الفصائل المقاتلة قبل شهر، وفقا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان. في ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم تركيا سيطروا على منطقة في شمال سوريا تمتد من أعزاز إلى جرابلس على الحدود التركية بعد أن طردوا مقاتلي تنظيم داعش. وتمثل هذه الخطوة تقدما كبيرا للتوغل التركي في إطار العملية التي تسمى درع الفرات وبدأت في 24 أغسطس مع سيطرة مقاتلين تدعمهم تركيا ويقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر على بلدة جرابلس الحدودية. من جهته قال الرئيس أوباما في مؤتمر صحفي في مدينة هانغتشو الصينية، في اجتماع قمة لمجموعة العشرين: إن الولاياتالمتحدة تحرص منذ فترة طويلة على إيجاد وسيلة لتقليص العنف وتحسين المساعدة الإنسانية في سوريا، ولكن سيكون من الصعب الانتقال إلى المرحلة التالية إذا لم تكن هناك موافقة من روسيا. واوضح «لديك نظام الأسد» الذي يقتل مواطنيه دون ان يحاسب، يدعمه الروس والايرانيون بينما فصائل المعارضة تفتقر الى السلاح في اغلب الاحيان. وتدعم كل من موسكووواشنطن طرفين متضادين في النزاع الذي بدأ بحركة احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في مارس 2011 قبل قمعها بالقوة وتحولها الى نزاع دام متشعب الاطراف. وبالتزامن، صرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الامريكية ان التوصل الى اتفاق اصبح قريبا، ويمكن ان يعلن عنه وزير الخارجية الامريكي ربما الأحد، الا ان بعض القضايا لا تزال تتطلب حلا. وقال اوباما: ان جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف يعملان على مدار الساعة، اضافة الى عدد من المفاوضين الآخرين، لتحديد شكل وقف حقيقي للعمليات القتالية ولكننا لم نصل الى تلك المرحلة بعد. وقال البيت الأبيض: إن أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستسنح لهما الفرصة على الأرجح لإجراء محادثات غير رسمية على هامش قمة مجموعة العشرين. ولم يتم الإعلان عن موعد ذلك الاجتماع. وفي السياق، قال اوباما عقب لقائه رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قبل القمة: ان محاولة جمع كافة هذه القوى المختلفة في هيكل متماسك للتفاوض هو امر صعب، ولكن محادثاتنا مع الروس مهمة. في الوقت ذاته أعلن أوباما دعمه الكامل لتركيا، وقال خلال لقائه نظيره التركي رجب طيب اردوغان: إن الولاياتالمتحدة ستقدم دعما كاملا لتركيا في إحالة المتورطين في محاولة الانقلاب الاخيرة للعدالة. ولم يذكر أوباما فتح الله جولن، بالاسم، لكن يدرس المسؤولون الامريكيون دليلا قدمه الاتراك، يطالب بتسليمه، فيما يتعلق باتهامات تتعلق بالانقلاب. وأضاف أوباما أنه عرض تقديم الدعم في التحقيقات واحالة المتورطين في تلك العمليات غير القانونية للعدالة. المعارضة تتمسك برحيل الأسد جهزت المعارضة السورية أوراقها للمشاركة باجتماع أصدقاء سوريا المقرر الأربعاء المقبل في لندن، بعد أن أنهت الهيئة العليا للتفاوض اجتماعات دامت يومين في العاصمة السعودية، أقرت خلالها ما وصفته بالإطار التنفيذي للحل السياسي، مؤكدة أنه الخيار الاستراتيجي الأول للمعارضة السورية، وهو حل يجب أن يتوافق، وفقا لبيان الهيئة، مع القرارات الدولية وبيان جنيف واحد. وأكدت الهيئة كذلك أن الحل يمر عبر إنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية لا وجود أو دور للأسد فيها. كما أكدت الهيئة أنها تعمل بجد مع الأممالمتحدة لوضع أطر تنفيذية للقرارات الدولية للتخفيف من معاناة الشعب السوري. واتهمت الهيئة العليا للتفاوض نظام الأسد باستخدام أسلحة محرمة دولياً من النابالم الحارق والقنابل الفوسفورية والعنقودية، فضلاً عن استخدامه السلاح الكيمياوي. كما اتهمت النظام بالاستمرار بمحاولات التغيير الديموغرافي من خلال عمليات التهجير القسري. وطالب بيان الهيئة أيضا الأممالمتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه الجرائم التي يقترفها نظام الأسد، وهي جرائم لا يبدو أنها ستجد نهاية قريبة وسط سلسلة المعارك المتزامنة التي تجري في سوريا، والتي أصبحت تديرها أو تدعمها أو تشارك فيها بشكل مباشر عشرات الدول. مقتل 11 من مقاتلي المعارضة بتفجير انتحاري على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 11 مسلحا من فصائل المعارضة وثلاثة مدنيين جراء تفجير عنصر من تنظيم داعش نفسه بدراجة نارية، قرب حاجز للفصائل في منطقة الخلفتلي بريف حلب الشمالي. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية: إن الاشتباكات لا تزال مستمرة في ريف بلدة الراعي بين تنظيم داعش والفصائل من جهة أخرى، حيث تمكنت الفصائل من التقدم والسيطرة على قرية طويران التي تبعد أكثر من 2 كلم عن بلدة الراعي الحدودية مع تركيا. وأشار إلى أن الفصائل تمكنت كذلك من التقدم في ريف بلدة الراعي محققة السيطرة على أربع قرى، ليرتفع إلى 10 على الأقل عدد المزارع التي سيطرت عليها الفصائل. فيما تواترت أنباء عن انسحاب قوات المعارضة من عدة كليات عسكرية جنوب حلب، في ظل تقدم لقوات وميليشيات الأسد في محاولة لفرض حصار على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة بالمدينة وتطويق شامل لمسلحي الفصائل المعارضة في حلب. التحالف الدولي يقصف أهدافا لداعش من جهة أخرى، قصفت القوات الامريكية اهدافا لتنظيم داعش في سوريا قرب الحدود مع تركيا بواسطة راجمات صواريخ متنقلة نشرتها حديثا على الاراضي التركية، كما افاد السبت مسؤولون امريكيون. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الامريكية (سنتكوم) الميجور جوش جاك لوكالة الأنباء الفرنسية: ان منظومة راجمات الصواريخ العالية الدقة والحركية (هيمارس) التابعة للجيش الامريكي قصفت واصابت الجمعة وحدة تكتية ومبنى تابعين للتنظيم في سوريا. من جهتها قالت السفارة الامريكية في أنقرة في تغريدة على تويتر: ان دخول هيمارس المعركة ضد الإرهابيين يمثل مرحلة جديدة من التعاون الاميركي-التركي في مكافحة داعش. من جهة ثانية، تحدثت صحيفة بريطانية عن عارضة أزياء بريطانية انضمت أخيرا إلى تنظيم داعش الإرهابي. وقالت صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية، الأحد، إن كيمبيرلي مينرز / 27 / عاما استخدمت موقع فيسبوك للتواصل مع إرهابي بريطاني يقاتل في سوريا من أجل تأمين مغادرتها المملكة والمتحدة والانضمام إلى التنظيم. وعبرت شرطة مكافحة الإرهاب في البلاد عن اعتقادها أن العارضة السابقة انضمت إلى فرقة العرائس التابعة لتنظيم داعش الإرهابي. في ذات الوقت، يجري التنظيم الإرهابي مشاورات حول من سيخلف المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، الذي قتل في غارة جوية في بلدة الباب قرب مدينة حلب السورية. وفقا لتقرير نشرته صحيفة الصنداي تلغراف في عددها الصادر أمس الأحد. ويقول التقرير: إن من بين قائمة المرشحين لخلافة العدناني، أمام أبو بكر البغدادي، البحريني تركي بن علي الذي يعتقد أنه يعمل مفتيا للتنظيم، وكان أفتى سابقا بجواز اغتصاب الإيزيديات، أما المرشح الآخر فهو أبو لقمان، وهو سوري الجنسية وكان أول من حكم الرقة كما أنه يشرف على تجارة النفط الذي يسرقه التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها. فيما تداول عدد من مواقع التواصل الاجتماعي ونشطاء سوريون أخبارا عن مقتل إحدى أشهر المقاتلات الكرديات، خلال اشتباكات وقعت الخميس الماضي قرب نهر الساجور بمدينة جرابلس السورية. والمقاتلة أطلقت عليها مواقع التواصل الاجتماعي «أنجلينا جولي الكردية» بسبب الشبه بينها وبين النجمة المعروفة، تدعى آسيا رمضان من مدينة الحسكة في كردستان الغربية، ومن مواليد 1996، وانضمت إلى الوحدات الكردية السورية نهاية 2014، وشاركت في العديد من المعارك ضد تنظيم داعش. وكانت ضمن القوات المساندة لمجلس جرابلس العسكري في ريف المدينة، حيث نشبت المعارك بين تلك القوات والجيش الحر، الذي سيطر على جرابلس بدعم تركي.