قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن وجود بشار الأسد، في السلطة يضر بالسوريين، مشيرا إلى أن سوريا لن تصل إلى الديمقراطية تحت نظامه لأننا «نعرف ماضيه»، وأضاف «متأكدون من أن أمريكا تدعم رؤيتنا تجاه مستقبل سوريا». وأوضح أردوغان في لقاء صحفي عقده إلى جانب نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يزور تركيا حاليا، أن عملية الجيش التركي العسكري بجرابلس هدفها تطهير المنطقة ودعم قوات التحالف والجيش الحر. وسيطر مقاتلو المعارضة السورية على مدينة جرابلس الحدودية في شمال سوريا بالكامل بدعم تركي جوي وتوغل آلياتها العسكرية، بعد ساعات على بدء أنقرة عملية برية لطرد تنظيم داعش الذي تراجع الى بلدة «الباب»، مما يعني خروج مقاتلي التنظيم الإرهابي من أحد آخر معاقله على الحدود السورية التركية. وقال اردوغان في المؤتمر الصحفي، انه «تم تطهير المدينة من داعش ، فيما أعلن بايدن من جانبه تأييد بلاده للعملية التي يشنها الجيش التركي ضد داعش في المدينة. وسبق حديث اردوغان إعلان مسؤول عسكري اميركي ان طائرات أمريكية تابعة للتحالف الدولي، شاركت بقصف مواقع داعش في العملية. في حين شدد مسؤولون أتراك على أن العملية الجارية تهدف لوقف تدفق الإرهابيين الأجانب بشكل دائم وقطع طرق الإمداد، وأكدوا استمرارها حتى التأكد من زوال تهديد الأمن القومي لتركيا، في وقت توجهت فيه دبابات ومدرعات من اسطنبول ليلا كتعزيزات متواصلة. وقال القيادي في «فرقة السلطان مراد» احمد عثمان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: «باتت جرابلس محررة بالكامل»، الأمر الذي اكده مصدر في المكتب الاعلامي ل«حركة نور الدين زنكي»، مشيرا الى «انسحاب تنظيم داعش الى مدينة الباب». وكانت جرابلس تعد الى جانب مدينة الباب آخر معقلين لتنظيم داعش في محافظة حلب، بعدما تمكنت قوات سوريا الديموقراطية في النصف الاول من الشهر الحالي من طرد الإرهابيين من مدينة منبج. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «لم يكن هناك اي مقاومة تذكر من قبل من تبقى من مقاتلي تنظيم داعش» في مدينة جرابلس التي سيطر عليها الإرهابيون في بداية العام 2014، ويعيش فيها حاليا حوالى 30 ألف مدني. ووفق عبدالرحمن، «انسحب العديد من مقاتلي تنظيم داعش من المدينة قبل بدء العملية». ومع خسارته جرابلس، فقد تنظيم داعش اخر منفذ له عبر الحدود التركية وفق المرصد. وباشر الجيش التركي مدعوما من التحالف الدولي بقيادة اميركية عملية فجر الاربعاء بمشاركة طائرات حربية ومقاتلين من الفصائل السورية المعارضة ضد تنظيم داعش والمقاتلين الاكراد في منطقة جرابلس السورية. واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ظهر أمس انه «منذ الساعة الرابعة فجرا (بتوقيت قرينتش) اطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي داعش وحزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي) الارهابيتين». وتتواجد قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي، عمودها الفقري جنوب مدينة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وفي سياق التوافق التركي الأمريكي الذي عكسته عملية «جرابلس» قال نائب الرئيس الأمريكي في لقائه بالرئيس التركي أردوغان:«حكومتنا ستبذل ما بوسعها من أجل إحضار الانقلابيين إلى تركيا، وأبلغت رئيس الوزراء التركي بأننا نتعاون معهم فيما يخص إعادة (فتح الله) جولن، وخبراؤنا القانونيون يبحثون هذا الأمر مع نظرائهم الاتراك ويدققون في الأدلة والبراهين»، وفقا لما أوردته وكالة الأناضول. واستطرد بايدن: «وفي حال تم إعداد الأدلة بشكل يتوافق مع بنود اتفاق تسليم المطلوبين المبرم بين الطرفين فإننا سنعيد جولن إلى السلطات التركية».