كم عدنا وزدنا في الكلام والتوجيه على أهمية النقد الموازي لكلٍ من الشعر والشاعر وبالتالي يترك أثرا إيجابيا على عموم الساحة الأدبية والإعلامية الموازية. نعم.. إنني أُدرك وأُقدّر للبعض موقفه المضاد أو المتحفّظ تجاه النقد الموازي إما لقسوة بعض النقاد- وما ذلك إلا لجبلّة- أو لخيبة أمل بعد أن كان قد رسم أحلاماً زهرية لا وردية فقط، وربما لفوقية شاعر تولَّدت لضعف شخصية ناقد مهزوز. مع ذلك لا يمكن قبول استمرار «الحبل على الغارب» في تقبّل هذه المبررات للتقليل من شأن النقد الموازي أو إهماله كأداة فاعلة في بناء الساحة الشعرية الموازية أو حتى مرمما لانهياراتها التي طرأت جرّاء عبث جاهل أو تخريب كاره لهذا الفن الأدبي الموازي.. لذلك لابد من صناعة اُسلوب نقدي مواز وإعادة صياغة مفاهيم الحوار مع الشعراء لإعادتهم للنقد وإعادة الثقة إليهم بقول الرأي الآخر؛ مع إقناعهم بأن النقد إضافة كمية ونوعية على مختلف الصُعُد والمستويات.. من ذلك على الناقد العمل على الجانب النفسي بطريقة الإيحاء اللفظي والكتابي الإيجابي مع الحرص على الابتعاد عن الجانب السلبي. والإيحاء الإيجابي اللفظي مثل «قصيدة جميلة، هذا البيت لافت للنظر، أشكرك على هذه اللفتة الفنية في هذا الشطر، أظن هذه الصوره الشعرية غير مسبوقة.... وهكذا» ومن خلال هذا التحفيز يستطيع الناقد الحصيف جذب الشاعر وتمرير رسائل توجيهية له وطرح رؤاه النقدية في جو من القبول... لنكن من الآن نقاد الإيحاء الإيجابي! وأقول: ما يوجع الرجال يا كود ثنتين قلبٍ يشيل الهم وعينٍ شقيّه