التطوع تلك الكلمة الفضفاضة التي تتسع لكل معاني الإنسانية العظيمة وكل معاني بذل الخير للآخرين، فكم هو رائع أن تشارك في رسم الابتسامة على الشفاه، وكم هو رائع أن تساهم في صنع السعادة في القلوب، وكم هو رائع مشاركة الآخرين حيث لا يوجد شيء أجمل من العمل الجماعي. فالتطوع معنى سام وخلق رفيع لا يعرف الحدود السياسية ولا يعرف التعصبات العرقية ولا يفرق بين الأجناس فهو رسالة السلام بين الشعوب، ولا يخفى على أحد ما للعمل التطوعي من دور كبير في تآلف القلوب وتصافي النفوس. إذن، فالتطوع مبادرة شخصية للصالح العام وممارسة إنسانية تحمل معاني الخير للعالم أجمع، لا بد أن يكون لنا بصمة في هذا العمل الكبير خصوصاً نحن المسلمين وتحديداً نحن الذين نعيش في مملكة الإنسانية فديننا الإسلامي الحنيف حثنا على العمل التطوعي وعلى مساعدة الآخرين سواء مادياً أو جسدياً أو حتى بتقديم النصيحة والتوجيه، ورتب على ذلك الأجر العظيم عند الله -عز وجل-، وورد في سنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) الكثير من القصص التي تدل على فضل التطوع والعمل التطوعي. حيث تأتي مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول الباذلة للخير، المانحة للمساعدات لجميع المحتاجين في أصقاع المعمورة، بما حباها الله -عز وجل- من قيادة حكيمة وتطبيق لشرع الله الحنيف. كما يُعد العمل التطوعي رمزاً لتقدم الأمم وازدهارها، وكما يعد الانخراط فيه مطلبا مهما من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات. نحتاج إلى وجود إدارة مستقلة في المؤسسات تنظم العمل وتقوي التواصل مع المتطوعين؛ مما يستدعي تضافر كافة جهود المجتمع، حيث يُعاني العمل التطوعي من عدم وجود مرجعية ثابتة له، مما يُضعف حلقة التواصل بين المؤسسات الحكومية والمتطوعين، وهو ما يتطلب وجود إدارة مستقلة في المؤسسات تنظم العمل، فالملاحظ أن أغلب أدوار المتطوعين تنحصر في المعايدة وزيارة المرضى والأيتام، وكذلك تفطير الصائمين في شهر الخير، أمّا عدا ذلك فالعمل التطوعي للأسف مغيب إلا فيما ندر من اجتهادات شخصية. وختاماً.. أقول إن التطوع والعمل التطوعي في دروب الخير ثقافة وخلق وسلوك حضاري، لا بد أن نغرسه في عقول أبنائنا؛ حتى ينشأ أولادنا في مجتمع مليء بالحب والتآلف في بلد الخير والنماء.. بارك الله في الجهود وسدد الخطى.. والله ولي التوفيق.