«كان حلماً منذ أن كنت طفلاً، ولذلك كنت أعمل ليلاً ونهاراً من أجل جمع المال الذي يمكنني من تحقيق الحلم، وقد تمكنت - ولله الحمد - وعمري قد تجاوز الستين عاماً من أداء الفريضة، لقد كنت أصلي وأدعو ربي أن يمن علي بأداء فريضة الحج قبل أن يتوفاني الله» الحاج خوري روزي من جمهورية الصين الشعبية، وقد أدى الفريضة العام الماضي. «ثمانون عاماً وأنا أحلم بأداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة، وقد تحقق الحلم هذا العام، فما أن وطئت قدماي الأراضي المقدسة حتى انهمرت دموعي فرحاً برؤية الكعبة المشرفة، وأتمنى أن أموت في هذه الرحاب الطاهرة، وأن تكون خاتمتي فيها بعد أن وفقني الله لأداء الفريضة ورؤية الكعبة المشرفة والصلاة في رحابها» الحاج عبدالغني من الهند وقد أدى الفريضة قبل سنوات. «ستون عاماً وأنا أحلم بزيارة بيت الله الحرام والمسجد النبوي، حيث لم أشاهدهما إلا من خلال التلفزيون» الحاج إحسان أبكر من الهند. «أعمل منذ سنة ونصف، وراتبي لا يسمح لي حتى الآن بجمع ما يلزمني للحج، وأحتاج ربما إلى ثلاث أو أربع سنوات لجمع ما يلزمني، فهل أعتبر مقصرا إذا صرفت كثيرا من المال في شراء حلوى وملابس وأحذية وهاتف جديد وحاسوب واشتراك في الأنترنت، وماذا إذا تزوجت؟ وهل أشتري لزوجتي الآلات المنزلية التي تطلبها؟ أم أطلب منها الصبر، ونكتفي بشراء ما هو ضروري من أكل و شرب حتى نتمكن من توفير المال اللازم للحج؟» مستفتٍ وجدت سؤاله في أحد مواقع الاستفتاء! هذا جزء من معاناة إخواننا حجاج العالم الإسلامي مع أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، بينما المواطن السعودي - ولله الحمد والمنة - يحظى بنعمة كبيرة، فالمشاعر المقدسة متاحة أمامه بلا تأشيرة ولا تكاليف كبيرة مقارنة بغيره! ما استدعى هذا المقال هو التسويف والتأجيل الموجود لدى بعض السعوديين تجاه أداء فريضة الحج، والعذر عدم القدرة المالية، فالحج للقادر فقط، بينما هو قد حط رحاله من رحلته السياحية السنوية التي لا يمكن أن يفوّتها! إن لم يكن هذا هو خلل الأولويات، فما هو الخلل إذن؟!