تمضي دورة الألعاب الأولمبية في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على نحو جيد حتى الآن رغم مخاوف الكثيرين من أن تصبح أولمبياد زيكا. ومع توقع حضور ما يصل إلى مليون شخص نصفهم من الأجانب الأولمبياد لم تتحول ريو دي جانيرو إلى بؤرة زيكا كما كان يخشى بعض اللاعبين والزوار بعدما أثار الفيروس حالة من الفوضى في البرازيل هذا العام. ورغم ارتفاع درجة الحرارة في بعض الأيام فإن العودة لدرجات حرارة أقل في الشتاء البرازيلي يعني أن عدد البعوض المسؤول عن نشر الفيروس انخفض. ولم تشهد ريو نفسها تفشيا خطيرا للفيروس كما كان العديد من العلماء يخشون مطلع العام الحالي. ورغم الإعلان عن الآلاف من حالات الإصابة بالفيروس خلال الشهور الحارة فإن المدينةالبرازيلية لم تتضرر بشدة من الفيروس مثلما حدث في شمال شرق البرازيل لأسباب لا يفهمها العلماء والحكومة حتى الآن. وقال لاعب الكرة الطائرة الشاطئية الهولندي ألكسندر برووار بعد مباراة في الساحة المخصصة لهذه الرياضة على شاطئ كوباكابانا الشهير في ريو "لا أشعر بالقلق." وأضاف "لم ألمح بعوضة واحدة." * ما زال الوقت مبكرا اكتشفت البؤرة الحالية لفيروس زيكا العام الماضي في البرازيل حيث ارتبطت بأكثر من 1700 حالة صغر حجم الرأس وهو تشوه يصيب المواليد لأمهات مصابات بالفيروس. ولا يوجد لقاح للمرض الذي لا يسبب سوى أعراض شبيهة بالإنفلونزا عند الإصابة. وما زال الفيروس ينتشر عالميا حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية اكتشافه في 54 دولة على الأقل. وتشمل هذه الدول الولاياتالمتحدة التي قالت سلطاتها أمس الاثنين إنها تتحرى حالة جديدة لانتقال المرض في فلوريدا. وما زال الأولمبياد في بداياته. وأي ارتفاع مستمر في درجات الحرارة -رغم عدم توقع ذلك حتى اقتراب الصيف المقبل في وقت لاحق هذا العام- قد يسبب زيادة في أعداد البعوض. وتحدث الإصابة عادة خلال أيام من تعرض الشخص للدغة بعوضة حاملة للفيروس. ومقارنة بشهر يناير كانون الثاني عندما تم الإعلان عن أكثر من 7700 حالة إصابة بفيروس زيكا في ريو دي جانيرو تم تسجيل 140 حالة إصابة فقط خلال شهر يوليو تموز وفقا للأرقام المحلية حتى يوم 28 يوليو تموز وهي أحدث البيانات المتاحة. * لا مجال للصدف لكن السلطات المحلية ومنظمو الأولمبياد قالوا إنهم في حالة تأهب. وقال ماريو أندرادا وهو متحدث باسم منظمين محليين في إفادة صحفية أمس الاثنين "لا يمكن ترك مجال للصدفة." وشدد على أن إجراءات مكافحة البعوض المستخدمة منذ شهور ستظل سارية طوال فترة الأولمبياد. وبالإضافة لوضع مكيفات هواء في غرف اللاعبين حتى لا يضطروا لفتح النوافذ عند ارتفاع درجات الحرارة وفر المسؤولون لهم المبيد الطارد للبعوض مجانا في أماكن السكن والتدريب والمنافسة. ويقوم العاملون المحليون في مجال الصحة بتطهير أماكن إقامة الألعاب والمواقع السياحية الشهيرة للتخلص من المياه الراكدة وأي مناطق أخرى يضع فيها البعوض بيضه. ونظرا لغياب البعوض لم يبد معظم الزوار أي قلق. وقالت الأسترالية صوفي باهجيري (25 عاما)أثناء تجولها على الشاطئ "لم أحضر أي مبيد." وحتى الذين لديهم أسباب للقلق بدوا أكثر ارتياحا بشأن الفيروس عن ذي قبل. وقالت فابيانا ماسيدو (30 عاما) التي تسكن حي تاباخاريس العشوائي في ريو دي جانيرو وهو من المناطق الأكثر تضررا من انتشار الفيروس بسبب كثافة السكان وسوء الرعاية الصحية "لا يمكنني تذكر آخر مرة سمعت فيها عن شخص أصيب بزيكا."