في ظل استعدادات أندية دوري جميل للمشاركة في منافسات الموسم القادم، لا يزال غياب الكادر الفنيّ الوطني لقيادة أندية دوري الممتاز محلّاً لطرح العديد من التساؤلات حيال قدرة وتميّز وخبرة الأجهزة الفنية السعودية، بعد أن كانت تلك الأجهزة هي التي رسمت خارطة طريق الكرة السعودية في بداياتها وتسطيرها لأبرز إنجازات الكرة السعودية مروراً بالمدرّب الوطني خليل الزيّاني، الذي قاد الأخضر السعودي للحصول على أول الألقاب القارية عام 84 والمدرّب محمد الخراشي، الذي ساهم في تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة عام 94، والفوز بكأس الخليج في العام نفسه لأول مرة، بالإضافة إلى المدرب ناصر الجوهر، الذي قاد الأخضر للتأهل لكأس العالم عام 2002، والفوز بكأس الخليج في العام نفسه، والفوز بذهبية دورة الألعاب الإسلامية عام 2005، ولتتكرّر بعض الإنجازات الوطنية تحت قيادة أجهزة فنيّة وطنيّة كالتّأهل إلى كأس العالم للشباب عام 2010 بقيادة المدرب خالد القروني، والفوز بكأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة عاميّ 2006 و2010 بقيادة المدرّب عبدالعزيز الخالد. غير أن سلك التدريب لهؤلاء المدرّبين (العمالقة) تضمّن اكتسابهم العديد من الخبرات خلال اشرافهم على الأندية السعودية قبل الوصول إلى المهمّة الأصعب بقيادة الأخضر في المحافل الدولية، ولهذا، فإنّ غياب المدرّبين السعوديين عن الساحة المحلية في قيادتهم لأندية الوطن قد يشكّل أزمة حقيقيّة تودّي إلى تبعات قد لا يُحمد عقباها في المستقبل القريب للعقلية الاحترافية في عالم التدريب للكرة السعودية، ومن أجل ذلك فإن الجماهير السعودية بمختلف ميولها ستنحاز كثيراً هذه المرّة إلى تلك الأندية، التي تُدار دفّتها الفنيّة من قبل المدرّبين الوطنيّين وبالتحديد نادي الشباب ونادي القادسية، اللذين قرّرت إدارتا الناديين تولية مهام المنافسة على البطولات المحليّة تحت إدارة وطنيّة بحتة تمثّلت في تعاقد إدارة الشباب مع المدرّب الوطني سامي الجابر، وتجديد الثقة من قبل إدارة القادسية في المدرّب الوطني حمد الدوسري. ففي الأعوام الخمسة الأخيرة، تواجدت ثمانية أسماء فقط لقيادة أندية الدوري، أغلبهم جاءوا تحت بند (الإنقاذ) بعد المستويات السيئة، التي قدّمتها تلك الأندية مع المدرّبين الأجانب، غير أن ثلاثة أسماء فقط من تلك الثمانية استطاعوا أن يخوضوا منافسة المسابقات المحليّة قبل انطلاقتها، وهم: خالد القروني مع الاتحاد في موسم 2014-2015 قبل أن يقال بعد أربع جولات من مسابقة الدوري، والمدّرب حمد الدوسري الذي استطاع أن يقود نادي القادسية إلى البقاء سنة أخرى في دوري جميل وليقود الفريق الأصفر اعتباراً من الموسم القادم، والمدرّب سامي الجابر الذي استطاع أن يقود الهلال لوصافة الدوري وكأس ولي العهد والوصول إلى دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال آسيا، قبل أن يُقال ويتّجه إلى خوض بعض المراحل التدريبية في المنطقة ليتم اختياره لقيادة فريق الشباب مطلع الموسم المقبل.