انضم المدرب خالد القروني لقائمة المدربين السعوديين المنجزين دولياً بقيادته للمنتخب السعودي للشباب لنهائيات كأس العالم المقبلة في كولمبيا 2012، بعدما تمكن من التأهل للدور نصف النهائي في البطولة المقامة حاليا في الصين بعد فوزه على منتخب اوزبكستان بنتيجة 2-1؛ ليضمن بذلك انتزاع واحدة من البطاقات الأربع المؤهلة للمونديال، ليكون بذلك إلى جانب كوكبة المدربين الذين سبقوه لتحقيق إنجازات من هذا النوع وهم خليل الزياني ومحمد الخراشي وناصر الجوهر. وكان خليل الزياني أول مدرب يقص شريط انجازات الكرة السعودية حينما قاد (الأخضر) للتأهل لأولمبياد لوس انجلوس في العام 1984، والفوز بكأس آسيا في العام نفسه، قبل ان يلحقه إلى ذلك المدرب محمد الخراشي الذي قاد المنتخب للوصول لنهائيات كأس العالم في أمريكا حيث قاد (الاخضر) في آخر مبارياته في التصفيات الاسيوية التي جرت في العام 1993 أمام المنتخب الإيراني، قبل أن يعود بعد عام لتحقيق بطولة الخليج، وانضم لهما بعد ذلك المدرب ناصر الجوهر الذي قاد الكرة السعودية للفوز بكأس الخليج للمرة الثانية في العام 2002، كما قادها للتأهل لكأس العالم للمرة الثالثة في مونديال كوريا واليابان. وبهذا الانجاز الكبير يكون القروني قد انتصر لنفسه أولا، وللمدرب السعودي ثانيا، الذي عانى من عدم الاعتراف بقدراته كمدرب قادر على فرض نفسه بين المدربين الأجانب، إذ ظل المدرب السعودي يتمثل دور (مدرب الطوارئ) في كل مرة، حيث لا يستعان به إلا لسد الفراغ، سواء عند تأخر التعاقد مع مدرب أجنبي، أو حين إقالته في وسط الموسم. ويعد القروني (50 عاماً) واحداً من المدربين السعوديين القلائل الذين رسموا لأنفسهم أسلوبا خاصا، مكنه من فرض نفسه كقيمة تدريبية، ما جعله واحدا من أرفع المدربين قيمة في سوق المدربين السعوديين، وقد ساعده على ذلك انجازاته التي حققها مع الأندية التي أشرف عليها سواء في دوري المحترفين أو في دوري الدرجة الأولى، وفضلا عن ذلك احترامه لنفسه من الناحية المهنية، إذ ظل يرفض القبول بثقافة (الفزعة) التي يتم التعاطي من خلالها مع المدربين السعوديين، إذ يكون استدعاؤهم غالبا للوقوف على رأس الأجهزة الفنية ليس قناعة في قدراتهم وإنما لشغل الفراغ الذي يتركه المدربون الأجانب حين رحيلهم بالاستقالة أو الإقالة. ويكفي القروني مكانة أنه واحد من بين أربعة مدربين سعوديين فقط استطاعوا تحقيق بطولة دوري الدرجة الممتازة مع الفرق التي أشرفوا على تدريبها، وذلك حينما قاد الاتحاد للقب موسم 2002-2003، ليكون بذلك إلى جانب المدربين خليل الزياني الذي حقق اللقب مع الاتفاق مرتين، ويوسف خميس الذي فاز باللقب مع النصر، وعبداللطيف الحسيني الذي ظفر به مع الشباب. وكان القروني قد بدأ حياته الرياضية لاعبا مع نادي الرياض، حيث مثله لمدة 13 عاما، قبل أن يعتزل مقررا ارتداء بزة التدريب حيث خاض خلال مشواره التدريبي تجارب كثيرة حيث درب أندية الرياض والطائي والشعلة والرائد والحزم والقادسية، بالإضافة إلى أندية الوحدة والاتحاد والنصر، كما رشح غير مرة لتدريب عدد من المنتخبات السعودية السنية كمنتخب الناشئين والشباب والأولمبي. وحقق المدرب السعودي إنجازات مهمة في مشواره كمدرب كان أهمها تحقيق بطولة الدوري الممتاز مع الاتحاد، وبطولة دوري الدرجة الأولى مع الوحدة، ولعل المفارقة أنه حقق البطولتين في ذات الموسم، حيث تعاقد معه الاتحاد بعد إعفائه لمدربه البرازيلي بيدرو ليقود الفريق للفوز باللقب حينما بلغ معه المباراة النهائية ليفوز على غريمه التقليدي الأهلي بنتيجة 3-2، وفي نفس العام قاد الاتحاد للفوز بكأس السوبر السعودي- المصري على حساب نادي الاسماعيلي بهدف نظيف أحرزه حمزة إدريس، وكما قاد القروني الوحدة للصعود للدوري الممتاز، فقد قاد الحزم إلى ذلك. وعاد القروني هذا العام لتدريب المنتخبات السعودية بعد غياب طويل، وذلك على إثر تشكيل فريق تطوير المنتخبات السعودية، الذي تكون على إثر اخفاق المنتخب السعودي الأول في بلوغ مونديال جنوب أفريقيا، حيث صدر قرار تعيينه مدربا لمنتخب الشباب، في حين اسند تدريب منتخب الناشئين للمدرب الوطني عمر باخشوين، وقد لاقى هذا القرار امتعاضا من قبل بعض النقاد الذين رأوا في القرار عودة بالكرة السعودية للوراء، وليس دفعا لها للأمام، وهو ما وضعه على المحك، بيد أن ثقته في نفسه جعلته يرفع راية التحدي، خصوصا حينما أكد في غير تصريح له قدرته على الأخذ بيد المنتخب للتأهل لنهائيات كأس العالم في كولمبيا من خلال انتزاع واحدة من بطاقات التأهل الأربع، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حينما شدد على قدرته على تحقيق اللقب القاري، وها هو ينجح في رهانه الأول، فهل ينجح في الثاني ويعود بكأس البطولة للعاصمة الرياض، وهي الكأس التي غابت عن خزائن البطولات السعودية منذ 18 عاما، إذ كان آخر عهد له بهذه البطولة في العام 1992.