أكد ل«اليوم» ماجد العنزي عميد كلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن عدد الفرص بالتخصصات السياحية يفوق أعداد الخريجين، وتصل نسبة الزيادة السنوية بعدد المقبولين من 15 - 20 % سنويا، مبينا أن عدد خريجي الكلية وصل إلى (1200) خريج جميعهم التحقوا بسوق العمل. وأوضح العنزي أن أهم التخصصات التدريبية في الكلية هي السفر والسياحة والفندقة وإنتاج وخدمة الطعام، ويعتبر القطاع العسكري ثم القطاع الفندقي من أكثر الجهات المستقطبة للخريجين، وبدأ يتضح اقبال الشباب على الكلية بصورة كبيرة وذلك لأهمية هذه المهن في السوق السعودي والعوائد المالية. وقال «استقطب العمل السياحي بمختلف مجالاته كالفندقة والسفر والسياحة وإنتاج وخدمة الطعام الشباب السعودي للعمل فيه خلال السنوات الماضية في مختلف مناطق المملكة، حيث تشهد بعض مناطق المملكة ازدحاما من قبل السياح السعوديين والخليجيين، وتقدر نسبة النمو بالسوق السياحي السعودي ب 20 %، كما تقدر لجنة التنمية السياحية أن القطاع الفندقي يولد 260 ألف فرصة عمل سنويا إلا أن نسبة استفادة الشباب السعودي من تلك الفرص لا تتعدى 21.5%، وهو ما يعني أن العرض يفوق الطلب بهذا القطاع، ويتطلب مزيدا من الشباب المؤهل للعمل في هذا المجال». ويرى مختصون بمجال السياحة أن القطاع السياحي أكبر موظف للعمالة ومع استهداف المملكة لاستقطاب 35 مليون سائح لتكون بالمركز السادس عالميا باستقطاب السياح فإن على الجهات المعنية بالتدريب مضاعفة أعداد المؤهلين في هذا القطاع الحيوي خاصة أن التأهيل المطلوب للعمل لا يتطلب مؤهلات عليا بل يعتمد على الدورات القصيرة. الى ذلك أكد عميد المعهد العالي للسياحة والضيافة بجازان علي بن جابر أن المعهد يستقبل 200 متدرب سنويا، قائلا: إن إقبال الشباب مرتفع على التخصصات السياحية التي يوفرها المعهد ويتجاوز الطاقة الاستيعابية للمعهد وأن نظرة الشباب للعمل بدأت تتغير فالكثير أصبح يقتحم الفرص الموجودة بالمجال السياحي خاصة بعد تدريبهم وتأهيلهم للعمل بهذه التخصصات. من جهته نوه رئيس اللجنة الوطنية السياحية بمجلس الغرف السعودية عبد اللطيف العفالق بأن السياحة إذا تم دعمها كمنظومة متكاملة فستكون حلا لمشكلة البطالة.. خاصة أن القطاع السياحي من القطاعات المهمة لتنويع موارد الدخل، ودعم استراتيجية التحول الوطني. وذكر أن مجالات العمل السياحية تتميز بأنها لا تحتاج لتأهيل عال فيكفي دورات قصيرة أو دبلوم من الكليات التقنية، حيث تم توظيف العديد من السعوديين في هذا المجال عبر تلك الدورات المنتهية بالتوظيف. وأشار إلى أن القطاع السياحي من أكثر القطاعات المولدة للوظائف وهي المجال الكبير القادم خاصة مع مشاريع توسعة الحرم المكي ومطار الملك عبد العزيز بجدة قائلا: إن على الشباب أن يكونوا جاهزين للاستحواذ على الفرص بالتأهيل والتدريب على المهارات التي يحتاج إليها العمل بهذا القطاع. ونصح الشباب بالتحلي بالصبر واكتساب المهارة والقبول بوظائف عادية تبدأ من خمسة آلاف ريال لأن الخبرة هي التي تحدد مقدار العائد الذي يتلقاه الموظف وليس درجة التأهيل، فقد يبدأ الشباب كشيف بفندق ذي نجمتين وبالخبرة والمهارة يصل راتبه لخمسين ألف ريال أو أكثر. ويرى عضو المجلس الاستشاري في الهيئة العامة للسياحة مهيدب المهيدب أنه بالرغم من أن المملكة بدأت متأخرة عن الدول العربية والأجنبية بالاهتمام بتأهيل الكوادر للعمل بالسياحة إلا أنه بافتتاح الكليات والمعاهد التقنية والمهنية في مناطق مختلفة استطاعت تخريج عنصر بشري مؤهل للعمل بهذا القطاع. وقال المهيدب إن العمل في قطاع السياحة لا يتطلب الكثير من الدراسات الأكاديمية والشهادات العليا بقدر ما يتطلب الخبرة والتدريب المهني في ذات المجال الأمر الذي يتم اكتسابه من خلال المعاهد والكليات المنتشرة وممارسة العمل لفترة طويلة مع التركيز على اللغة الانجليزية فهي اللغة العالمية في هذا القطاع وهي وسيلة التواصل بين مختلف حلقات هذا المجال. وقال أنس الجهني 22 عاما أحد خريجي كلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة بتخصص إنتاج الطعام: إن التدريب بالكلية كان ممتعا حيث تعرفوا على مجالات مختلفة من إنتاج الطعام وفنون تقديمه، وأشار إلى أنه كان يعمل وهو مازال متدربا بالكلية بأحد المطاعم الشهيرة ويروي تجربته بأنه بالبداية كان يقابل بالدهشة والاستغراب لكن كلمات التشجيع والإعجاب هي التي كان يسمعها في النهاية. واعتبر أن هناك الكثير من الفرص التي تنتظر الشباب للعمل بالقطاع السياحي والرواتب تعتبر جيدة ولكن ما يميز هذا المجال أن الموهبة والخبرة قادرة على رفع الرواتب بشكل خيالي فهو يطمح أن يصل بخبرته للرواتب الكبيرة للشيفات المشهورة والتي تصل إلى 50 ألف ريال أو أن يفتتح مطعمه الخاص. وأعلنت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أنها توفر برامج تدريبية متخصصة في السياحة في كلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة وكلية لوريت العالمية بالرياض ولوريت بالمدينة المنورة وكلية نياجرا العالمية بالطائف بالإضافة للمعهد العالي للسياحة والضيافة بجازان.