"بدأت مسيرتي في قطاع السياحة منذ 6 أعوام، وكنت حينها أعمل في خدمة الغرف، ووضعت أمامي هدفاً بأن أصل إلى مركز قيادي، وتدرجت إلى أن أصبحت مديراً لمطعم في أشهر الفنادق بمكة المكرمة"، هذا ما قاله ل "سبق" الشاب السعودي نواف اللهيبي أحد خريجي الكلية التقنية بمكة المكرمة في تخصص السياحة والفندقة، كاشفاً عن تميّز الشباب السعودي بمهارات هائلة وإصرار يؤهلهم للظفر بالفرص الوظيفيّة المتاحة في قطاع السياحة في ظل حصولهم على التأهيل المتخصص والمتوائم مع احتياج سوق العمل. آلاف الفرص وتابع "اللهيبي": "أفرح كثيراً عندما أرى أبناء الوطن يتجهون نحو العمل في القطاع السياحي، وأنصح المقربين مني أن يستفيدوا من النهضة السياحية التي تشهدها المملكة، وهناك آلاف الفرص الوظيفية الشاغرة التي تنتظر السعوديين الجادين والطموحين، ومن الضروري أن يواكب الشباب تحركات سوق العمل وأن يتوقفوا عن التفكير في التخصصات النظرية المستهلكة والتي مع الأسف تجعلهم عالة على أنفسهم وعلى المجتمع بأكمله".
تزايد وعي وعن نظرة المجتمع للمواطنين العاملين في القطاع السياحي، قال اللهيبي: "في السابق كان من الصعب على الشاب أن يعمل في ذلك القطاع لاعتقاد المجتمع بأنه قطاع غير مناسب، لكن في الآونة الأخيرة تغير الوضع كليا، ولمست ذلك من خلال حجم إقبال الشباب على العمل في جميع الأقسام في قطاع السياحة دون استثناء، ووجدنا مباركة من النزلاء الذين يشدون على أيدينا ويؤكدون فخرهم بأبناء الوطن وهم يعملون في مثل هذه الوظائف، ولدي اعتقاد بأنه في غضون 5 أعوام سنجد أن معظم العاملين في مجال السياحة والفندقة هم من السعوديين؛ حيث هناك رغبة لدى الشركات الكبرى في استقطاب المواطنين بعد أن لمسوا منهم الجد والاجتهاد".
استراتيجية توطين وأوضح مسؤول التوظيف في إحدى الشركات السياحية الكبرى خالد المحسن، أن قطاع السياحة أصبح يثير اهتمام الشباب السعودي، مشيراً إلى أنهم يتلقون العديد من طلبات التوظيف طوال العام من الشباب الراغبين في العمل في مجال السياحة، ما يؤكد الوعي المجتمعي بأهمية الاتجاه نحو هذا القطاع النامي، ما جعل الشركة تقلص عدد العمالة الأجنبية وتضع استراتيجية لاستيعاب أكبر قدر من المواطنين المؤهلين والراغبين في العمل بالمجال السياحي.
الصبر والتنافس وشدد "المحسن" على ضرورة أن يتحلى الشاب بالصبر أثناء العمل في القطاع السياحي، وأن يتحمل أعباء التنافس مع بعض الأجانب الذين يمتلكون خبرة طويلة في هذا المجال، موضحاً أن الكفاءات السعودية لا تنقصها المهارة ولا جد في العمل، وفي حال منحوا الثقة فإنهم يكونون على قدر المسؤولية والتطلعات.
تعاون مع "التقني" وأشار إلى أن الشركة تربطها تعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وغيرها من الجهات ذات العلاقة والتي تمد قطاعات الأعمال بكوادر وطنية مدربة تدريبا احترافيا يتواءم مع طبيعة المهام التي يتطلبها سوق العمل، مؤكداً بأن الشباب السعودي يحظى بمميزات كبيرة في هذا القطاع سواء على مستوى الأجور الشهرية أو البدلات والحافز التي تقدم له بهدف ترغيبه بالاستمرار وعدم الانتقال إلى جهة أخرى.
تزايد "السعودة" وكشف المختص في مجال السياحة إبراهيم الراشد، أن نسبة السعودة في هذا القطاع تحقق نموا متزايدا يصل إلى 20 % في بعض المجالات السياحية، مشيراً إلى أن القطاع بحاجة ماسة للفنيين السعوديين الذين بإمكانهم العمل في مجالات التكييف والكهرباء وغيرها من التخصصات الدقيقة التي تعد من مرتكزات الجهات المشتغلة في القطاع السياحي، وأن الأمر لا يقتصر على موظفي الاستقبال أو الضيافة أو مكاتب الحجوزات والسفر.
احتياج يلغي البطالة وأبدى "الراشد" استغرابه ممن يدعي وجود بطالة في التخصصات الفنية، وقال: "هناك فنادق كبيرة تطلب مئات الخريجين من خريجي برامج التدريب التقني والمهني بشكل سنوي، ولكن لا يحصلون سوى على القليل منهم، والقطاع السياحي قادر على توظيف جميع خريجي الكليات والمعاهد التقنية في ظل حجم الاحتياج لهم في العديد من الوظائف الفنية، وبمرتبات تتزايد عندما يكتسب الشاب السعودي الخبرة في هذا المجال، كما أن على الشباب ألا يرفعوا سقف طموحاتهم مبكرا، فهناك تنافس في سوق العمل، وعليهم الصبر والمثابرة حتى يصلوا إلى مراتب عليا بأجور كبيرة تراضيهم".
جهات قيادية توظّف وبيّن عميد كلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة ماجد العنزي، أن عدد الفرص الوظيفية المتاحة تفوق أعداد خريجي الكليّة التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وقال: "الإقبال لا يقتصر على تخصص معيّن في هذا القطاع، فالكليّة تقدم التدريب في تخصصات السفر والسياحة، والفندقة، وإنتاج الطعام، وخدمة الطعام، وجميع هذه الأقسام تشهد طلباً كبيراً على خريجيها، وآخر مقابلات التوظيف للخريجين كانت من الحرس الملكي والديوان الملكي وذلك لشغل وظائف في مجال الضيافة والطهي".
90 % ضمنوا وظائفهم وأردف "العنزي": "القطاع السياحي يعيش حالياً حالة نمو هائلة، وبسبب ذلك الاحتياج فإن ما نسبتهم (90%) من المتدربين في الكلية قد ضمنوا وظائفهم في سوق العمل، وتربطنا (30) مفاهمة مع جهات سياحية وفندقيّة، من أجل الدمج بين التدريب والتوظيف سواء أكان عمل المتدرب أثناء التدريب جزئياً أو كلياً، وتلقت الكلية مؤخراً طلبات توفير كفاءات وطنية في مجال التموين والمضيفين الجويين، وسنعمل على توقيع مفاهمات إما بنظام التدريب المنتهي بالتوظيف، أو التدريب على رأس العمل، لتلبية احتياج مجالات قطاع السياحة والفندقة في المملكة".
يذكر أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني قامت بالتوسع في تنفيذ برامج تدريبية متخصصة في مجال السياحة والفندقة، حيث تم افتتاح كليتي لورييت للسياحة والفندقة في الرياض والمدينة المنورة، وكليّة نياغرا للسياحة والفندقة بالطائف، وهي كليّات عالمية تركز برامجها المقدمة بشكل مباشر على تلبية احتياجات سوق العمل المحلي وتخريج كوادر وطنية مؤهلة بمستوى عالمي.