شهدت المملكة خلال العامين الأخيرين افتتاح عدد من الكليات والمعاهد المتخصصة في السياحة والفندقة. وجاء انتشار هذه الكليات والمعاهد كنتيجة لزيادة إقبال الشباب على العمل في القطاعات السياحية والفندقية. حيث توجد الآن 8 جامعات وكليات حكومية، و4 كليات للسياحة بكليات التقنية، بالإضافة ل3 كليات للتميز، إضافة إلى 3 كليات وجامعات خاصة، و3 كليات تميز تحت الانشاء، و26 معهدا ومركزا متخصصا في مجال السياحة والفندقة. وقد تخرج من هذه الكليات والمعاهد السياحية حتى الآن أكثر من 11500 شاب، منهم 1100خريج العام الميلادي الحالي. وتصدرت منطقة مكةالمكرمة بعدد المعاهد والكليات السياحية بواقع 9 منشآت من إجمالي عدد المنشآت الحالية والبالغ (47) منشأة، إلا أن نسبة الخريجين في منطقة الرياض تعتبر الأعلى ضخاً لسوق العمل في التخصصات المرتبطة بالسياحة منذ انطلاق هذا التخصص الحديث وبنسبة تتجاوز بكثير المناطق الأخرى، تلتها منطقتا مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة. حيث خرجت كليات السياحة في الرياض 5202 شاب لسوق العمل، فيما خرجت كليات جدة 2087 ثم المدينةالمنورة 1052 شابا. ويعتبر الاستثمار في الموارد البشرية الوطنية أهم عناصر الاستثمار في مجال صناعة السياحة في السعودية الذي يصنف على انه من أكثر النشاطات نمواً وتوسعاً واستقطاباً للموارد البشرية المؤهلة، كما يعد قطاعاً اقتصادياً مهماً يسهم بفعالية في الناتج الإجمالي للكثير من الدول. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد صرح في وقت سابق أن توظيف خريجي كليات السياحة يعد مهمة رئيسة وفي مقدمة الأهداف التي يعمل سموه والمسؤولون في الهيئة والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وكليات ومعاهد ومراكز السياحة على تحقيقه، متطلعاً أن تتوج الجهود المبذولة من الهيئة مدعومة بالقرارات التي صدرت والمنتظر صدورها من الدولة خاصة نظام التمويل السياحي؛ لتشجيع الاستثمار السياحي وقيام قطاع سياحي قوي واستثمارات سياحية كبرى تستوعب الشباب السعودي وتوفر لهم فرص عمل ملائمة. وأشار سموه إلى مواصلة العمل المكثف على برامج التدريب وتوفير فرص العمل لخريجي كليات السياحة في مناطق المملكة من خلال استيعابهم في الشركات والمنشآت السياحية، لاسيما مع الإقبال اللافت على الفرص الوظيفية في قطاع السياحة. وأكد سموه على تنفيذ مشروع أساسي بالشراكة مع القطاع الخاص لتشغيل الكليات التقنية؛ بهدف زيادة فاعلية نظام التدريب التقني بالمملكة وذلك من خلال استقطاب مشغلين دوليين عن طريق عملية متعددة المراحل تستهدف اختيار أفضل مقدمي التدريب عالميا للتشغيل المستقل، مما سيكون له الأثر الإيجابي في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف خطة التنمية. وعبر عن تطلعه في أن يقود خريجو كليات السياحة من الشباب مشاريع التنمية السياحية في المستقبل، منوها بالتعاون المشترك بين المؤسسة والهيئة العامة للسياحة والآثار الذي أثمر في إنشاء خمس كليات للفندقة والسياحة في كل مدينة الرياضوالمدينةالمنورةوالطائف والاحساء ونجران، مؤكدا سموه على أهمية هذه الكليات في تنمية وتطوير الكوادر البشرية الوطنية السياحية وتأهيلها بمستوى عالٍ يواكب احتياجات سوق العمل في القطاعات السياحية المختلفة. وأكد على توجيه القيادة بتنفيذ مشروع أساسي بالشراكة مع القطاع الخاص لتشغيل الكليات التقنية؛ بهدف زيادة فاعلية نظام التدريب التقني بالمملكة وذلك من خلال استقطاب مشغلين دوليين عن طريق عملية متعددة المراحل تستهدف اختيار أفضل مقدمي التدريب عالميا للتشغيل المستقل، ما سيكون له الأثر الإيجابي في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف خطة التنمية. مشيرا إلى أن الهيئة تعمل على تنمية وتطوير الكوادر البشرية الوطنية وتأهيلها بمستوى عالٍ يواكب احتياجات سوق العمل في القطاعات السياحية المختلفة. كليات التميز وتتبنى مؤسسة التعليم التقني بالتعاون مع هيئة السياحة إنشاء كليات التميز في المجال السياحي، وذلك من خلال إنشاء 7 كليات في مناطق المملكة وتضم العديد من التخصصات التي تهتم بقطاع السياحة والفندقة منها الأطعمة والمشروبات، وإدارة قسم الغرف، وإدارة المناسبات. ويتم منح الخريجين الشهادة الجامعية المتوسطة (الدبلوم) بعد اكمالهم البرنامج التعليمي المكون من سنة تحضيرية وسنتي تخصص، كما يمكن الحصول على شهادة اكمال برنامج تدريبي بعد سنة التخصص الأولى. وقد أكد د. علي بن ناصر الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني سابقا أن التعاون المشترك بين المؤسسة والهيئة العامة للسياحة أثمر في إنشاء كليات التميز للفندقة والسياحة والتي ستسهم في تخريج شباب يعملون في القطاع السياحي سواء في الفندقة أو السفر والسياحة، مشيرا إلى أن الفرص الوظيفية التي يتيحها قطاع السياحة تحتاج إلى تأهيل مميز في تخصصات معينة. كما لفت الغفيص إلى أن هناك برامج مشتركة بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الهيئة العامة للسياحة والآثار تتمثل في برامج تدريبية قصيرة عن طريق التنظيم الوطني للتدريب المشترك، وبعدها التدريب على رأس العمل. مضيفا: "هناك أعداد كبيرة تم تدريبها وإعدادها لسوق العمل في سوق السياحة". وأبان أن قطاع السياحة قطاع اقتصادي وقطاع مولد للفرص الوظيفية وقطاع مهم جدا في أي بلد، والمملكة ولله الحمد تزخر بالامكانات السياحية سواء من حيث الطبيعة أو الإمكانات أو الفرص التي حباها الله، لاسيما أنها تحتض الكثير من مواقع التراث العمراني والتراث الإسلامي. يشار إلى أنه إضافة إلى كليات التميز ساهمت الهيئة في إنشاء عدد من كليات وأقسام السياحة والآثار، فبالإضافة إلى كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، تم إنشاء كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة في كل من أبهاوجدة، وأقسام للسياحة والآثار في كل من: جامعة حائل، وجامعة الطائف، وجامعة جازان، إضافة إلى معهد الضيافة والفندقة بمجموعة الحكير، ومعهد السياحة بجامعة الملك عبدالعزيز، والأكاديمية السعودية الدولية للسياحة والفندقة، وعدد من الكليات والمعاهد الأخرى. دعم كليات السياحة يذكر أن الهيئة ممثلة في مركز تنمية الموارد البشرية السياحية الوطنية "تكامل" سعت لتنفيذ مبادراتها وبرامجها، بتوقيع (27) اتفاقية مع وزارات وجهات حكومية وأهلية لدعم وتطوير قطاع التعليم والتدريب والتوظيف السياحي، لدعم إنشاء وتطوير عدد من المنشآت الحكومية والخاصة المعنية بالتعليم والتدريب والتأهيل السياحي، وتطوير كفاءة وقدرات أكثر من (35.000) مواطن، واعتماد برامج ابتعاث لعدد (1150) مرشحا، ضمن مبادرة تطوير وتدريب الكفاءات السياحية، وتعزيز قدرات الشركاء. تفاؤل الخريجين ويرى خريجو الكليات والمعاهد السياحية أن القطاع السياحي يتميز بفرص العمل المنوعة وخاصة في القطاع الخاص. حيث يقول ياسر الزهراني أحد الخريجين من كلية السياحة والآثار: إن العمل في قطاع واعد ومتطور كقطاع السياحة طموح أي شاب، فهو يملك مميزات غير موجودة في قطاعات أخرى وهي التميز أثناء النجاح والقدرة على الإبداع والتألق وقت العمل. ويقول محمد الدصوص خريج من كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، إنه يملك طموحا عاليا للإبداع والتطوير والعمل الجاد في القطاع السياحي، معتبرا أن قطاع السياحة قطاع اقتصادي متطور وفي تنام مستمر. ويؤكد الشاب تركي بن محمد أن العمل في قطاع السياحة له جملة من المميزات والمحفزات، كما أنه أصبح من القطاعات التوظيفية الآمنة في الآونة الخيرة، بل إن بعض شركات السفر والسياحة تضاهي في خدماتها الوظيفية تلك الخدمات التي تقدمها قطاعات كالبنوك ونحوها في توظيف الشباب السعودي الطموح. ويرى الشاب إسماعيل الحرمي أن الفرص الوظيفية في قطاع السياحة والسفر جيدة بالنسبة له مقارنة بالقطاعات الخاصة الأخرى، منوها بالبرنامج التدريبي المميز المنتهي بالتوظيف الذي تعقده هيئة السياحة للخريجين والذي يضمن الوظيفة المستقرة والآمنة. خريجو أحد المعاهد السياحية شباب من خريجي أقسام الضيافة العاملون في الفنادق