ودعت المملكة أمس الأول، الشيخ حسن المشاري وزير الزراعة والمياه الأسبق، واديت الصلاة عليه بعد صلاة العصر في جامع الملك خالد بأم الحمام، وأقيم العزاء في منزل الفقيد بحي الربوة بالرياض. ويظل اسم الشيخ المشاري محفورا في ذاكرة الوطن لجهوده المميزة في جميع المرافق التي عمل فيها، خاصة وزارة الزراعة والمياه، التي لن تنسى رجل الإدارة والتخطيط والمنهجية النموذجية الفريدة التي تميز بها الشيخ حسن المشاري الذي تولى وزارة الزراعة والمياه، في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، الذي وافاه الأجل عن عمر يناهز 90 عاماً. ويعد المشاري -رحمه الله- أحد أبرز رجالات الدولة في عهد الملك فيصل، ومن الذين أسهموا من خلال مواقعه المختلفة، التي عمل فيها في إثراء مشروع الإصلاح الاقتصادي بكفاءة واقتدار وتميز، إذ وصل عطاؤه لعديد من المناصب الإدارية بداية من عمله وكيلا لوزارة المالية والاقتصاد الوطني، وموقعه في معهد الإدارة العامة نائبا للرئيس، وعضويته في لجان الإصلاح الإداري، ثم موقعه وزيرا للزراعة والمياه لمدة أحد عشر عاما. وبدأ المشاري حياته العملية في شركة أرامكو، إذ عين مستشارا في إدارة العلاقات الصناعية، لمدة عامين ونصف العام، ومن ثم ذهب إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية ومواصلة دراسته في الماجستير، لينتقل بعد ذلك إلى أمريكا بسبب نشوب حرب السويس عام 1956م، ليحصل من جامعة جنوب كاليفورنيا، على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال الصناعية، وكان بعنوان «تحليل مفاوضات عقود الزيت بين المملكة العربية السعودية والشركات الأجنبية»، وعاد حسن المشاري ليتم تعيينه مديرا عاما لشركة أسمنت اليمامة بالرياض، ومن ثم تمت الاستعانة بخدمات وقدرات حسن المشاري، الذي صدر الأمر بتعيينه وكيلا لوزارة المالية والاقتصاد الوطني للشؤون المالية، وذلك في تاريخ 29/ 7 / 1380ه (1960م). وتم تعيين المشاري وزيرا للزراعة في مطلع عام 1384ه، وكان يبلغ من العمر 35 عاما، وبذل جهودا كبيرة في إرساء دعائم النهضة الزراعية، التي شهدتها المملكة في شتى مجالات الإنتاج الزراعي والنباتي والحيواني وفي مجال المياه، الجوفية والمحلاّة، وشهدت وزارة الزراعة والمياه في تلك الفترة، وبإشراف من وزيرها، إعادة تنظيم جهازها الإداري والمالي، فتمت تسمية الوزارة لتكون «وزارة الزراعة والمياه»، حيث أُضيفت إليها مهام قطاع المياه، وتم تقسيم الوزارة إلى ثلاثة قطاعات، وعكف في مكتبه طويلا مع خبرائه من أجل استكمال الدراسات الخاصة بمصادر المياه، وفي القطاع الخاص، صدر مرسوم ملكي بتأسيس «الشركة السعودية للفنادق والمناطق السياحية»، وتم تعيين حسن المشاري رئيسا لمجلس الإدارة، وقد عمل فيها رئيسا لمدة خمسة أعوام، كما صدر أمر في عام 1397ه، بتأسيس البنك السعودي الفرنسي، شركة مساهمة سعودية، وكان حسن المشاري هو أول رئيس لمجلس إدارة البنك. وخلال رحلته في العمل الإداري، نال حسن المشاري وشاح الملك عبدالعزيز في عام 1393ه، كما نال وسام الخلاص الإفريقي من رئيس ليبيريا في عام 1394ه، ووسام رتبة قائد الأسد من رئيس فنلندا، وذلك في عام 1407ه. وكانت له مساهمته الخيرية والاجتماعية، فقد أسهم في تأسيس مدارس أهلية للبنات، وعمل عضوا في مجلس إدارة نادي الفروسية. وصف عدد من رجال الاعمال بمحافظة الاحساء رحيل وزير الزراعة والمياه الأسبق الشيخ حسن المشاري بأنه خسارة باعتباره أحد الكفاءات الوطنية التي أدارت مشروع الإصلاح الاقتصادي والإداري بكل كفاءة واقتدار في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-. وقال رجل الاعمال سعد بن عبدالعزيز الحسين إن ابن العم الشيخ حسن المشاري اخ عزيز وقد جمعني معه عدد من اللقاءات رحمه الله تعالى، وعُرف بالذكاء وسعة الاطلاع والطموح فقد كان رجل اقتصاد من الطراز الاول بل عُرف بحسن تعامله مع الغير ورجل فاضل ومن اهل الخير. واضاف الحسين ان الشيخ حسن مثّل بلاده خير تمثيل من خلال تقلده عددا من المناصب وكيلاً لوزارة المالية والاقتصاد الوطني، ونائب الرئيس في معهد الإدارة واخيرا وزيراً للزراعة والمياه، وقد عُرف عنه بأنه انسان عملي، خصوصا انه من المتفوقين دراسيا بجوار مجموعة من زملائه: فهد الخيال وعادل القصيبي وعبدالمحسن المنقور وغيرهم ممن درسوا في المدرسة الاميرية. واضاف الحسين لقد فقدنا رجلا فاضلا قدم الكثير للوطن، واستطاع أن يحقق طموحه في الوصول الى افضل المناصب العليا في الدولة رحمه الله رحمة واسعة. يذكر أن الشيخ حسن المشاري تقلد مناصب كثيرة منها تعيينه مديرا لشركة أسمنت اليمامة بالرياض، ثم وكيلاً لوزارة المالية والاقتصاد الوطني للشؤون المالية، ثم وزيراً للزراعة. وفي 11 من شهر صفر 1384ه، صدر أمر ملكي من الملك فيصل بن عبدالعزيز بتعيين حسن المشاري وزيراً للزراعة، وشهدت الزراعة نهضة في جميع المجالات. الشيخ حسن المشاري «يرحمه الله»