-إدارات اندية المؤخرة والمهددة في دوري جميل تزعم أنها تعلمت من دروس الأزمات والمحن والويلات التي أصابت فرقها في الموسم المنصرم..وتدعي أنها استخلصت العِبر كي تُرضي نفسها وجماهيرها بأن المأساة التي وقع فيها فريقها لن تتكرر.. ولن تغامر مجددا بمصير فريقها واستباحته مرة اخرى.. لكن كلام الليل يمحوه النهار.. وهاهما فريقا نجران وهجر يقعان في التهلكة ويهبطان إلى الدرجة الادنى في الموسم المنصرم.. وقبلها تعرض فريقا العروبة والشعلة لنفس المصير في الموسم قبل الماضي.. وما حدث في الموسمين الماضيين إنذار خطر لفرق المؤخرة. * ولن نذهب بعيدا بل سنتناول الفرق التي كانت مهددة في الموسم الماضي الرائد والقادسية والفيصلي والوحدة.. صحيح أنهم نجوا من الغرق في الاسابيع الاخيرة والحاسمة.. وخرجوا أكثر صلابة وهم يُرددون لن نكرر مشاهد القلق والخوف والخراب مرة ثانية.. ونضع أنديتنا في أماكن لا تحسد عليها.. وأعتقد أن هذه الاحباطات التي لحقت بالأندية الاربعة جاءت نتيجة تراكمية لتهاون واستهتار هذه الفرق منذ بدايات الدوري وتفريطهم في نقاط سهلة جلبت لهم التراجع والآلام والتخبط.. وكشفت عجزهم وجاءت الصحوة في وقت متأخر حيث غامروا وخاطروا من أجل الحل والمفتاح.. وأنا لا أحمل اللاعبين كامل المسؤولية بل يشاركهم في القصور الادارة والجهازان الفني والإداري. * وأعتقد أن فرق المؤخرة الناجية من الهبوط ما زالت مشغولة بالأفراح وشدة العناق.. وتبادل قُبل البقاء والنجاة.. وبعضها حتى الآن لم يغص في بحر المفاوضات.. وتجهيز خارطة طريق لإعادة الاعمار.. وتعبيد الطرق.. وتلافي العثرات.. وفك العقدة وإنهاء فصل قديم.. وفتح فصل جديد بعيد عن الدراما العويصة. ونأخذ فريق الرائد مثالا، فالكل يعرف أن الرائد نجا من السقوط في آخر ثانية أمام نجران في مباراتهما المصيرية.. وما زال رائد التحدي يكرر نفس المشهد منذ عدة سنوات نتيجة أخطاء متكررة. * وفريق القادسية كان يتحرك وسط حقل ألغام نجا بقدرة قادر من شبح الهبوط.. وقد أصابت إدارة النادي في الاسابيع الاخيرة والحاسمة من الدوري المنصرم بتكليف المدرب الوطني ونجم القادسية السابق حمد الدوسري والذي أنقذ الفريق من حافة الهاوية وأدخله مدرسة النجاة.. وأتمنى أن أشاهد الرائد والقادسية ينافسان ويطاحنان فرق الوسط المتقدمة.. متى نراهما يبشران جماهيريهما عمليا وليس بالكلام بأنهما قلبا الصفحة المؤلمة.. وانطلقا لخوض معركة التنمية وحجز المقاعد الوثيرة قريبا من الصدارة كما فعل فريق التعاون جار الرائد.. وفريق الفتح جار القادسية. * ويقيني أن الفرق التي ستبقى متمسكة بالخطط العشوائية.. والخرائط العبثية.. عليها أن تعلم أن كل عملياتها آيلة إلى السقوط.. والنادي هو الذي سيدفع الضريبة.. والمضحك والمبكي أن هذه الفرق لم تتعلم.. إنها تخرج من حفرة لتسقط في حفرة اخرى قريبة من الاولى.. وإدارات هذه الاندية التي ذكرناها لمست ما ساورها من قلق شديد عندما كانت فرقها بين مطرقة الهبوط وسندان الضياع تسعل انهيارا وتفككا وشللا.. وما زالت تتمسك بالبضاعة الكاسدة من لاعبيها.. والخوف من تكرار نفس السيناريو.. وعلى إدارات فرق المؤخرة وقف الانهيار أولا ثم اتخاذ قرار جريء يجمع بين الادارة والامكانات ووسائل النهوض. * فدوري جميل4 والذي سيبدأ (11 اغسطس) المقبل لن يرحم أحدا وستسود فيه شريعة الغاب وعلى مبدأ (تكون قويا.. أو تكون ضحية) وتكون لاعبا أو تتحول إلى لعبة للتسلية؛ لأن الأوضاع في الموسم المقبل ستكون صعبة وقوية.. فلا تتركوا أنديتكم وفرقكم منكوبة ومتروكة وغارقة في الوحل ومستباحة؛ حتى لا تنتقل من هاوية إلى هاوية كل موسم.. وكل إدارة ناد مطالبة بنهج وسياسة واضحة ونشطة.. وتوفير ضمانات لعدم تكرار الاخفاقات المأزومة.. والوصول لإستراتيجية معمقة ترمي إلى بلورة رؤية جامعة ورافعة تزيد التنافس ثقلا ووزنا واستقرارا... وإلى اللقاء.