مع أن خدمة الهاتف الجوال احدى معطيات العصر التي تسهم في خدمة الاتصال السريع والمباشر الحاضر على الدوام في خدمة المتصل والمتصل به فقد أخذت ومنذ وقت مبكر تنمو في جوانب هذه الخدمة مزعجات مقلقة تعكر صفو حامل الجوال وتقطع عليه مواصلة الاتصال وهي الرسائل النصية كما هو مشروط في تلك الرسائل التي تظهر على شاشة الجوال وكلها اغراء بمكاسب وهمية الهدف منها استنزاف الأموال من جيوب بعض من يجرون وراء الهدايا حتى وإن كانت في عالم الخيال، ومن أمثلة تلك الرسائل: تأهلت للدخول في السحب للحصول على سيارة «..» أرسل حرف «..» أو هذا هو الأسبوع الأخير للسحب على تذكرة سفر إلى «..» أرسل حرف «..» أو تذاكر طيران مجانية إلى «..» أرسل حرف «..»، أما أنا فقد كنت سعيد الحظ في الخيال إذ جاءتني رسالة يقول مرسلها: باسمك سيارة «..» أو عليك أن تزور وكالة «..» ولكنني لم أزر تلك الوكالة ولذلك خسرت السيارة المزعومة. هذه الرسائل والرد عليها تستنزف الكثير من جهد بطارية الجوال حيث يحتاج إلى الشحن بالكهرباء باستمرار وتؤثر على جودة الاستقبال والإرسال لكثرة الاستعمال حتى ينتهي ذلك الجوال إلى سلة المهملات والمبادرة بشراء جوال جديد وهكذا تكون الخسائر المادية مضاعفة علاوة على البلبلة والإزعاج اللذين تسببهما تلك الرسائل التي لا يهتم مرسلوها بغير مصالحهم والدعاية لبضائعهم، فمن الذي يحمي الجوال من تلك الرسائل التي أضرارها أكثر من أضرار الخسائر في الأسهم؟ وملاحظة أخرى وهي أن بعض حاملي الجوالات جزاهم الله خيرا يسجلون بدل نغمات التنبيه آيات من القرآن الكريم، أو بعض الأدعية، وهم لا يتورعون أن يدخلوا بهذه الجوالات إلى دورات المياه دون حساب أن هذا الصوت قد ينبعث في دورة المياه وقت قضاء الحاجة، فئة أخرى تسجل على الجوال موسيقى وأغاني بأصوات مرتفعة فيدخل حامل الجوال المسجد لأداء الصلاة دون أن يحتاط بإغلاق الجوال فتصدح تلك الأصوات والأنغام المزعجة أثناء تأدية الصلاة أو أثناء خطبة الجمعة، مع أن بعض الأئمة ينهون ويشددون على إغلاق الجوالات في المساجد لكن ما من مجيب.. أما حملة «لا تتصل حتى تصل» التي تبثها إدارة المرور بقصد التوعية والتحذير من الاتصال أو الرد أثناء قيادة السيارة فقد تحولت إلى مجرد شعار لأن إدارة المرور لم تطبق العقوبات الواجبة في هذه الحالة لذلك نجد أن حوالي 50% من حوادث السيارات كان سببها الاتصال أثناء القيادة حمانا الله وإياكم من كل مكروه. رسائل الجوال أصبحت هماً مزعجاً في الليل والنهار مع ما فيها من اغراء للسذج من الناس بالجوائز الوهمية فيبادرون بالاستجابة لتلك المحفزات بالحصول على مكاسب لا وجود لها فهل يا ترى هناك وسيلة للتخلص من هذه الرسائل؟ وهل هناك وسيلة أقوى من العقوبة لتوعية سائقي المركبات بعدم استخدام الجوال اثناء القيادة؟.