عندما التقى عمر متين بوالده في اليوم السابق على الهجوم الذي قتل فيه 49 شخصا في ملهى ليلي للمثليين، لم تظهر عليه أي بادرة على ما يعتمل بداخله وانه سيفجر أسوأ حادث إطلاق نار في التاريخ الأمريكي الحديث. وقال الأب صديق متين في مقابلة «لم ألمح أي شيء غير عادي. كان في غاية الرقة». وظهرت يوم الاثنين تفاصيل جديدة عن القاتل ومدى تدينه والظروف التي أحاطت بالهجوم الذي شنه في الثانية من صباح يوم الأحد داخل ملهى ليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا. وفي مركز فورت بيرس الاسلامي كان متين يصلي أحيانا مع منير محمد أبو صالحة (22 عاما) وهو أمريكي من أصل فلسطيني أصبح في عام 2014 أول أمريكي يشن هجوما انتحاريا في سوريا رغم أن عادل نفذي عضو مجلس المسجد قال إنه لم يحدث تفاعل بينهما. وفي عام 2014 عندما حققت السلطات مع متين للاشتباه بصلته بأبو صالحة. ورأت السلطات أنه لم يكن يشكل «تهديدا كبيرا». وكان متين معروفا بين أصدقائه بهدوئه في وسط الطائفة الإسلامية المكونة من نحو 100 عائلة تربطهم صلات وثيقة في فورت بيرس. وقال محمد جميل (54 عاما) الذي يصلي في المسجد «لم يكن اجتماعيا. لم يكن ودودا جدا لكنه لم يكن وقحا كذلك». ووصفته زوجته السابقة بأنه معلق بين عالمين مضطرب عاطفيا وعنيف وقالت إنه كان يضربها. ووصفه جار يسكن في المجمع السكني الذي كان يعيش فيه بأنه «غير لبق». وقال الجار «مع كل شخص يعيش في هذا المبنى إذا رأيت شخصا ما ويعرف بعضكما بعضا فأنت تسأل كيف حالك؟ دردشة بسيطة. أما في حالته فلم يكن هناك سوى حملقة خرقاء». وعلى الرغم من كل ما حدث، إلا أن رواد ملهى المثليين يقولون انهم شاهدوا «متين» في الملهى مرات كثيرة وهو يشرب الكحول، مما يشير إلى أنه ربما ارتكب الهجوم على الملهى لأسباب نفسية أو عاطفية وليست دينية. ويوم الاثنين قال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي إن آراء القاتل الدينية غير واضحة لكنها تميل للتشدد. وبعد نصف ساعة من بدء الأحداث في الملهى الليلي اتصل متين بخط ساخن للشرطة في الثانية والنصف صباحا ثم أقفل الخط. واتصل مرة ثانية وتحدث إلى مستقبل المكالمات ثم أغلق الخط، وعاود الاتصال مرة ثالثة وتحدث مع المستقبل لفترة وجيزة.