تبنى تنظيم «داعش» أمس الاعتداء الذي استهدف ملهى ليليا للمثليين واوقع 50 قتيلا في مدينة اورلاندو بولاية فلوريداالامريكية الاحد، وفق ما اوردت اذاعة البيان الناطقة باسمه عبر الانترنت. وهو ما يبدو ان المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الامريكية دونالد ترامب عازم على استخدامه لتأكيد ما يعلنه دائما عن الثقة بقدرته على التعامل مع الارهاب اكثر من منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. ومع استمرار عمليات الكشف عن هوية العديد من ضحايا المذبحة، وتحقيقات الشرطة في صلات اسلامية محتملة للمسلح القتيل، لم يهدر ترامب وقته مستغلا الاعتداء لتحقيق مكاسب سياسية. واتهم المرشح الجمهوري الرئيس باراك أوباما وخليفته المحتملة كلينتون بالفشل في التعامل مع ما يدعوه «الاسلام الراديكالي». وقال في بيان في هذا الصدد «نظرا للضعف الذي يعتري قادتنا، قلت ان هذا سيحدث وان الامور ستزداد سوءا. احاول انقاذ الارواح ومنع هجوم ارهابي. لم يعد بامكاننا التحلي باللياقة السياسية». ومن المتوقع ان يدلي ترامب بالمزيد من الخطاب المتشدد في حملته الانتخابية في مانشستر، في ولاية نيو هامبشير وكان الخطاب في الاصل حول كلينتون، لكن التركيز تحول الى الامن القومي. وفي حين لا تزال البلاد تترنح مما يعتبر اعنف هجوم في الاراضي الاميركية منذ 11 سبتمبر 2001، قال تيم مالوي، مساعد مدير معهد الاستطلاع في جامعة كوينيبياك انه من المرجح ان يهيمن التهديد الارهابي على النقاش في حملة الانتخابات، واضاف ان هذه المسألة «ستتصدر النقاش حتى يوم الانتخابات». واظهرت استطلاعات الرأي اواخر العام الماضي ان غالبية الجمهوريين تدعم دعوة ترامب حظر دخول المسلمين، ويتبع ترامب وكلينتون نهجا مختلفا جذريا لمكافحة الارهاب، وتبادلا الاتهامات بأن آلاخر لا يصلح لادارة البلاد. وبرزت اساليب الخصمين بعد اطلاق النار، وقال ترامب «اذا كانت هيلاري كلينتون، بعد هذا الهجوم، لا يمكنها ان تلفظ كلمتي (الاسلام الراديكالي) فيتعين عليها الخروج من السباق الرئاسي، لكن وزيرة الخارجية السابقة بدت اكثر حذرا. واعلنت ان الهجوم «عمل ارهابي» و«من أعمال الكراهية»، واصدرت بيانا يدعو واشنطن الى مضاعفة الجهود لمواجهة التهديدات الارهابية في الداخل والخارج. وكلينتون تتفوق على ترامب في معظم المواجهات لكن «امورا قد تحدث في الاسابيع والاشهر الاخيرة قبل الانتخابات» بحسب نورمان اورنستين من مؤسسة اميركان انتربرايز، وتساءل «ماذا لو وقع هجوم على غرار ما حدث في باريس»؟ واضاف اورنستين «ربما سيقول الناس انه لا يمكنهم الوثوق في شخص لا يتمتع بأي خبرة، لكن ربما يكون هناك اغراء الرجل القوي». وتقول كلينتون ان تجربتها كالسيدة الاولى وفي مجلس الشيوخ ووزارة الخارجية تجعل منها الاكثر تأهيلا لتولي منصب الرئيس. المهاجم خضع للتحقيق سابقًا في فلوريدا تعيش عائلات وأصدقاء الضحايا حالة من الترقب لمعرفة ما إذا كان أحباؤهم بين 50 قتيلا و53 مصابا سقطوا في أسوأ إطلاق نار في تاريخ الولاياتالمتحدة. وبعد حصار دام ثلاث ساعات اقتحمت الشرطة الملهى بالسيارات المدرعة وقتلت بالرصاص المسلح الذي يدعى عمر متين وهو أمريكي مولود في نيويورك ويسكن في فلوريدا وابن لمهاجرين أفغانيين، وقال مسؤولون إن متين (29 عاما) اتصل بخدمة الطوارئ أثناء الهجوم وبايع زعيم «داعش» وقال والد متين الأحد إن ابنه لم يتبن الفكر الأصولي لكنه كان يكن الكثير من المشاعر المناهضة للمثليين. ووصفت زوجة متين السابقة المسلح بأنه مضطرب عقليا وكان عنيفا معها. كان متين حارسا مسلحا في منشأة للتقاعد وعمل لدى شركة (جي 4 اس) العالمية للأمن لتسع سنوات. وقالت الشركة إنه خضع لإجراءات التحقق مرتين في الشركة كانت أخراهما في 2013. وقالت السلطات إن عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي استجوبوا متين مرتين في 2013 و2014 بعد أن قال لزملائه في العمل إنه يدعم جماعات متشددة لكن الاستجوابين لم يقودا إلى أدلة على نشاط إجرامي. وقال رونالد هوبر الضابط بمكتب التحقيقات الاتحادي المسؤول عن القضية إن متين استجوب عام 2014 بشأن علاقته بمنير محمد أبو صالحة وهو أمريكي كان يعيش في فلوريدا وأصبح انتحاريا في سوريا في ذلك العام. وقالت سيتورا يوسفي زوجة متين السابقة إنه مضطرب عقليا وعاطفيا وكان يطمح أن يصبح ضابط شرطة. وأضافت للصحفيين قرب مدينة بولدر في ولاية كولورادو انها تعرضت للضرب على يد متين في أوقات كان يفقد فيها أعصابه ويعبر عن كراهيته «لكل شيء». لكن والده مير صديق الذي رأى متين بعد ظهر يوم السبت قال إنه لم يلحظ شيئا غير عادي. وقال لقناة (ايه.بي.سي نيوز) إن ابنه لم ينتهج الفكر الأصولي وأضاف «كان كل شيء عاديا... كان شخصا عاديا يذهب إلى العمل ويعود للاعتناء بزوجته وأطفاله. لو كان حيا لوجهت إليه سؤالا واحدا: لماذا؟» وفي مقابلة مع قناة (ان.بي.سي) الإخبارية تحدث الأب عن موقف حدث في وسط مدينة ميامي عندما رأى متين رجلين يتبادلان القبل أمام زوجته وطفله فشعر بغضب شديد. وكان متين يتردد مع أسرته على مسجد في فلوريدا بانتظام. وقال محمد جميل (54 عاما) وهو أحد من يصلون في المسجد إن متين «لم يكن صديقا للجميع. لم يكن اجتماعيا. لم يكن ودودا للغاية لكنه لم يكن وقحا أيضا». وقالت مسلمة تصلي في المسجد إنها رأت متين مؤخرا يرقص في زفاف شقيقته وكان حفلا مختلطا بين الرجال والنساء. ومشط العملاء الاتحاديون شقة متين ليلة أمس الأول في بلدة فورت بيرس الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي والواقعة على بعد 190 كيلومترا جنوب شرقي أورلاندو. وقال كين ماسكارا قائد شرطة مقاطعة سانت لوسي «مكتب التحقيقات الاتحادي في الشقة حاليا. ربما سيظل هناك طوال الليل».