مهنة المُسحر، مهنة قديمة جداً وعادة رمضانية عرفت في أوساط المجتمعات الخليجية وبعض الدول العربية الأخرى حيث يجوب فيها المسحر الأحياء ليوقظ الناس للسحور وفي دارين انقرضت المهنة في السنوات الأخيرة. وقال الوالد مبارك أحمد الدلهان: إن أجمل اللحظات هي تلك اللحظات التي كان يخرج فيها الأطفال وراء المسحر مرددين معه الأهازيج مستمتعين مع دوره الكبير خاصة وهو يحمل طبلته الثقيلة على كتفه مارا بالأحياء والحارات قبل أذان الفجر بساعة أو ساعتين لينبه الناس للاستيقاظ ليتناولوا وجبة السحور. ويقول الدلهان: لكن ومع الأسف أن هذه العادة الرمضانية التراثية الجميلة أخذت تنقرض شيئا فشيئا حتى تلاشت تماما ولم نسمع ذاك الطبل وأهازيجه الجميلة ويا ريت يتم إحياء هذا التراث والعادة الرمضانية. ويضيف: كان الناس يعتمدون في الاستيقاظ لتناول وجبة السحور على «المسحر»، الذي يجوب الطرقات وبشكل يومي وبانتظام، أما بالنسبة للتسمية فيقول: في دارين وعدد من دول الخليج تكاد التسمية تكون متشابهة حيث عُرف صاحب هذه المهنة بالعديد من المسميات، ومن أقدمها «أبوطبيلة» لانه يحمل الطبلة وأيضا بعض الدول يطلقون عليه «المسحراتي» ولكن الاسم المعروف للجميع والدارج هو «المسحر» لكونه يوقظ الناس لوجبة السحور وقد توارثت هذه المهنة بدارين من عدد من الأشخاص حتى انقرضت ولم يتبق سوى ذكراها الجميلة. ويقول الدلهان: إن المسحر رجل متطوع في عمله لا يتقاضى سوى ما يوهب له من بعض أصحاب المنازل الموسرين كعيدية له في آخر ليلة من ليالي شهر رمضان . .