كنت أتأمل في لقاء على موقع (جرو) أجرته مجلة الاقتصاد الامريكية (بيزنيس انسايدر) مع أحد أنجح المستثمرين في العالم الذي أنشأ أكبر صندوق استثماري يفوق عدد مستثمريه 20 مليونا ويدير أصولا بنحو 3 تريليونات دولار، الأمريكي جون سي بوجل صاحب المقولة الشهيرة (السر أنه.. لا يوجد أسرار) ! الذي بدأ استثماراته فور تخرجه في الجامعة وهو لا يملك دولارا واحدا ! حيث بدأ تخصيص 15% من راتبه للاستثمار في أحد الصناديق الاستثمارية، يقول: (من أكبر الأخطاء التي يقع فيها المستثمر الاعتماد التام على الماضي للحكم على الأداء في المستقبل). أقرأ هذا وأنا أعلم ان تأمين المال بشكل يفي بمتطلبات الإنسان إلم يحقق له أحلامه، لا يزال هاجس الكثيرين خاصة أنك تشاهد فيمن حولك وتقرأ وتتابع من يشتكي من ضياع ماله في (سوق الأسهم مثلا) ما جعله يعيش في وضع نفسي سيئ، وقد أهمل أسرته وقطع علاقاته الاجتماعية، بل وانطوى على نفسه وأصبح يشعر بالكسل والإحباط وانعدام الثقة في قراراته وآرائه، ولعلي هنا سأتحدث بطريقةٍ غير مباشرة لكني آمل أن تكون ذات فائدة. حقيقة أؤمن بها وهي أن بناء الثروة بسيط، بل لا يتطلب الحظ أو العبقرية أو علاقات خاصة، كما أنه لا يحتاج إلى أن تنفق أموالا لحضور ندوات مالية أو أن تتعرف على بعض الحيل. وسأبدأ وأقول: هناك ثلاث أفكار مهمة أعتبرها من أهم أسباب النجاح المالي أو لنقل الاستثماري، تشعر للوهلة الأولى بأنها منفصلة، لكنها في الواقع تشكل مفهوما واحدا وتحتاج إلى القليل من الإمعان: أنفق أقل، واكسب المزيد، واستثمر بحكمة، هناك اختلافات لا نهاية لها حول كيفية تحقيق هذا الهدف، لكني أستطيع ان ألخصها لك في نقطتين بسيطتين: الأولى تقليل الإنفاق على الفور من خلال أشكال مختلفة من الاقتصاد، والثانية زيادة دخلك من خلال استراتيجيات مختلفة بما في ذلك (تغيير وظيفتك أو الحصول على زيادة في الراتب أو بدء عمل تجاري). ونستطيع اختصار عوامل تقليل الإنفاق ب (التدبير) الذي يتطلب انضباطا ذاتيا، حيث إن البدء في تطبيقه يشعر معظم الناس بالتضحية، لأنهم يعيشون معركة بين رغباتهم ونمط الحياة التي اعتادوها واستمرار هذا الشعور يجعل من الصعب أن ينجح، في حين أنهم لم يعملوا على تطوير عاداتهم اليومية البسيطة التي تساعدهم على التوفير. في المقابل وبالنسبة لآخرين فإن التدبير رحلة ممتعة، حيث يعد ما يوفره من مال مكسبا حقيقيا بدلا من إهداره على الإنفاق بلا فائدة حقيقية، والواقع أن حسن التدبير وإن كان مساره بطيئا إلا أنه طريق ناجح لتحقيق أهدافك. من جانب آخر فإن رفع مستوى الدخل يعتبر ميزة كبيرة ويسرع في نمو (ثروتك) لذا فإن العديد من رجال الأعمال يطلقون على هذا الجانب واقصد به تنوع وتعدد مصادر الدخل (المسار السريع) لأنه بكل بساطة يحقق نموا ماليا وبشكل غير محدود بشرط ان تكون متقننا جانب الإنفاق. وأخيرا فإن معظم الثروات اعتمدت على ضبط جانبي المعادلة وهما: تحقيق أقصى قدر من التوفير من خلال التحكم في النفقات، وتنويع وتعدد مصادر الدخل.