كشف القيادي في المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في اليمن، أمين مهيوب الخليدي، ل«اليوم» أن عملية إدارة الحوار من قبل الميليشيات الحوثية الانقلابية تجري في ضاحية بيروت عبر فريق إيراني لبناني ومعهم قيادات حوثية، وان الفريق الموجود في الكويت مجرد اداة لتنفيذ ما يصل من جنوبلبنان، معقل إدارة حزب الله والمخابرات الإيرانية لمشاريع طهران في المنطقة. وأضاف الخليدي: إن طهران تريد الالتفاف على هزيمة مشروعها الانقلابي في اليمن بفضل عاصفة الحزم والدور الحاسم لملك الحزم خادم الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وذلك عبر استنساخ تجربة «حزب الله» وتطبيقها في اليمن عبر مقترحات حلول سلمية في ظاهرها، وتدميرية في مضمونها الحقيقي. وقال الخليدي: ان طهران وخبراء حزب الله الذين يديرون سياسة الميليشيات الانقلابية يريدون تهميش شرعية رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وتركيز الصلاحيات في حكومة تشاركية تكون لميليشيات الحوثي الانقلابية والمخلوع صالح نصف مقاعدها، والنصف الآخر للشرعية، وبذلك يتحكم الانقلابيون بالحكومة وبقائها من عدمه، من خلال تعطيلها متى أرادوا كما يحدث في لبنان من قبل حزب الله وحلفائه. إزاحة الرئيس هادي لشرعنة انقلابهم وأكد الخليدي أن طرفي الانقلاب يسعيان بقوة لتقديم مبادرات تركز في مضمونها على إزاحة الرئيس هادي وانهاء شرعيته؛ كون شرعية الرئيس هي العائق الكبير أمام مساعيهم لشرعنة انقلابهم، والإجراءات التي ترتبت عليه من تعيينات في مناصب هامة عليا ومتوسطة في كل مؤسسات الدولة، وكذلك في أجهزة الأمن ووحدات الجيش والمخابرات، حيث اتخمت الميليشيات الحوثية هذه القطاعات بالآلاف من أفرادها. وأوضح ان قيادات الميليشيات الحوثية كرست خلال الأيام الماضية توجهاتها نحو الحديث عن دعم دولي لمطالبها بعدم شرعية الرئيس هادي، وصعوبة تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 قبل ان تكون هناك حكومة تتسلم المؤسسات والسلاح من الميليشيات، وهذا هو المشروع الإيراني في اليمن والذي أفشل عسكريا بقوة التحالف، يعود من بوابة الحوار وتقف خلفه ايران وبكل قوة. وأكد الخليدي انه لا مبرر لأي تعاط مع حديث الانقلابيين عن تقديم الحلول السياسية كحوار بين القوى السياسية يفضي الى تشكيل حكومة قبل انهاء الانقلاب بكل تبعاته من قرارات وإجراءات أحادية تمت خارج مؤسسات الشرعية، وتسليم السلاح والانسحاب من المدن. وأبان أن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية أفشل مخطط ايران في اليمن، والذي عملت عليه طهران وأذرعها المختلفة طيلة عقدين من الزمن، وذلك عبر عاصفة حازمة لملك الحزم والشهامة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، داعيا كل مؤسسات الشرعية وقادتها للعمل صفا واحدا لافشال الهجمة الثانية للانقلاببين والتي تستهدف شرعنة الانقلاب وتأسيس دولة داخل الدولة تملك سلاح جيش وميليشيات ودعما خارجيا غير محدود. وأشار الخليدي إلى أن الميليشيات الانقلابية حاولت خلال الأيام الماضية تعزيز مكاسبها التفاوضية بعمليات تقدم عسكرية على الأرض في عدد من الجبهات، غير انها فوجئت برد قوي وحازم على كل خروقاتها من قبل الجيش الوطني وفصائل المقاومة التي تصدت للخروقات، وحققت تقدما في جبهات الجوف ونهم صنعاء ومأرب وشبوة وتعز بالوازعية. تحرير مناطق بشبوة ميدانيا، حررت فصائل المقاومة والجيش الوطني في محافظة شبوة عددا من المناطق والنقاط الإستراتيجية صباح وظهر أمس الأحد، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية التي واصلت خروقاتها في كل الجبهات. وذكرت مصادر ميدانية للصحيفة أن فصائل المقاومة والجيش الوطني سيطرت بشكل كامل على مواقع إستراتيجية في بيحان شبوة، منها السليم والعلم العكدة وشميس وولد شميس وقطع طريق الصفراء على الميليشيات الانقلابية. وتأتي هذه التطورات الميدانية مع تواصل تقدم المقاومة والجيش الوطني في جبهات مختلفة منذ 3 أيام ردا على خروقات الميليشيات الانقلابية. خروقات جديدة وواصلت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خرقها لوقف إطلاق النار على عدة جبهات في محافظتي تعز والجوف في اليمن. وأوضحت المقاومة الشعبية أن الميليشيات قصفت في الساعات الأولى من فجر الأحد بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة قرى جبل صبر المطل على مدينة تعز من الجهة الجنوبية، كما طال القصف حي ثعبات شرق المدينة. وفي جبهة الضباب غرب المدينة، صد الجيش والمقاومة هجوماً للميليشيات استهدف بلدة ميلات، وتمكن الجيش من كسر الهجوم وبعد مواجهات عنيفة استمرت لعدة ساعات تمكن من استعادة السيطرة على منطقة النجود وطرد الميليشيات منها، وتكبيد الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. وفي مديرية مقبنة شمال غرب تعز، واصلت الميليشيات قصفها المدفعي لمواقع المقاومة في منطقتي العبدلة وحمير. أما في محافظة الجوف فتواصلت المواجهات بين الجيش والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في مديريتي المتون والمصلوب، حيث تحاول الميليشيات استعادة السيطرة على مواقع خسرتها خلال الأيام الماضية، إثر هجمات ارتدادية للجيش الوطني دحر خلالها الميليشيات من عدة مواقع بعد سلسلة من الخروقات والاعتداءات المتكررة على مواقعه. الاقتراب من الحل السياسي من جهته، أكد مبعوث الاممالمتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد ان مشاورات السلام اليمنية المنعقدة حاليا في الكويت اقتربت من الاتفاق على مبادئ محددة لاتفاق شامل يرتكز على حل سياسي. واكد المبعوث الأممي في بيان صحفي إن المشاورات تحرز تقدما على صعيد قضية الأسرى والمعتقلين، داعيا الأطراف اليمنية الى الالتزام بوعودهم والافراج عن مجموعة كبيرة من الأسرى والمعتقلين خلال الأيام القليلة المقبلة.