في الوقت الذي انسحب فيه الحوثيون من مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، واعترفوا بخسارة مواقع استراتيجية، اصطدم اتفاق الأطراف اليمنية في سويسرا على فتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في تعز بعراقيل وضعتها ميليشيات الحوثي وصالح حالت دون وصولها، وجددت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خروقاتها للهدنة على عدة جبهات، رغم استمرار المحادثات في سويسرا، وسيطرت المقاومة الشعبية اليمنية على معظم المواقع داخل معسكر اللبنات في محافظة الجوف، كما تمكنت من السيطرة على معسكر ماس الإستراتيجي بمنطقة الجدعان شمال محافظة مأرب، وعلى وادي حلحلة، جنوب محافظة الجوف، وعلى مدينة حرض التي تخضع للمتمردين الحوثيين شمال غرب البلاد، وتشهد مديرية نهم شرق صنعاء مواجهات عنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة والمتمردين من جهة أخرى، وهي الأولى عقب سيطرة الجيش والمقاومة على مفرق الجوف آخر معقل للحوثيين بمديرية مجزر شمال مأرب. المقاومة تتمدد والميليشيات تخسر وفي التفاصيل، اعترف الحوثيون، فجر امس الجمعة، بخسارة مواقع مختلفة بعدد من المحافظات اليمنية، لصالح القوات الموالية للرئيس "عبدربه منصور هادي"، والتحالف العربي، ودعوا أنصارهم للجهوزية ومضاعفة الصمود. ودعا رئيس المجلس السياسي للحوثيين "صالح الصماد"، في بيان أنصارهم إلى "الاستمرار في جهوزيتهم، ومضاعفة الصمود والثبات والتحلي بأعلى درجات الوعي حتى يقضى الله أمراً كان مفعولاً"، حسب قوله. معسكر اللبنات وأوضحت مصادر محلية أن السيطرة على معسكر اللبنات في محافظة الجوف تمت بعد معارك عنيفة بين المقاومة والجيش الوطني من جهة، والحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى. وتمكنت المقاومة خلال المعارك من تدمير عشرات الآليات العسكرية، كما أسرت عشرات من الحوثيين. وقالت مصادر في المقاومة إنها تقدمت بعد ذلك نحو محافظة الجوف شمالاً وباتجاه منطقة (فرضة نهم) التابعة لمحافظة صنعاء غربا لتشديد الخناق على العاصمة اليمنية. من جهتها، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب أن معارك عنيفة دارت اليومين الماضيين، أسفرت عن السيطرة على معسكر ماس في مديرية مجزر غربي المحافظة. ويتخذ الحوثيون من معسكر ماس التابع للحرس الجمهوري نقطة انطلاق نحو جبهات القتال في محافظة مأرب، وتدور معارك منذ أشهر بين المقاومة والحوثيين في محيط المعسكر بهدف استعادته. وأكد المصدر أن المقاومة سيطرت على جميع النقاط والمواقع التي يتمركز فيها الحوثيون في المنطقة، ومن بينها "نقطة الجميدر" ونقطة "حلحلان"، مشيرا إلى أن قتلى وجرحى من الطرفين سقطوا خلال المعارك. قصف عنيف وفي مدينة تعز، تعرضت منطقتا الدحي وجبل صبر تعرضتا إلى قصف عنيف من مليشيا الحوثي وقوات صالح، مشيرا إلى أن مدينة تعز تعيش أجواء حرب بامتياز. وأضاف البكاري إن اشتباكات درات في منطقة المسراخ خارج المدينة، بعد خرق مليشيات الحوثي الهدنة في محاولة منها للتقدم باتجاه منطقة الأقروض. وفي تعز تمكنت المقاومة والجيش الوطني من فرض سيطرتهم على منطقة بير عقبة القريبة من مركز مديرية المسراخ بعد مواجهات عنيفة مع المتمردين. وتعرض حي الدحي في تعز لقصف عشوائي سقط على إثره طفل وإصابة العشرات من المدنيين. منع إدخال المساعدات لتعز وأكد ائتلاف من منظمات الإغاثة الإنسانية في اليمن استمرار المليشيات الحوثية بمنع إدخال المساعدات الغذائية والطبية التابعة للأمم المتحدة إلى مدينة تعز. وأعرب ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمدينة تعز في بيان أصدره امس عن استغرابه من مضامين البيان الذي أصدرته الأممالمتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لديها جيمي ماكغولدريك بشأن وصول تلك المساعدات إلى الأحياء السكنية في المدينة. وأكد البيان وفق ما نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن تلك المساعدات مازالت خارج المدينة وخزنت من قبل برنامج الغذاء العالمي في مناطق غير معلومة. ودعا البيان المنظمات الدولية إلى إرسال مراقبين على الأرض للتأكد من ذلك، وزيارة الأماكن التي تعاني من نقص حاد في المواد الضرورية، وإيجاد ممر آمن لدخول المساعدات. محاولة اغتيال وأحبطت الشرطة في محافظة شبوة جنوب اليمن محاولة اغتيال استهدفت المحافظ عبدالله علي النسي، الموالي للسلطات الشرعية. وأوضح مصدر محلي مسؤول في تصريح بثته امس وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن الشرطة تمكنت من تفكيك العبوة التي زرعها مسلحون مجهولون أمام البوابة الرئيسة لمنزل المحافظ في مدينة عتق عاصمة المحافظة. وبين المصدر أن العبوة صممت على شكل قالب طوب من النوع المستخدم في البناء وهي شديدة الانفجار، مشيرا إلى أن العملية تهدف في الأساس إلى إرباك مشهد عودة الحياة للمحافظة وتطبيع مختلف الأوضاع فيها وإرباك جهود قيادتها وأجهزتها الأمنية والتوجيهات الرامية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار. سياسيا، تلقى الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية اتصالا هاتفيا من وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبياس اولوود. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن الجانبين بحثا خلال الاتصال الذي جرى الليلة قبل الماضية سير المشاورات التي يجريها وفد الحكومة الشرعية مع وفد مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في سويسرا. وأكد هادي صدق نوايا الحكومة الشرعية لتجاوز الأزمة الحالية التي تمر بها اليمن وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. من جانبه أشاد وزير الدولة البريطاني بتوجيهات الرئيس اليمني بوقف إطلاق النار، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب أمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية.