قديماً قالت العرب (هذا بيت القصيد)، وهذا يعطي انطباعاً أولياً أن النص الأدبي ربما يختصر في بيت واحد، تجتمع فيه كل معطيات النجاح، فيحفظ وتتناقله العامة، وتكون معانيه عميقة المضمون والمحتوى، واليوم عندما نتناول هذه الرؤية من منطلق التدقيق والتأكيد على مصداقية هذا القول فإننا في الوقت نفسه لا نستطيع سلخ البيت عن القصيدة وإن انسلخ بحد ذاته، بل نراه جزءاً لا يتجزأ من النص لأنه عاش مراحل التكوين كاملة، وإذا كان الشاعر يفخر بهذه النوعية من الأبيات فإنه دائماً ما يؤكد على أن أبيات قصيدته متساوية في الأهمية، وإنه لا يفرق بيت عن آخر، ولكن لا يمكن إلغاء ذائقة المستمع أو المشاهد أو القارئ، وعلينا احترامها وتقدير الإجماع على اختيار بل انتقاء بيت ربما هو بالنسبة لهم يعادل قصائد! أما اختياري فهو هذا البيت للأمير الشاعر سعود بن بندر رحمه الله تعالى: قالوا: تحبه قلت: ما هوب بالحيل بس أنه أغلى شوي من نور عيني وليس بالضرورة في هذه الزاوية إيراد بيت من قصيدة أو بيت يتيم، فالأهم هو انتقاء بيت بالفعل يعادل قصيدة ولكن لا يمنع من إيراد النص كاملاً: قالوا تحبه قلت ما هوب بالحيل بس انه أغلى شوي من نور عيني يسوى جميع الجيل الأول وهالجيل أحبابي الماضيين والمقبليني شوقي له أعظم من ظما الارض للسيل وأشفق عليه أكثر من أم الجنيني وأحتاج له حاجة ثرى مصر للنيل وعليه أغار ولو من الوالديني أشتاق له شوق المحبين لليل وأرتاح له راحة دموع الحزيني لا صار جنبي لو سنه وقتي بخيل ولا غاب لو لحظات صارت سنيني قالوا يحبك قلت هذا هو الويل ما ودي أنشد ثم رفضه يجيني وأهدم رجاي بدبرتي مثل ما قيل والأفضل أحيا بالأمل لو لحيني يا حبكم يا ناس للقال والقيل والأمر لوهو سهل يصبح مهيني خلوني أحيا في الوهم يا عواذيل وش دخلكم والأمر بينه وبيني