أكدت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية أن الحديث المنسوب للموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية بأن أكثر المناطق المتضررة بيئياً هي: الرياض والجبيل والدمام غير صحيح، وأنه لا وجود لمثل هذا التقرير. وأكدت الهيئة على لسان مدير فرع الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية محمد الشهري ل «اليوم» أنه لا وجود لمثل هذا التقرير الذي ربما تداولته مواقع تواصل اجتماعي، وحتى الان صحة هذه المعلومة ودقتها غير واضحة وصريحة، مستدركا بأنه لا شك أن تكون بعض المدن الصناعية كالمنطقة الشرقية على سبيل المثال متضررة بعض الشيء مثلها مثل أي دولة صناعية أخرى. جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها الهيئة بالمنطقة الشرقية صباح أمس الثلاثاء، تحت عنوان: «توعية الصيادين والمختصين بأهمية البيئة البحرية بالمنطقة الشرقية»، بالتعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، بمقر فرع الهيئة بالدمام، بحضورالوكيل المساعد لشئون التنمية المستدامة بالهيئة عبدالهادي العمري، والدكتور علي عبدالله ممثل برامج التوعية بالمنظمة الاقليمية للمحافظة على البيئة البحرية، ونخبة من المشاركين من الجهات الحكومية وممثلي الجمعيات والصيادين البحريين. وصبت الورشة تركيزها على توعية الصيادين باعتبارهم فئة لها أهمية ودور أساس في التصدي لأي انتهاكات بيئية بحرية، وحماية الموائل الطبيعية الساحلية القاعية المتمثلة في الشعاب المرجانية وغابات القرم والاعشاب البحرية ودرجة التنوع البيولوجي البحري بصورة عامة، وتنمية قدرات ومهارات العاملين والمستفيدين من البيئة البحرية بالتقليل من الآثار الضارة على البيئة البحرية، كما تناولت الورشة جانبا يدور حول خدمات النظم البيئية ومنافعها ودور اللجنة السداسية في تنفيذ القرارات السامية والمخزون السمكي في السواحل الشرقية، والظواهر الجوية وأثرها على سواحل المنطقة الشرقية. وقال مدير فرع الهيئة بالمنطقة الشرقية: إن فرع الهيئة يسعى إلى إيجاد حيز أكبر من التعاون والتقارب مع كافة الجهات المعنية بالبيئة، وذلك في اطار الدور المناط بالهيئة كونها الجهة التنفيذية للبيئة في المملكة، ومن هذا المنطلق حرصت الهيئة على استضافة هذه الورشة الهامة التي تضع القضايا البيئية البحرية في الخليج أمام المسؤول والمهتم والمختص؛ بهدف الوصول الى اعلى مستويات التقارب لإدراك التعامل مع واقع بيئة الخليج ومعالجة القضايا التي يعاني منها. وأضاف الشهري: من حسن الطالع ان منطلقات التوعية البيئية واضحة وجلية للجميع، لكن المشكلة تكمن في الالتزام بها وتحقيق مبتغاها؛ لأن رفع مستوى الوعي لدى المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة وصون مواردها مطلب ملح، فاذا استطعنا ان نقدم جيلا يعي ويدرك أهمية البيئة، فإنه بالطبع سينقل وعيه وفكره للجيل الذي يليه، وهذا ما نتطلع له ونسعى من اجله. وأكد الشهري أن البيئة البحرية لها أهمية كبرى، وأن ملوثاتها مختلفة وليس لها حصر، ومن خلال المسح البيئي الذي تقوم به الهيئة على الشواطئ تتصدر أعلى القائمة الملوثات الصناعية، ونعني بها كل ما هو صناعي ليس ناتجاً عن الطبيعية كالبلاستيك، ويسمى العنصر الخطر، والعلب المعدنية وغيرها من العناصر التي تستغرق مدة زمنية طويلة جداً في تحللها، وهذه في المقام الأول مسؤولية تقع على عاتق بعض المواطنين مرتادي الشواطئ وممارسي الأنشطة البحرية السلبية في ضعف الوعي بأهمية البيئة البحرية ومواردها. وقال ممثل برامج التوعية بالمنظمة الاقليمية للمحافظة على البيئة البحرية: إن الهدف من الورشة يكمن في أهمية الخليج الاستراتيجية لحياة المجتمعات القاطنة على ضفافه، الأمر الذي يستوجب بذل المزيد من الجهد لرفع المستوى الثقافي للوعي البيئي لتلك المجتمعات، وخاصة الصيادين والمختصين بحماية البيئة البحرية، من خلال التعريف بالمخاطر المحدقة بالنظام البيئي في الخليج العربي وكيفية التصدي لها. وأضاف: نأمل أن تساهم هذه الورشة في تعزيز الثقافة البيئية لدى المشاركين، وتحقيق الهدف من اقامتها في تقوية العلاقة بين الجهات المختصة والصيادين، وتمكين الحوار الهادف والبناء الذي ينعكس ايجابا على مصلحة المنطقة واهلها خاصة، والوطن ومواطنيه بشكل عام.