رغم عجز الكثير من الشباب في البحث عن عمل وعدم تذمرهم من الوظائف يقف العديد من الشباب ليتحدى الصعاب في الحياة، ويرفض العمل في القطاعين الخاص والحكومي ليكون نفسه من سوق الخضار والفواكه، معتزا بهذا العمل العظيم الذي يأكل هو وأبناؤه منه. أرباح التجارة يقول البائع عبدالله الحمد: تخرجت في الثانوية العامة بنسبة 90% تخصص علمي وقدرات 71% ولم أرغب في دخول الجامعة بسبب عدم وجود التخصص الذي يناسبني. وذهبت إلى العمل في إحدى الشركات بالدمام براتب قدره 4.000 ريال، لكن وجدت أن الراتب لا يكفي للادخار، فلدي العديد من مصاريف النقل والسكن والأكل. فانتقلت للعمل في شركة تبيع الملابس في أحد المولات التجارية، وحدثت لي مضايقات من بعض العمالة الوافدة، ولم تنصفني الشركة ومكتب العمل، فقررت العمل في سوق الخضار، حيث أكون حر نفسي واجتهادي يعود لي ولا أنتظر الزيادة من أحد أو تشجيعا من أحد، فأنا أشجع نفسي بنفسي. كما أنني - ولله الحمد - أحقق دخلا أفضل مما كنت أحققه عندما كنت موظفا في الشركات، وقد ورد في الأثر: «تسعة أعشار الربح في التجارة»، وأنا اليوم سعيد جدا بهذا العمل، وأسعى إلى تكوين نفسي عبر هذه المهنة، وأحلم بأن أكون من كبار تجار الخضار. بيئة عمل مختلفة ويقول صاحب محل خضار وفواكه نوح الصقر: أعمل في هذه المهنة منذ 14عاما، حيث كنت في السابق أعمل موظفا في أحد محلات الخضار، لأنني وجدت نفسي في هذه المهنة، حيث إن لها العديد من المزايا أهمها: الأمان الوظيفي وأنت من تحاسب نفسك بنفسك والأسعار بها مختلفة بشكل يومي، وأنا أذهب كل يوم الساعة 4 عصرا بسيارتي «الدينا» إلى سوق الخضار المركزي للشراء من التجار وأبيع في المحل وأحاسب التجار أسبوعيا أو شهريا، وأحيانا نبيع الفواكه والخضار بأقل من ثمنها كي لا تفسد، وأنا سعيد اليوم جدا بهذه المهنة التي كونت نفسي منها. فأنا متزوج ولدي ابنتان، أما عما تتطلبه المهنة فهو أن يصون الإنسان لسانه ويكون حليما، فالزبون يرغب في شراء السلعة وحتى لو لم يرغب في الأرخص، لكنه يرغب في الأخلاق الكريمة، وهناك بعض الزبائن يشترون صندوق البرتقال بقيمة 10 ريالات، ويرجعه في اليوم التالي لأنه وجد برتقالتين فاسدتين، ونتقبل منه ذلك ونرد له مبلغه بصدر رحب. مطالبات بالتوطين وقال البائع عدنان الدبيني: لقد قادني والدي إلى سوق الخضار الذي كان يعمل فيه منذ أن كان عمري 8 سنوات واليوم عمري 39 عاما كلها في مهنة بيع الخضار. أعرف الخضار والفواكه من النظرة أو الملمس كنت أتمنى أن أجرب العمل في بيئة مختلفة رغم اعتزازي بهذه المهنة، لكنني لا أملك شهادة تؤهلني. ولقد كان السوق في تلك الفترة أفضل بكثير، لكن في هذه الفترة أصبحت العمالة الأجنبية تضايقنا، وأتمنى أن يكون هناك توطين حقيقي لسوق الخضار، كما سيكون في قطاع الجوالات. تعاون ومردود مميّز وقال البائع قاسم السعيد: أنا أعمل في بيع الخضار والفواكه منذ 14عاما ومتزوج ولدي 3 أطفال، ورغم أن هذه المهنة متعبة وساعات العمل طويلة، حيث نعمل من بعد صلاة الفجر إلى المغرب، لكن نحن لانشعر بالوقت بسبب حبنا للعمل وطلبنا الرزق الحلال. كما أنها تحقق مردودا ممتازا، كما أنها تعرفك على الكثير من الناس، وتجعلك تحتك بهم، ويوجد تعاون بين أصحاب محلات الخضار والفواكه، ولايوجد بينهم حسد، وكل إنسان مقتنع برزقه. أحد المواطنين يقوم بنقل بضاعته إلى بسطته قاسم السعيد يتحدث للزميل عبدالله القطان بائع يقدم الخضار لأحد الزبائن