في الوقت الذي يتجه فيه أغلب الشباب إلى الأعمال المريحة والمكاتب المكيفة، إلا أن هناك فئة أخرى من الشباب رفضوا الاستسلام للبطالة وقرروا اقتحام أعمالهم الخاصة وبسطات الخضار والمشاوير الخاصة بالسيارات. الشاب محمد المهري بائع خضار، أكد أنه فخور بالعمل الذي يقوم به في بيع الخضار والفواكه، وقال: بعد أن تقطعت بي السبل للحصول على وظيفة حكومية تكفل لي حياة كريمة قررت وبمحض إرادتي الاعتماد على نفسي وتوفير لقمة العيش الكريمة لي ولعائلتي وعدم الرضوخ للبطالة التي أكلت أغلب الشباب، وهذا العمل ليس بالشيء المخزي أو المعيب بل إن العيب أن تضل بلا عمل، كما أنني لا أجد في لقمة عيشي أي حرج بالعكس تماما فأنا أجد كل الدعم والتشجيع من الجميع سواء الأهل أو حتى الزبائن الواعين. وأضاف: نتمنى أن يتم تشديد المراقبة على الأسواق وتقليل العمالة الوافدة وتقديم بعض التسهيلات للشباب السعودي لكي يعملوا في الأعمال الحرة البسيطة. من جهته، قال مسفر اليامي: أنا شاب متزوج ولدي من الأبناء أربعة ولم أجد عملا يكفل لي لقمة العيش، ومع ذلك قررت العمل في نقل الركاب من مدينة إلى أخرى رغم صعوبة هذا العمل ولكنه عندي أكرم وأشرف من أن أمد يدي أو أجلس عاطلا بلا عمل. وأضاف اليامي، بكل صراحة نحن نواجه مخاطر الطرق بشكل يومي وبشكل مستمر نظرا لبعد المسافات وشدة التعب والإرهاق وكذلك التشديد علينا من قبل الدوريات الأمنية، وكأننا توجهنا لهذا العمل بمحض إرادتنا وبحثا عن زيادة الدخل، ونحن لا نطالب بشيء معين ولكن هدفنا وضع آلية معينة وتنظيمية لعمل الكدادين أو توفير سيارات متخصصة بهذه المهنة من أجل حفظ ماء الوجه على أقل تقدير. ورفض المواطن مبروك سعد اليامي الرضوخ للبطالة والجلوس في المنزل وقال: لدي أسرة كبيرة أنا المسؤول الأول عنها وعن توفير لقمة العيش الكريمة لها، ولذلك قررت الاتجاه إلى نقل الركاب بين مناطق المملكة، فقمت باقتناء سيارة أجرة مرخصة من وزارة النقل للعمل عليها ومع ذلك لا تخلو هذه المهنة من المشاكل. فيما أبدى صاحب محل لبيع الخضار والفواكه ويدعى أحمد آل ناجي سعادته بالعمل الذي يقوم به وقال: تخرجت من المرحلة الثانوية علمي وبحثت لسنوات طويلة عن عمل حكومي ولكن دون فائدة، فاتجهت إلى سوق الخضار واستأجرت بسطة صغيرة كي أعمل بها، والحمد لله وجدت فيها رزقا كثيرا وتحسنت أموري وبدأت اعتمد على نفسي، فأنا لم أستسلم للبطالة.