أعلن المبعوث الأممي الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تشكيل 3 لجان عمل بينها واحدة تُعنَى بملف المعتقلين، مؤكداً استمرار المفاوضات الجارية في الكويت بين وفد الحكومة الشرعية وآخر يمثِّل المتمردين وحليفهم علي عبدالله صالح. في غضون ذلك؛ شدَّد الرئيس، عبدربه منصور هادي، على أهمية تقديم دول الاتحاد الأوروبي دعماً سياسيّاً وتنمويّاً لبلاده. ودخلت مفاوضات الكويت أسبوعها الثالث. وكشف إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلال مؤتمر صحفي أمس في العاصمة الكويتية، عن إنشاء 3 لجان، الأولى سياسية والثانية أمنية والثالثة خاصة بالمعتقلين. وتؤكد الحكومة أن الحوثيين والموالين لهم يختطفون عدداً كبيراً من الساسة والنشطاء والإعلاميين. وأشار ولد الشيخ أحمد، في السياق ذاته، إلى جهودٍ تُبذَل لإطلاق سراح الصحفيين المختطفين لدى الميليشيات المتمردة، مؤكداً عمل الأممالمتحدة على تحسين الأوضاع الإنسانية والصحية في كافة المدن اليمنية. وأبلَغ الصحفيين بأن العزم والإرادة موجودان لمواصلة المشاورات من أجل التوصل إلى حل وسلام دائم. ونبَّه إلى ضرورة تقوية عمل اللجان المحلية والبدء من محافظة تعز كأنموذج بهدف تأمين الإيصال المستمر للمساعدات الإنسانية. بينما رفع عددٌ من الصحفيين اليمنيين المشاركين في المؤتمر لافتاتٍ تطالب الأممالمتحدة بالتدخل لإطلاق سراح زملائهم المختطفين من قِبَل الانقلابيين. وندَّدت اللافتات، التي تتزامن مع احتفالات اليوم العالمي للصحافة، بممارسات الميليشيات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام بصفة عامة. وردَّ المبعوث الأممي بتأكيده الاهتمام بهذا الملف. بدوره؛ توقَّع الرئيس هادي أن يسهم دعم مسار السلام والتنمية المرتكِز على قرارات الشرعية الدولية في استعادة الدولة وتعزيز الأمن. ولفت، لدى استقباله أمس في الرياض وزيراً نرويجيّاً، إلى أهمية تقديم دول الاتحاد الأوروبي مساندةً لبلاده لتحقيق السلام والتطلعات التنموية فيه والنهوض بواقعه بعدما ألحق الانقلابيون دماراً بمؤسسات الدولة المختلفة. ميدانيّاً؛ أصيب 3 مدنيين صباح أمس في تعز «غرب» بعد قصف نفَّذته مليشيات «الحوثي- صالح». وأفاد مصدر محلي بإصابة عبدالله أحمد حمود مدهش وصدام عبدالكريم ومحمد عباس بشظايا قذائف أطلقها المتمردون وتساقطت على خط تعز- جبل صبر. وأبلغ المصدر موقع «المشهد اليمني» الإخباري بأن سقوط هذه القذائف منذ الصباح الباكر أسفر عن قطع الطريق العام المؤدي من وإلى الجبل. وأورد الموقع نفسه أن الميليشيات شنَّت صباح الخميس هجوماً فاشلاً على مقر اللواء 35- مدرع وقصفت قرى وأحياء سكنية شرقي محافظة تعز في خرقٍ مستمرٍّ للهدنة. واعتبر وزير الخارجية في الحكومة الشرعية، عبدالملك المخلافي، قصف المحافظة تجسيداً لإجرام الحوثي وصالح، مشيراً إلى عواقب وخيمة على عملية السلام ما لم يفِ المجتمع الدولي بكافة التزاماته. واتهم المخلافي المتمردين باللجوء إلى القتل كلما حوصروا في المفاوضات. وكتب على حسابه في «تويتر»: «هم يعتقدون أن قتل المدنيين سيتيح لهم التهرب من التزاماتهم تجاه السلام، كلما حوصروا في المحادثات لجأوا إلى القتل». ووصف الوزير من يعتقد حدوث تغيير في مواقف الشرعية أو المجتمع الدولي ب «واهم». وبيَّن أن كل المشاورات تتم بناءً على المرجعيات «والمبعوث والدول الراعية متمسكون بالمرجعيات»، مشدِّداً «لن يكون هناك إلا الالتزام بالمرجعيات» و»المواقع التي تروِّج لتسوية صعبة وضغوط على الوفد الحكومي وتنسب ذلك إلى عضو في الفريق تستحق السخرية والشفقة». على صعيدٍ آخر؛ بدأ عناصر «القاعدة» الانسحاب من بلدتين في جنوب اليمن بعد جهودٍ للوساطة بذلها رجال قبائل لإخراج التنظيم الإرهابي بهدوء بدلاً من القتال ضد السلطات الشرعية. وشوهد عشرات المقاتلين المتطرفين في زنجبار وجعار، أكبر بلدتين في محافظة أبين، وهم يغادرون أمس ومعهم أسلحتهم إلى الريف المجاور. وكان «القاعدة» احتل قبل أكثر من عام بلداتٍ على امتداد 600 كيلومتر من ساحل بحر العرب. لكن قوات الشرعية مدعومةً بالتحالف العسكري العربي أجبرت التنظيم الشهر الماضي على ترك قاعدته الرئيسة في مدينة المكلا الساحلية وحرمته من عوائد يومية تُقدَّر بنحو مليوني دولار من ضرائب الميناء وتهريب الوقود.