دأبت المملكة باستمرار على مد جسور التعاون بينها وبين كافة الدول الإسلامية والعربية والصديقة، وفي إطار هذا التعاون بدأت المملكة منذ فترة في ممارسة الانفتاح الكبير على دول القارة الأفريقية، التي لم تحظ من قبل بمثل هذا الانفتاح والتعاون والتواصل؛ سعيا لتوطيد علاقاتها معها في مختلف المجالات والميادين بما فيها التنسيق والتشاور حول مكافحة الجريمة واستئصال ظاهرة الإرهاب. وانفتاح المملكة على أفريقيا ومنها دول كبرى مثل: جنوب أفريقيا، موصول أيضا بانفتاحها مع سائر الدول الكبرى، سواء ما يتعلق منه بمكافحة الإرهاب أو التعاون الاقتصادي المشهود بين المملكة وسائر دول العالم. وإزاء ذلك، فإن زيارة فخامة رئيس جمهورية بوركينافاسو واجتماعه بقائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - تجيء في إطار حرص المملكة على التعاون والتواصل ومحاصرة الإرهاب والجريمة، والعمل وفقا للاتفاقيات المبرمة بين البلدين الصديقين على ملاحقة الإرهابيين واجتثاث ظاهرة الإرهاب من جذورها؛ دعما لسلامة وأمن البلدين. وكذلك التعاون في مجالات عديدة أخرى تهم البلدين.. إن منهج المملكة في الانفتاح على العالم آخذ في التطور والنمو؛ لدعم المسارات الاقتصادية المرسومة بين المملكة وسائر الدول الكبرى، لا سيما أن المملكة وفقا لرؤيتها الاقتصادية الجديدة تسعى لتصعيد المشروعات الاستثمارية بينها وبين كافة تلك الدول، ومنها الدول الأفريقية، لما فيه من تحقيق لأبعاد الرؤية المستقبلية وتجذيرها ودفع مساراتها إلى الأمام وتحقيق المصالح الاقتصادية العليا للمملكة وازدهارها ورقيها في هذا الجانب الهام.. إن الزيارة الحالية التي يقوم بها فخامة رئيس جمهورية بوركينا فاسو تؤكد على منهج المملكة في التواصل والتعاون مع العالم، وتجيء في الوقت ذاته للاتفاق والعمل على مكافحة الجريمة بين البلدين الصديقين لما فيه دعم مسارات الأمن والاستقرار والسلام بينهما، ولتحقيق المزيد من التعاون في مجالات عديدة. ويتضح من خلال هذه الزيارة ومن خلال مختلف العلاقات القائمة حاليا بين المملكة وسائر دول العالم، الرغبة الملحة في ممارسة المزيد من الانفتاح، خاصة على دول القارة الأفريقية؛ لتحقيق المزيد من المجالات التعاونية فيما بينها وبين سائر تلك الدول؛ لرسم مسارات اقتصادية متجددة بين المملكة وبين دول العالم، في ظل انفتاحها الاقتصادي الكبير، تدشينا لرؤيتها الاقتصادية والمستقبلية الطموحة. والمملكة ينتظرها في ظل هذا الانفتاح الاقتصادي على العالم مردودات إيجابية كبرى، سوف تنعكس على تطورها الملحوظ ليس في الجانب الاقتصادي وغيره من الجوانب فحسب، ولكن للنهوض بهذا الاقتصاد وايصاله إلى آفاق جديدة، بدأت في رسم ملامحها منذ الإعلان عن رؤيتها الطموحة لصناعة مستقبلها الاقتصادي الأفضل.