وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    خام برنت يصعد 1.3% ويصل إلى 75.17 دولار للبرميل    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    6 فرق تتنافس على لقب بطل «نهائي الرياض»    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس الجامبي ل البلاد .. علاقتنا مع المملكة راسخة ونسعى لتعزيزها
نشر في البلاد يوم 18 - 10 - 2008

أكد فخامة رئيس جمهورية جامبيا الدكتور يحيى جامبي ان بلاده كانت ولا زالت تلعب دوراً هاما في ايجاد حلول لكثير من المشاكل والصراعات الموجودة في بعض الدول الأفريقية ايماناً منها بالسلام والاستقرار . ونفى فخامته ان يكون التواجد الغربي في افريقيا بداية لعودة الاستعمار الغربي على افريقيا من جديد مشيرا بانه بسبب رغبة الدول الغربية استغلال الموارد والثروات الموجودة في افريقيا في ظل غياب التواجد العربي ودعا رئيس جمهورية جامبيا الدول العربية الى حوار عربي افريقي لمناقشة كافة القضايا التي تتعرض لها الدول الافريقية وتطرق الرئيس الجامبي في حديثه ل " البلاد " الى عدد من القضايا على الساحة الافريقية والإسلامية وفيما يلي نص الحوار . .
ماذا عن العلاقات السعودية وجمهورية جامبيا؟
العلاقات السعودية وجمهورية جامبيا علاقات قوية وراسخة تمتد جذورها الى العقيدة الإسلامية وتزداد هذه العلاقات رسوخاً وقوة نظرا للمكانة التي تحتلها المملكة في قلب الشعب الجامبي وحكومة جامبيا تثمن وتقدر المساعدات التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين للشعب الجامبي وهذه المساعدات محل تقدير وثناء الشعب الجامبي الذي يكن كل حب وتقدير واحترام لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وأؤكد لك بأن العلاقات بين البلدين سوف تشهد تطوراً ملموساً في شتى المجالات لاننا نؤمن بالدور الرائد والإسلامي الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لوحدة الصف الإسلامي .
ماذا عن مجالات التعاون ما بين المملكة وجمهورية جامبيا؟
جامبيا تسعى الى تعزيز افاق التعاون مع الممكة العربية السعودية في شتى المجالات وبالاخص المجال الاقتصادي والتجاري والثقافي لذلك فهناك اتفاقيات تعاون قائمة ما بين البلدين في عدد من المجالات ونتمنى تعزيز هذه الاتفاقيات .
هل بإمكان اي دولة عصرية اعتماد الإسلام كنظام حكم فيها وكيف يمكن ذلك فخامة الرئيس؟
الواقع خير دليل على ذلك فلدينا بعض الدول التي تتبنى الإسلام كنظام حكم فيها ومنها المملكة العربية السعودية بل واغلب وساير الدول الاسلامية والعربية تنص على ان دين الدولة الإسلام والحمد لله نجد ان الأمن مستقر في تلك الدول اكثر مما هو حادث في الدول الأوروبية وغيرها فمثلاً لو نظرنا الى المملكة العربية السعودية هناك امان في كل شيء ويمكن للانسان ان يخرج من منزله في اي وقت ليلا او نهاراً دون ان يتعرض لاي اذى بينما في الدول الاوروبية لا يستطيع الانسان ان يخرج من منزله بعد غروب الشمس وهذا دليل على انه يمكن لاي دولة عصرية اعتماد الاسلام كنظام حكم فيها خاصة ان الاسلام لا يتنافى مع التقدم الحضاري والله عز وجل عندما انزل هذا الدين كان يعلم انه يصلح لكل زمان ومكان ولذلك قال تعالى : " اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " والله تعالى هو خالق البشر وهو اعلم بما يصلح لهم فوضع لهم تشريعاً كاملاً فكيف نترك ما شرعه الخالق ونأخذ بما شرعه المخلوق لهذا فان اعتماد الاسلام كنظام حكم فيها يحمي
الانسانية من اي مكروه وهذا ما تنص عليه الكتب السماوية .
الاوضاع الاقتصادية في جامبيا رغم تحسن الأحوال الأمنية في جامبيا واستقرار الاوضاع الاقتصادية الا ان الاقتصاد في جامبيا متعب وفقا للتقارير الصادرة من المنظمات الافريقية والعالمية ما هي جهود الحكومة للخروج من هذه الأزمة والنهوض بالتنمية الاقتصادية الى الامام؟
مما لا شك فيه ان جامبيا عانت مثل ما تعاني الدول الافريقية الاخرى من تدهور الاقتصاد ولاسباب معروفة اولها واهمها الاستعمار وما خلفه من دمار لمعظم الدول الافريقية حتى لا تستعيد قوتها وتصبح لها قوة داخل القارة الافريقية اضف الى ذلك الديون الخارجية والتي تشكل عائقاً كبيرا امام التنمية الاقتصادية في ظل غياب التعاون العربي الافريقي في المجالات الاقتصادية وقلة المستثمرين العرب كما ان عدم وجود سوق افريقية عربية اسهم في تدني الاقتصاديات في افريقيا بشكل كبير جدا ومع كل هذه العوائق والمشاكل الاقتصادية التي تواجهها افريقيا عموما الا ان جامبيا استطاعت وضع اسس للنهوض بالتنمية الاقتصادية من خلال وضع استراتيجية طويلة الامد ركزت على استغلال الثروات والموارد الموجودة مثال الزراعة والسياحة والتجارة والصناعة وتشجيع المستثمرين الافارقة في اقامة مشروعات متوسطة وصغيرة يمكن ان تحقق لهم عوائد مجزية كما قمنا بعرض الفرص الاستثمارية الموجودة في جامبيا على المستثمرين العرب عبر الغرف التجارية الصناعية في
العديد من الدول العربية والإسلامية كما قمنا بافاد وفود تجارية لزيارة بعض الدول العربية وبالأخص الدول الخليجية كل هذه الخطط اسهمت في النهوض بالاقتصاد في جامبيا بشكل ملحوظ وأؤكد لك بان الوضع الاقتصادي الان في جامبيا جيد ولدينا استثمارات عربية قائمة وهناك فرص استثمارية معروضة نتوقع توقيع عقودها قريبا مع مستثمرين عرب اتمنى كما سبق وان قلت ان يكون هناك حوار عربي افريقي للنهوض بالدول الافريقية اقتصادياً وسياسياً فنحن بحاجة الى الأمة العربية والى دعمها المتواصل مع افريقيا .
ولكن اين منظمة الوحدة الافريقية والمنظمات الافريقية العربية ودورها في تحريك عجلة التنمية في افريقيا اقتصادياً وسياسياً وهل دورها مختف؟
اولاً منظمة الوحدة الافريقية انشئت لاهداف نبيلة وخيرة تركز هذه الاهداف على خدمة الدول الافريقية والوقوف معها اقتصادياً وسياسياً وهذه المنظمة تضم في عضويتها دولا عربية وافريقية مما يجعل لها قوة في عملها الاقتصادي والسياسي وهذه المنظمة رغم قلة الامكانيات والموارد التي تواجهها الا انها تقوم بدور جيد في احلال السلام في القارة الافريقية وتنمية الدول الافريقية اقتصادياً وتجاريا وهناك منظمات افريقية وعربية اخرى تلعب دوراً طيباً من اجل تنمية الدول الافريقية واستقرارها سياسياً وامنياً ولكن المشكلة التي تواجه هذه المنظمات هو قلة الامكانيات المادية التي تمكنها من مواصلة دورها على الوجه المطلوب لذلك ارجع واقول بان الحوار العربي الافريقي والتعاون العربي الافريقي مطلب ملح لجميع الدول الافريقية التي تتطلع الى هذا الحوار الذي سيدعم الدول الافريقية دعما متواصلا .
تتناثر في افريقيا هيئات ومنظمات اسلامية ومسيحية الى اي حد يمكن ان نقول ان المنظمات الإسلامية كانت اكثر فاعلية من المنظمات المسيحية والتنصيرية وما وجه المقارنة بين دورها والهيئات التنصيرية؟
لا وجه للمقارنة فالهيئات والبعثات التنصيرية اصبح لها وجود دائم في القارة الافريقية ولا تبخل على دعم برامجها وخططها التنصيرية وبصورة علنية لدرجة ان نشاط هذه الهيئات لم يعد مقتصرا على المسيحيين او الوثنيين بل امتد ليشمل المسلمين انفسهم بفضل ما يقدمونه من خدمات ومساعدات مغرية جدا تفوق ما تقدمه المنظمات والهيئات الإسلامية ولذلك تجد ان هناك صراعا قائما تعيشه القارة الافريقية بين دعاة الإسلام الذين يدعون الى الاسلام ويصححون العقيدة الإسلامية في ظل وجود الفقر والجوع وتدني الاقتصاد وبين المنظمات التنصيرية التي تدعو الى النصرانية وبين وجود المغريات وما تقدمه من مال وغذاء وكساء لذا فان القارة الافريقية ممثلة بالهيئات الدينية والمراكز الإسلامية تقوم بدور فعال وفعال جدا وتحث الناس على التمسك بالعقيدة الإسلامية لانه دين صاف يحفظ الناس من كل شيء وينظم حياته ويجعله مطمئن القلب والعقل والروح وهنا ندعو المنظمات الإسلامية والهيئات الدينية والدول الإسلامية عموما الوقوف مع اخوانهم في القارة الافريقية فهي تحتاج الكثير من الاهتمام خاصة في مجال الدعوة الإسلامية من دعاة يقومون بتوعية المسلمين او بناء المساجد والمدارس الإسلامية او توفير الدارسين والكتب الإسلامية اضافة الى الدعم المادي لتطوير الاقتصاد والذي تعاني منه القارة الافريقية اضف الى ذلك بأن المراكز والجمعيات الإسلامية تتطلع الى الدعم المتواصل من اجل ان تقوم بدورها الدعوي على اكمل وجه .
كم تبلغ نسبة المسلمين في جامبيا وما مدى تقبل الشعب الجامبي للغة العربية؟
نسبة المسلمين كبيرة في جامبيا فهي تتجاوز % 95 وهناك صحوة اسلامية تعيشها جامبيا بفضل من الله ثم بفضل الجهود التي تبذلها الجهات العاملة في حقل الدعوة الإسلامية كما ان هناك اقبالا من غير المسلمين الى الدخول في الإسلام لانهم ادركوا ان الدين الإسلامي دين حق وفضيلة ودين التسامح والامان وينظم حياة الإنسان اما عن اللغة العربية فهذه اللغة لغة القرآن الكريم لذلك نجد ان هناك اقبالاً كبيرا من قبل ابناء جامبيا لتعلم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم والدولة تقوم بدور فعال وبارز في نشر العقيدة الإسلامية ونشر اللغة العربية من خلال افتتاح المدارس ودعم الدارسين القادرين على أداء رسالتهم الدعوية والتربوية على اكمل وجه وما تحتاجه جامبيا في الوقت الحاضر هو الدعم المادي لافتتاح المزيد من المدارس الإسلامية والجامعات وبناء المساجد ودعم المراكز والجمعيات الإسلامية خاصة وان هناك اقبالاً كبيراً على المدارس الإسلامية ومدارس اللغة العربية من ابناء جامبيا والمسلمين الجدد لهذا ومن هذا المنبر الاعلامي ادعو اخواننا في الدول العربية والإسلامية الى مد يد العون والمساعدة لاخوانهم في جمهورية جامبيا .
وحدة الأمة الإسلامية وتكاملها
فخامة الرئيس في رأيكم ما هي الصيغة المناسبة لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية وتكاملها في جميع المجالات في ظل ما تشهده الساحة من صراعات وفرقة بين الدول؟
الأمة الإسلامية قد تكاملت وحدتها في جميع المجالات بفضل الإسلام وقد تمثلت قوتها في مختلف الجبهات بفضل تمسكها بأهداف الدين الحنيف كما هانت وضعفت الأمة حين فرطت في اسلامها واستخدمت وسائل الآخرين فأصبحت في وهن وهزال ولا سبيل للأمة الإسلامية لكي تسترد هويتها وامجادها الا بالعودة الصادقة للعمل بتعاليم الدين الإسلامي وهداياته في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والسياسية وغيرها ولنحقق ذلك لابد من تآزر القوى الإسلامية مع المؤسسات الدعوية لتحقيق وتأصيل وحدة الأمة الإسلامية وتكاملها في جميع المجالات ففي المجال الاقتصادي والاستثماري نجد في ديار المسلمين ثروات طائلة وهم بذلك يملكون طاقات هائلة لا تتوافر لأمة من الأمم اذا اجادوا استثمارها وتوظيفها لصالحهم وتحدوا بها التحديات الاقتصادية التي تواجههم كما تتميز الأمة الإسلامية بنظام اجتماعي لا يوجد له نظير في العالم كله وهو الأخوة الإسلامية ولا شك ان المشكلات والتحديات الاجتماعية التي تواجه المجتمعات المسلمة لا تعد من طبيعة هذه المجتمعات ولا من سماتها ولكنها وافدة اليها بسبب الغزو الفكري الذي تسرب الى هذه المجتمعات لان البنية الاجتماعية للمجتمعات المسلمة تعمل على نمو المجتمع الاسلامي وانه لا سبيل امام المسلمين الا بالعمل الجاد في جميع المجالات لازالة وازاحة كم الترسبات ومواجهة كل التحديات التي يتعرض لها العالم الإسلامي وذلك بانتهاج المناهج الإسلامية الصحيحة في معالجة جميع السلبيات التي برزت في الساحة الإسلامية .
هناك من يتهمون الدين الإسلامي بعدم قدرته على قيادة حركة الحياة في هذا العصر؟
الإسلام هو اولا اساس الدين للحياة والله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يقول : " هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها " بمعنى انه يطلب منا عمارتها وعمارة الأرض لن تكون إلا بالعلم والعمل والبحث العلمي وهي كل الوسائل التي تساعد
على النهوض بالمجتمع وهو ما يعني ان ديننا قادر على قيادة حركة الحياة .
ماذا عن تطبيق الديمقراطية في جامبيا؟
المتأمل للأوضاع السياسية في افريقيا يرى ان هناك تقدما ملموساً فيما يتعلق بالجانب الديمقراطي ففي جامبيا الان توجد لجنة انتخابية مستقلة وكذلك توجد مراكز لحقوق الانسان والانتخابات في جامبيا دائماً انتخابات حرة وفيها الوضوح والشفافية لذلك فإنني أؤكد لك بان جامبيا تنتهج النهج الديمقراطي .
َ يشكل الدعم الأوروبي للدول الأفريقية نسبة كبيرة في العلاقات الأوروبية الأفريقية هل هذا يعني عودة الاستعمار الى القارة الافريقية من جديد وفرض الهيمنة الأوروبية على افريقيا؟
لا شك ان معظم الدول الافريقية تقيم علاقات مع الدول الأوروبية وبالاخص العلاقات الاقتصادية واحب ان اوضح لك بان نسبة الاستثمارات الأوروبية في افريقيا كبير جدا في ظل غياب الاستثمارات العربية وهذا الانفتاح الاوروبي على افريقيا
يعود لرغبة الدول الأوروبية استغلال الثروات الزراعية والصناعية والسياحية التي تمتاز بها افريقيا ونحن في جامبيا نتأسف لغياب الدور العربي في الوقوف مع الدول الأفريقية التي في امس الحاجة الى الدعم المادي والمعنوي العربي والذي يمكن ان يشكل
من خلاله وحدة إسلامية قوية نواجه بها كافة التحديات التي تواجهنا لذلك فإننا نتطلع في ظل الاوضاع التي تعاني منها الأمة العربية والإسلامية التي تعاون عربي افريقي فعال يخدم شعوب هذه الأمة ويقوي من عزمها .
ما مدى تأثر جمهورية جامبيا بالصراعات والاحداث التي تتعرض لها القارة الأفريقية؟
لا شك ان جامبيا جزء من الدول الافريقية التي تعيش في افريقيا وتتأثر بما تتأثر به اي دولة افريقية لذلك فإننا نشعر بحزن كبير لما يتعرض له القرن الافريقي وما تتعرض له بعض الدول الافريقية من صراعات وحروب تؤدي الى عدم الاستقرار في افريقيا وكل ما نرجوه ان تعي هذه الدول ان السلام والحوار طريق للأمان ولاستقرار شعوب المنطقة وعلى الدول الأفريقية التي تعيش الاضطرابات والقلاقل ان تتجه الى السلام والمفاوضات لكي تسعى الى تنمية بلادها اقتصادياً وتجارياً واحب ان اشير بأن جامبيا تجاوزت اثار هذه الصراعات من خلال وضع استراتيجية جيدة لذلك فإن جامبيا لم تتأثر تأثيرا كبيرا من هذه الصراعات والقلاقل .
جامبيا من الدول التي بذلت جهوداً لايقاف الصراعات التي تعاني منها بعض الدول الافريقية ولكن ما زالت هذه الصراعات مستمرة فيما تفسرون ذلك وهل افريقيا مقبلة على انفجار الاوضاع الامنية فيها؟
لا شك ان جامبيا كانت ولا زالت من الدول التي لعبت دورا هاما في ايجاد حلول لكثير من المشاكل والصراعات الموجودة في بعض الدول الافريقية ايمانا منا بالسلام والاستقرار وان تعيش دول العالم في امن وسلام ونحمد الله اننا قد نجحنا في ذلك نظرا للاسلوب الحكيم الذي تتبعه جامبيا في حل كافة الخلافات المستمدة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة ومع ذلك كما قلت ظلت هذه الصراعات في افريقيا بسبب الظروف الاقتصادية التي تعيشها افريقيا من فقر وجوع وامراض وبالاخص التنصير الذي حط رحاله ويحاول تنصير افريقيا مستغلا اوضاعها السيئة وغياب الدعم العربي والسلامي لذلك فإنني اري ان اي حل لاي مشكلة لا يتم الا عن طريق الافارقة انفسهم فعليهم ان يعوا هذه الحقيقة لذا فإنني ادعو اخواننا الافارقة ان يتجهوا الى البناء والتنمية في دولهم في عالم التكتلات الاقتصادية العالمية الذي لا مجال فيه للضعيف واكرر دعوتي للعالم العربي بان يقف مع القارة الافريقية وقفة اخاء ومحبة وقفة اسلامية لمدها بالدعم المادي والمعنوي حتى تستطيع ان تنهض الى الامام .
رؤية الثقافة الغربية تقوم على الفرضية وليس الحوار ومن ثم هناك مسعى غربي دائم لاهمال وتهميش الثقافات الأخرى ومن بينها الإسلام فما ردكم فخامة الرئيس على هذه الفرضية؟
المسلمون والحوار والمفاهيم الخاطئة
ً المسلمون مطالبون بالحوار لان الحوار هو السبيل الوحيد لدحض كل الافتراءات وكذلك لا بد من تصحيح الافكار والمفاهيم الخاطئة الراسخة في الذهن الغربي عبر المواجهة بالفكر الصحيح وهذا يتطلب ان نمتلك اسباب الاتصال الحديث وان يكون لنا وجود فعلي في الحقل الثقافي الدولي لنقول هذا هو اسلامنا واعتقد ان في ظل ثورة الاتصالات الهائلة فان الفرصة متاحة لتقديم الاسلام ليس رغبة في السيطرة او الطمع المادي كما تفعل دول الغرب ولكن لتقديم نموذج امثل يعطي انطباعا بالخيرية للانسان في كل انحاء العالم يجدد لديه الامل بان الصراع الانساني يمكن ان يتوقف ويتحول الى تعاون بشري دائم .
الاقصى الشريف اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يتعرض من وقت لاخر لمحاولات تهديد مستمرة فما موقف جامبيا من ذلك وما هو الدور الذي لعبته نحو القضية الفلسطينية؟
د استرداد القدس الشريف لن يكون الا بالعودة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كمنهج حياة في جميع شؤون حياة المسلم اليومية وعندها يمكن للمسلمين استرداد الاقصى الاسير واؤكد لك بان جامبيا تلعب دورا فاعلا في هذه القضية سواء داخليا او دولياً وطالبنا عبر الاجتماعات والمؤتمرات الدولية ان تلتزم اسرائيل بكافة القرارات الدولية بشأن القدس والقضية الفلسطينية وهذا الموقف معلن للجميع فنحن ندعم الحق العربي الذي يؤكد عودة الأراضي العربية للامة العربية بما فيها القدس الشريف فعلى اسرائيل ان تلتزم بكافة القرارات الدولية اذا كانت تريد ان يعم السلام في العالم .
التحديات والإرهاب
ما هي اهم التحديات التي تواجه الشعب الجامبي واحتياجات المسلمين فيها؟
حقيقة ليست هناك تحديات كبيرة بقدر ما هي ظروف تعيشها البلاد وهي الاوضاع الاقتصادية السيئة والجفاف الذي نعاني منه منذ سنوات طويلة وهذا الأمر يولد الكثير من المشاكل باعتبار ان جامبيا دولة صغيرة لذلك فإن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة للتغلب علي هذه المشاكل خاصة المشاكل الاقتصادية من خلال دعوة المستثمرين لاقامة مشاريع استثمارية كذلك دعوة ابناء جامبيا لاقامة مشاريع في كافة المجالات من خلال استثمار المشاريع الموجودة حاليا اما الاحتياجات التي يحتاجها
المسلمون في جامبيا فهي انشاء المزيد من المساجد والمدارس الاسلامية وتطوير التعليم مع زيادة اعداد الدعاة والدارسين كذلك تحتاج انشاء مدارس للغة العربية حيث ان هناك رغبة كبيرة من قبل ابناء جامبيا لتعليم اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم مع ان الحكومة تقوم بدور فعال في هذا الجانب ايضا المراكز والجمعيات الاسلامية تحتاج الى دعم متواصل لتقوم برسالتها الدعوية هذه اهم وابرز احتياجات المسلمين في جامبيا نتطلع الى دعم اخواننا في الدول العربية والإسلامية .
ما رأيكم فخامة الرئيس في النعوت التي يطلقها الغرب على بعض الدول الإسلامية والعربية بانها ارهابية وكيف يمكن تغيير هذه النظرة؟
د قد يكون ذلك نتيجة لجهل وعدم معرفة الغرب بمنهج الإسلام فمن المعروف ان الاسلام دين رحمة اي ان رسالته جوهرها الرحمة لخص الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم رسالة الاسلام في كلمة الرحمة حين قال : " وما ارسلناك الا رحمة
للعالمين " وكون بعض الافراد المتطرفين او الارهابيين مارسوا بعض الممارسات غير المسؤولة فهم لا يمثلون الاسلام ولا بد ان نؤكد ان الاسلام دين يدعو الى الرحمة ونبذ العنف والارهاب والتطرف دين يدعو الى اليسر والى التعاون والى وحدة الصف ولا بد يعي الغرب هذا تماما وان يعرف غير المسلمين في البلاد الاسلامية يأخذون حقوقهم كاملة وهذا ما اوجبه علينا ديننا الاسلامي وما يحث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن ماذا عن حقوق المسلمين لديهم وهل وصلوا الى المراكز القيادية لهذا فإن الدعاة عليهم دور كبير في ابراز سماحة الإسلام واظهار الجوانب المشرقة في ديننا الاسلامي الحنيف كما ان اجهزة الإعلام العربية والإسلامية عليها دور رائد في هذا الجانب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.